المعلمون يتحكمون في أعمال السنة
أولياء أمور يطالبون بإلغاء التقييمات الأسبوعية وخبير يدعو للاكتفاء بالامتحانات الشهرية

انتشرت أخبار على صفحات التواصل الاجتماعي، حول موافقة وزارة التعليم على إلغاء التقييمات الأسبوعية للترم الثاني من العام الدراسي الحالي 2024/ 2025، خاصة بعد مطالبة العديد من أولياء الأمور بإعادة التفكير فيها وتقييم المنظومة بالكامل، نتيجة الظلم الذي تعرض له الطلاب والذي ظهر في نتائج الترم الأول وانخفاض درجاتهم.
ولكن وزارة التربية والتعليم تدخلت لحسم الجدل، ونفت كل ما يتردد حول إلغاء التقييمات الأسبوعية، وأكدت أن جميع القرارات الوزارية والآليات المعلنة بشأن الدراسة والتقويم بالمراحل التعليمية الابتدائية والاعدادية والثانوية مازالت كما هي دون أي تغيير.
وقال الخبير التربوي الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي في جامعة عين شمس، إن أسباب انخفاض مجاميع الطلاب بعد ظهور نتائج سنوات النقل للفصل الدراسي الأول، يعود إلى تخصيص نسبة أعلى من درجات المواد الدراسية لـ أعمال السنة، بحوالي 70%، متضمنة التقييمات الأسبوعية والشهرية والمهام الأدائية والواجبات اليومية، وتخصيص نسبة 30% فقط من الدرجات لامتحانات نهاية الترم.
وشرح "شوقي" أن علاقة انخفاض درجات الطلاب بنظام التقييمات الأسبوعية، تعود إلى عدم تعودهم على النظام الجديد، وافتقادهم للمهارات والمعارف المتصلة بكل مادة، مع عدم وجود الوقت الكافي للطلاب للمذاكرة والمراجعة مع كثرة التقييمات بين يومية وأسبوعية وشهرية، ولفت إلى أنه من أكبر العوامل هو تحكم المعلمين في درجات أعمال السنة، وتعمد بعضهم عدم إعطائها كاملة للطلاب، لإجبارهم على الدروس الخصوصية.
تقليل عدد التقييمات
ويؤكد الخبير التربوي، أن هناك دواعي تربوية تستدعي تقليل عدد التقييمات في صفوف النقل، لأن الأصل في العملية التربوية هو التعليم، وبعده تأتي أهمية التقييم، وهو في الأصل طريقة لدعم التعليم، ولذلك فهناك حاجة لمنح الوقت الكافي لشرح المناهج للطلاب بدلا من التركيز على التقييم المستمر، مع مراعاة كثرة الأعباء المفروضة على المعلم خلال الحصة واليوم الدراسي.
ويشير "شوقي" إلى أن هناك مبدأ تربوي مهم، وهو أنه كلما تباعدت فترات التقييم كان ذلك أفضل تربويًا، فالتقييم الأسبوعي أكثر فعالية من اليومي، ونصف الشهري أفضل من الأسبوعي، والشهري أكثر فاعلية من نصف الشهري، وهكذا.
وأوضح أن التقييم على فترات متباعدة، يتم بعد الحصول على كم أكبر من المعلومات والدروس، الأمر الذي يمنح الطلاب فرصة أفضل لهضم المعلومات، وكذلك، فإن تكرار التقييمات، وتكرار نفس الأسئلة في التقييمات الشهرية بعد اليومية والأسبوعية، غير عملي ويؤدي لضيع الوقت والجهد، كما تؤدي إلى إجبار الطالب على التركيز على حل السئلة وحفظ الإجابات بدلا من فهم المعلومات الواردة في المناهج، داعيا لتقليل عدد مرات التقييم لتكون من خلال الواجبات اليومية بالإضافة إلى التقييم الشهر، والذي سيغني عن الأسبوعي.
ويشتكي العديد من الطلاب وأولياء الأمور في صفوف النقل من انخفاض الدرجات في نتيجة امتحانات الفصل الدراسي الأول، وهو ما دعاهم إلى الاستغاثة بـ محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، لتخفيض درجات أعمال السنة والتقييمات، والاعتماد بشكل أكبر على درجات امتحانات نهاية الترم.
ويقول بعض أولياء الأمور إنهم لاحظوا اختلاف المجاميع بين الإدارات، نتيجة تغير المعلمين من مدرسة إلى أخرى، لأن بعض المدرسين يمنحون درجات عالية، وغيرهم يفضلون وضع درجات منخفضة، وهو ما يؤدي إلى تحطم أحلامهم بسبب انخفاض المجاميع برغم اجتهادهم في المذاكرة وفي الامتحانات مع حرصهم على الالتزام بجميع التقييمات.