هدنة 60 يوم مرحلة اختبار
إنجاز 95% من بنود الاتفاق بين لبنان وإسرائيل لوقف إطلاق النار
نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية مسودة الاتفاق بين لبنان وإسرائيل لوقف إطلاق النار، وهو الاتفاق الذي جاء في أعقاب زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت.
وبحسب الصحيفة، ينص الاتفاق الذى تم إنجاز 95% منه، على وقف إطلاق نار تجريبي لمدة 60 يومًا، تتخلله خطوات تهدف إلى تحقيق تهدئة شاملة.
وبحسب تقارير إعلامية، تتلخص البنود الإشكالية في حرية العمل في حال حدوث خروقات، حيث يعترض لبنان على هذا البند، وكذلك الخلاف على أعضاء لجنة الرقابة، حيث إن لبنان يرفض مشاركة بعض الدول لاسيما المانيا وبريطانيا، إلا أن مقترح أمريكي لتضييق الخلاف، ينص على أن يتضمن الاتفاق عبارة للطرفين يوجد حق الدفاع عن النفس إذا تم مهاجمته، بشرط أن الولايات المتحدة تضمن أن إسرائيل لن تبادر بشن أي هجوم.
ويقضى الاتفاق على انسحاب مقاتلي حزب الله شمال نهر الليطاني مع نقل عتادهم العسكري إلى خارج المنطقة التي طالما اعتُبرت نقطة تماس رئيسية مع إسرائيل، وانتشار الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في المناطق الجنوبية كبديل عن قوات الحزب، في محاولة لإبراز دور الدولة اللبنانية والقوات الدولية في بسط الأمن.
كما يقضى الاتفاق على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، الذي شهد خلال الأسابيع الماضية عمليات توغل وتصعيد ميداني، وتشكيل لجنة رقابة دولية تضم دولًا أوروبية كبرى مثل بريطانيا، فرنسا، وألمانيا، إضافة إلى دول أخرى، لمتابعة تنفيذ الاتفاق وضمان الالتزام ببنوده، مع تمكين إسرائيل من التحرك إذا اعتبرت أن حزب الله خرق الاتفاق أو استأنف نشاطاته العسكرية جنوب الليطاني.
تحفظات حزب الله على الاتفاق
على الجانب اللبناني، تحفظ حزب الله على بعض بنود الاتفاق، وأعلن الأمين العام للحزب نعيم قاسم، خلال كلمة ألقاها الأربعاء، أن الحزب أبدى ملاحظاته على اقتراح وقف إطلاق النار الذي صاغته الولايات المتحدة.
وقال قاسم: لا يمكن القبول بأي اتفاق لا يحفظ سيادة لبنان ويضع حدًا للعدوان الإسرائيلي"، مشددًا في الوقت ذاته على أن قرار استمرار الحرب بات الآن بيد إسرائيل. ولفت إلى أن الحزب مستعد لاستمرار القتال لفترة طويلة إذا فشلت الجهود السياسية.
وفي الوقت نفسه، أشار قاسم إلى أن موقف الحزب لا يتعارض مع اتفاق الطائف، وهو تصريح فسره مراقبون بأنه "إشارة إيجابية" لرغبة الحزب في إيجاد صيغة تفاهم تُبقي على التزامه بالإطار الوطني.
وفي المقابل، وصف المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين أجواء المحادثات التي أجراها في بيروت بأنها إيجابية، مؤكدًا إحراز تقدم ملحوظ في النقاشات مع المسؤولين اللبنانيين.
وفي تصريح عقب لقائه برئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، قال هوكشتاين: لقد اقتربنا من صياغة نهائية لاتفاق وقف إطلاق النار، وسأواصل العمل مع الجانب الإسرائيلي لضمان تحقيق اختراق نهائي في هذا الملف.
أما في إسرائيل، فقد عبر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر عن موقف تل أبيب، معتبرًا أن أي اتفاق يجب أن يضمن لإسرائيل حرية التحرك في حال رصد أي خروقات من قبل حزب الله.
وأشار ساعر إلى أن إسرائيل ترى في فترة الـ60 يومًا مرحلة اختبار لقدرة الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل على ضبط الوضع الأمني جنوب الليطاني ومنع حزب الله من العودة إلى مواقعه السابقة.
وأضاف أن انسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل سيعتمد على نتائج هذا الاختبار، وهو ما يثير شكوكًا في لبنان حول نوايا إسرائيل الحقيقية ومدى التزامها بالاتفاق.