و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

حزب الله يجدد سيناريو 2000

أهالي جنوب لبنان يقررون العودة لقراهم رغم التحذيرات الإسرائيلية

موقع الصفحة الأولى

أعلنت وزراة الصحة اللبنانية عن إستشهاد وإصابة العشرات جراء إعتداء جيش الاحتلال بإطلاق الرصاص وقنابل من طائرة بدون طيار على أهالي بلدات الجنوب خلال محاولتهم الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي يرفض تنفيذ بنود الهدنة بالانسحاب من الجنوب صباح اليوم/ الأحد 26 يناير 2025/ ويصر على البقاء لمدة 30 يوما أخرى وإقامة 5 نقاط عسكرية دائمة في المنطقة ما بين بلدة الخيام والغجر أي سهل الوزاني ، الذي يعطي أفضلية للمقاومة بالدخول إلى مناطق في شمال فلسطين، إلا أن خبراء عسكريين أكدوا لـ "الصفحة الأولى" أن هذا الاحتمال أي الدخول إلى شمال فلسطين مستبعد لسنوات.

 كما أعلن الجيش اللبناني عن إصابة المجندة راوية الحجة في بلدة ديرميماس  إثر أطلاق جيش الاحتلال النار على سيارتها.. كما الجيش في بيان له أنه يواكب دخول المواطنين إلى عدد من البلدات الحدودية وسط إمعان العدو الإسرائيلي في خرق سيادة لبنان واعتدائه على المواطنين موقعاً بينهم شهداء وجرحى ورفضه الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي احتلها في المرحلة الأخيرة.

الفلسطينيون يتضامنون وعون يستنجد 

وفي سياق متصل توجه عشرات الأهالي من مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين بالضاحية الجنوبية إلى جنوب لبنان لمساندة الشعب اللبناني في الدفاع عن بلداته المحتلة في الجنوب.. مما ينذر بوقوع مواجهات بين الجيش اللبناني وأهالي الجنوب وجيش الاحتلال مما قد يستدعي تدخل حزب الله عسكريا، خاصة مع وجود دعوات من قبل سياسيين وإعلاميين تناشد أهالي الجنوب بالزحف نحو قراهم وإخراج الاحتلال من القرى باستخدام كافة الوسائل المتاحة، مطالبين الجيش بممارسة وظيفته بحماية الأرض من خلال مساندة أهل الجنوب لتتكرس معادلة الشعب والجيش، وإن لزم الأمر المقاومة.
تأزم الأمور، دفع الرئيس اللبناني جوزاف عون وفقا لما ذكرته مصادر إعلامية وسياسية لبنانية لـ "الصفحة الأولى" بإجراء اتصالات دولية للضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية، وأوضحت المصادر أن عون ومسؤولين لبنانيين أجروا اتصالات بالرئيس الفرنسي مانويل ماكرون للتدخل لدى الإسرائيليين لإنهاء الانسحاب بسرعة، حتى لا يدخل لبنان في مشاكل مع التأكيد على ضرورة إنهاء الانسحاب في غضون أسبوع، لأن حزب الله لن يقبل ببقاء إسرائيل شهراً أخر، مما يعيد إطلاق المقاومة، وذلك يسبب حرجاً للدولة اللبنانية لعدم قدرتها على تنفيذ اتفاق‌ وقف إطلاق النار.. وتكون إسرائيل قد قدّمت هدية لحزب الله وضرباً لعهد عون.. كما نقلت المصادر لـ "الصفحة الأولى" أن عون أبلغ الاميركيين أن إسرائيل تلعب بالنار بعدم سحب جيشها من جنوب لبنان، وأن الجيش اللبناني سيكون بالمواجهة ومن الممكن تجدد الحرب.  

سيناريو حزب الله 

وكانت مصادر المقربة من حزب الله قالت لـ "الصفحة الأولى" إن الشعب سينطلق إلى القرى حتى ولو كان فيها جيش الاحتلال ليصبح الاسرائيلي أمام خيارين إما الانسحاب أو إطلاق النار على الأهالي تحت مجهر لجنة المراقبة والإعلام مما يحرج الدولة اللبنانية، وأن الحزب سيقوم بتركيب بيوت جاهزة في كافة القرى الحدودية بالقرب من الحافة ليسكنها جزء من الناس الموكلة بإعادة الإعمار.. مؤكدين أن العقبة التي ستواجه ذلك، قيام الجيش اللبناني بمنع الأهالي الذين لن يلتزموا، وسيقومون بتجاوز حواجز الجيش.. وشددت المصادر على أن حزب الله سيظهر سلاحه في اللحظات الحاسمة، خاصة وأن أسلحته موجودة في أماكنها وستظهر وقت الحاجة إليها. 
وكانت كتلة نواب الوفاء للمقاومة قد حذرت من عدم التزام إسرائيل بالهدنة، مطالبين الحكومة اللبنانية ورئيس الجمهورية باتخاذ موقف حاسم لفرض الالتزام على الجيش الإسرائيلي للوفاء بالانسحاب من الأراضي اللبنانية التي احتلها خلال الهدنة وما قبلها وإلا سيكون للمقاومة شأن أخر.

سيناريو عام 2000 

ومن جانبه يعتقد العميد الركن نضال زهوي أن الانسحاب الإسرائيلي سيحدث كما حدث في عام 2000، موضحا لـ " الصفحة الأولى" أنه بعد ارتباك العدو في الحزام الأمني وهي نفس المناطق المحتلة حاليا تقريبا تم بث الكثير من معلومات الحرب النفسية قبل أيام وبعدها بدأت الجماهير تنطلق عبر المعابر والاودية بأعداد كبيرة باتجاه القرى وقام الحزب بتطويق مراكز جيش لحد الموالي لإسرائيل ، وكلما دخلت الجماهير قرية كانت عناصر لحد تستسلم لعناصر الحزب أو للجيش اللبناني، فوضعوا الإسرائيلي أمام خيارين إما أن يرتكب مجازر أو الانسحاب، ولم يكن الوضع يسمح بارتكاب مجازر فأضطر للانسحاب.
أما اليوم – والحديث للعميد زهوي- لا يوجد جيش لحد، والإسرائيلي وحده في الساحة، ويعرف جيداً أن الصواريخ المضادة للدروع نوع الماس قادرة على تدمير أي دبابة تطلق النار على الأهالي من مسافة 10كلم، لذلك سيكون الانسحاب خيار جيش الاحتلال، خاصة وأن رسائل الحرب النفسية بدأت بين الطرفين، ودعوات الانطلاق باتجاه القرى الحدودية منذ ساعات والتهديدات والتذكير ببعض العمليات كذلك يؤكد أن سيناريو 2000 يصلح لليوم الاحد.
عضو المكتب السياسي لحزب الله والنائب البرلماني حسن فضل الله قال في تصريحات صحفية "العدو يطلق النار على الناس في قرى الجنوب، فإذا قام أحد أبناء القرى بإطلاق النار على العدو لحماية نفسه وعائلته بسبب عدم وجود حماية هل يستطيع أحد أن يلومه أو يمنعه؟.. وأضاف "ها هي معادلة الجيش والشعب والمقاومة فالمقاومة قاتلت هنا حتى اليوم الأخير والشعب حرر عيتا ويحرر الآن مارون وعيترون والشعب فتح الطريق للجيش".. 
ومن جانبه وجه رئيس مجلس النواب نبيه بري التحية لأبناء القرى الحدودية اللبنانية الجنوبية، مؤكداً أن إطلاق جنود الاحتلال النار على المدنيين العزل يؤكد بالدليل القاطع أن إسرائيل تمعن بإنتهاك سيادة لبنان وخرقها لبنود وقف إطلاق النار وإن دماء اللبنانيين الجنوبيين العزل وجراحاتهم هي دعوة صريحة وعاجلة للمجتمع الدولي والدول الراعية لإتفاق وقف النار للتحرك الفوري والعاجل لإلزام إسرائيل بالإنسحاب الفوري من الاراضي اللبنانية التي لاتزال تحتلها في جنوب لبنان .

أهالي الجنوب يحذرون إسرائيل

وكان أهالي 26 بلدة حدودية الواقعة ضمن القطاع الشرقي في الجنوب اللبناني قد اتخذت قرار جماعي، بالتوجه نهار اليوم /الأحد 26 يناير 2025 / إلى بلداتهم ولن يثنيهم شيئا عن ذلك، لأنه لم يعد هناك أي شيء ليخسروه.. وأصدر الأهالي ليلة أمس السبت/25 يناير 2025/ بياناً أطلعت عليه الصفحة الأولى أكدت فيه أنه ‏نظرا" لاقتراب الموعد النهائي لنهاية هدنة ال ٦٠ يوما"، الذي يصادف فجر الأحد 26 يناير 2025، فإننا قررنا كما نص اتفاق الهدنة العودة الجماعية إلى ديارنا التي هجّرنا منها، متسلّحين بحقّنا الذي كفلته كل شرائع الدنيا، ودون منّة من أحد، صباح يوم الأحد.. ‏وعلى الدولة اللبنانية مجتمعة، والجيش اللبناني، وقوات اليونيفيل وأعضاء اللجنة الخماسية الراعية للاتفاق، مؤازرتنا وتسهيل عودتنا، وحماية الأهالي من مشاريع الغدر المعادية..
وأرجع بيان سكان القرى الحدودية قرارهم إلى عدم التزام العدو الإسرائيلي بالهدنة، بل استغلها لتوسيع عدوانه، والسيطرة على مساحات جغرافية عجز طيلة الحرب عن الوصول إليها بسبب بسالة المقاومين الاستشهاديين.. والاعتداء اليومي غير المسبوق من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على أرزاق الناس، وتدمير البيوت، وتفجير الحارات، وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، وإبادة كل مظاهر الحياة في تلك القرى، وجعلها غير قابلة للحياة.. وقيام العدو بشن غارات حربية ومسيّرة على عدد من المناطق شمال الليطاني وعلى امتداد الجغرافيا اللبنانية، خارقا كل قواعد الهدنة والاشتباك المتعارف عليها في نص الاتفاق. وكذلك الضرب بعرض الحائط بكل العهود والالتزامات التي قطعها أمام اللجنة الخماسية المكلّفة بمراقبة تطبيق الاتفاق.. ‏وغيرها من المخالفات اليومية التي يطول ذكرها وتعدادها، بعد أن أطلقت يداه لتنفيذ رغباته العدائية والعدوانية دون حسيب أو رقيب 
كما حذر أهالي القرى العدو من أي نيّات مبيته، أو المراوغة والتأخير في الانسحاب، لما سيترتب على ذلك من تداعيات، وفعل مقاوم، كفلته كل الشرائع والمواثيق الدولية، وفي سياق متصل أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية ليلة السبت 25 يناير 2025، عن إصابة ضابط وجندي إثر تعرض مركبتهما لانفجار عبوة ناسفة في جنوب لبنان.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية كشفت عن صدور أوامر للقيادة الشمالية بفحص جاهزية الوحدات في كافة القطاعات الخاضعة للقيادة لأي سيناريو، تحسباً لمفاجئات حزب الله، وكان المتحدث العسكري باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، قد هدد أهالي الجنوب عبر حسابه على موقع "إكس" بقوله: “تذكير جديد إلى سكان جنوب لبنان، إنه حتى إشعار آخر، يحظر عليكم الانتقال جنوباً إلى خط القرى ومحيطها. الجيش الإسرائيلي لا ينوي استهدافكم، ولذلك يحظر عليكم في هذه المرحلة العودة إلى بيوتكم من هذا الخط جنوبًا حتى إشعار آخر، وكل من ينتقل جنوب هذا الخط يعرض نفسه للخطر”.

تم نسخ الرابط