الاختيار بين تركيا وإيران ولبنان
حماس تلجأ للخطة ب بعد طردها من قطر وانسحاب الدوحة من مفاوضات غزة
قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة، بعد الانسحاب من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة والتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى، لتجد الحركة نفسها أمام مفترق طرق، ويكون عليها التفكير في تطبيق الخطة "ب" والتي تحتوي على خيارات الرحيل إلى تركيا أو إيران أو لبنان.
وجاء التحرك قطر المفاجئ، بالتزامن مع قرار الدوحة الانسحاب من مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، قائلة إن الطرفين حماس وإسرائيل لم يظهروا رغبة حقيقية وصادقة في العودة إلى التفاوض، كما جاء بعد ضغوط امريكية لطرد قادة المقاومة من قطر، وتقول الدوحة إنها قررت وقف عمل مكتب حماس السياسي بسبب عدم تأدية الغرض منه.
إغلاق مكتب حماس في الدوحة
وحتى الآن، تؤكد حماس عدم تلقيها طلبا قطريا بإغلاق مكتبها السياسي في الدوحة، وقالت مصادر في الحركة إنهم لا يمتلكون نفيا أو تأكيدا لما نشر عن رحيل قيادات الحركة من قطر وإغلاق مكتبهم، بعد القرار القطري بالانسحاب من جهود الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة والتوصل غلى صفقة لتبادل الأسرى بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، والتي كانت تشارك فيها مع مصر والولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت آخر جولة من مفاوضات غزة، قد فشلت، في منتصف أكتوبر الماضي، في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، بعد رفض حركة حماس مقترحا بهدنة مؤقتة لمدة يومين والإفراج عن 4 أسرى فلسطينيين مقابل مجموعة من الأسرى الفلسطينيين في سجوم الاحتلال، وتمسكت بوقف شام لإطلاق النار وإدخال المساعدات إلى القطاع ورفع الحصار.
ضغوط أمريكية
وتأتي التحركات القطرية، بعد ضغوط أمريكية على الدوحة، لترحيل قيادات حماس، بعدما قالت إدارة الرئيس جو بايدن غن وجودهم في الدوحة لم يعد مقبولا، بعدما رفضوا الاقتراح الأخير بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وعقد صفقة لإطلاق سراح الأسرى.
ولكن حماس ترى في الطلب الأمريكي ورقة من أوراق الضغط على الحركة لقبول وقف إطلاق النار بالشروط الإسرائيلية، خاصة وأن البيت الأبيض يسعى إلى الاتفاق على صفقة بأسرع وقت ممكن، قبل مغادرة بايدن للرئاسة وتسليم الحكم إلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير 2025، ولجأت قيادات حركة حماس إلى قطر، بعد خروجها من سوريا عام 2011، كما أنشأت الحركة مكتبا سياسيا في الدوحة عام 2012.
خطط بديلة
وحال تنفيذ قرار قطر بإغلاق مكتب الحركة وطرد القيادات من الدوحة، فإن حماس ستلجأ لتطبيق الخطط البديلة لديها وأبرزها الخطط "ب"، ويأتي مضمونها باللجوء إلى تركيا أو إيران أو لبنان.
وعن الخيار الأول وهو تركيا، ترى قيادات حماس أن هناك تفاهمات وعلاقة قوية مع النظام التركي، وهو ما يمكن أن يمهد الطريق لتكون انقرة بديلا للدوحة، خاصة في ظل توتر العلاقات التركية الإسرائيلية، ولكن العقبة الوحيدة أمام ذلك الخيار، هو قرار الحكومة التركية بطرد العديد من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية من البلاد، وهو ما سيضع الأتراك أمام تناقض عليهم حله.
أما الخيار الثاني، فهو إيران، وهو ما ستعارضه وتواجه الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي بقوة، لأنه من المرجح أن يعزز عسكرة حماس، ويزيد من تشددها في أي مفاوضات مقبلة، وفي المقابل سيكون أمام خالد مشعل البحث عن دولة أخرى، بسبب توتر علاقته مع الجانب الإيراني بسبب تأييده للثورة السورية ومعارضته لنظام بشار الأسد.
أما الخيار الثالث، لبنان، فهو الأصعب في الفترة الحالية، خاصة مع استمرار الحرب الإسرائيلية على لبنان، والاستهداف المستمر لقيادات حماس الموجودين من قبل في البلاد، ما يعني أن توجه قيادات المكتب السياسي إلى هناك، يعني دخوله إلى دائرة الخطر بشكل مباشر.