بعد رفض الفلسطينيين للتهجير
صاحب «خطة الجنرالات» في شمال غزة يعترف بفشلها ويطالب بإنهاء الحرب فورا
بعد سقوط العديد من الضباط والجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح في معارك شمال غزة، خرج صاحب خطة الجنرالات ليطالب بوقف الحرب فورا، للخروج من المأزق الذي وضعهم فيه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وقال رئيس مجلس الأمن الإسرائيلي الأسبق والجنرال السابق في جيش الاحتلال، جيورا آيلاند، إنه لابد من إنهاء الحرب على غزة وسحب قوات الاحتلال الإسرائيلية بالكامل، مؤكدا أن معارك غزة ولبنان لا ينتج عنها إلا مقتل المزيد من الجنود.
وشدد على أن الطريقة الوحيدة للتعامل مع الوضع الذي يعاني منه الكيان الإسرائيلي حاليا هي إنهاء القتال وعقد اتفاق شامل، وحذر، تعقيبا على مقتل 24 ضابطا وجنديا إسرائيليا في شمال قطاع غزة، من أن من يصمم على استمرار الحرب، يحاول اقناع الجميع بأن الانتصار النهائي ممكن في وقت لاحق، وهو أمر غير واقعي وغير ممكن.
تفاصيل خطة الجنرالات
وابتكر الجنرال جيورا آيلاند خطة الجنرالات، بهدف السيطرة على شمال قطاع غزة، من خلال تهجير سكان المنطقة إلى الجنوب، مع فرض حصار كامل على شمال القطاع، ويشمل ذلك منع دخول الإمدادات والمساعدات الغذائية والماء والوقود، مع استخدام التجويع كوسيلة ضغط لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وتبنى الخطة عدد كبير من جنرالات الجيش لذلك سميت خطة الجنرالات، وكشف عنها في سبتمبر 2024، بهدف ليل عدد القتلى من جنود الاحتلال الإسرائيلي، ولكن ما حدث هو العكس.
وتعمل خطة الجنرالات على تهجير سكان شمال قطاع غزة بشكل قسري، على أن يجري تحويل شمال القطاع إلى منطقة عسكرية مغلقة، للقضاء على أي وجود لحركة حماس.
وحذر صاحب خطة الجنرالات من أن استمرار الحرب بنفس الطريقة التي تسير عليها لن يحقق أي نتائج ملموسة، كما سيؤدي لاستمرار الفشل في استعادة الأسرى، وسيبقى الوضع كما هو، ولذلك فإن الحل العسكري لن يحقق النتيجة المرجوة.
فشل حرب غزة
وكشف آيلاند، عن أن الحرب الحالية على غزة أثبتت فشلها الذريع، في مواجهة مقاومة سكان القطاع واستمرارهم وتمسكهم بالبقاء هناك، كما أن العمليات العسكرية التي ينفذها جيش الاحتلال في جباليا وشمال غزة لن تحقق الانتصار على حركة حماس، داعيا إلى تحسين شروط صفقة تبادل الأسرى مع الفلسطينيين للخروج من حالة الجمود التي تشهدها المفاوضات.
وأكد أن هناك إمكانية لتحسين شروط الصفقة، خاصة البنود المتعلقة بعدد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم مقابل الأسرى الصهاينة، ولكن التركيز على تفاصيل أخرى مثل محور فيلادلفيا لن يؤدي إلى أي نتيجة ملموسة.
تحديات عسكرية واقتصادية
واعترف رئيس مجلس الأمن الإسرائيلي الأسبق، بأن كيان الاحتلال يواجه العديد من التحديات على المستوى الاقتصادي والعسكري، حيث تكلفهم الحرب أكثر من نصف مليار شيكل يوميا، وهو ما يزيد من الضغوط الاقتصادية، إلى جانب الأعباء النفسية والخسائر التي يتعرض لها جنود الاحتلال، وحذر من أنه إذا استمرت الحرب لمدة عام أو نصف عام إضافي، فلن تتغير الأوضاع في قطاع غزة، وستسفر عن مقتل المزيد من الجنود والأسرى، خاصة مع مواجهة الصراع على سبع جبهات أخرى مع غزة، ويشمل ذلك الحدود مع الأردن، لذلك لابد من قرار وقف الحرب على غزة للهروب من تكاليفها الباهظة.
وكان الجنرال السابق طالب في وقت سابق بوقف الحرب على غزة، مع اعترافه بفشل "خطة الجنرالات" بسبب صمود وثبات أهل غزة، وعدم قدرة الاحتلال على تحقيق النصر على المقاومة الفلسطينية، في ظل العملية العسكرية التي ينفذها جيش الاحتلال في مخيم جباليا وشمال قطاع غزة.