و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

خرجت ولم تعد

سر اختفاء 118 مخطوطًا لـ رفاعة الطهطاوي بين «ثقافة سوهاج» و«دار الكتب»

موقع الصفحة الأولى

مازالت أزمة اختفاء مكتبة مخطوطات رفاعة الطهطاوي في ظروف غامضة مستمرة، بعد نقلها من قصر ثقافة طهطا بمحافظة سوهاج إلى دار الكتب المصرية بحجة ترميمها، مع تأكيد مصادر في إقليم وسط الصعيد الثقافي أن المخطوطات النادرة والتي تمثل كنزا من كنوز التراث المصري والعربي أصبحت في خبر كان.  

ورغم مرور أكثر من 6 سنوات على خروج مكتبة مخطوطات رفاعة الطهطاوي وتسلمها من قبل دار الكتب المصرية، وفقا لمحاضر ومستندات رسمية، إلا أن مصير هذه المخطوطات مازال مجهولا حتى الآن، وإذا كانت دار الكتب تؤكد أنها موجودة، فأين هي؟ ولماذا لا تظهر للعلن، وخاصة وأنه من المفترض أنه تم ترميمها بالفعل طبقا للسبب الأساسي لخروجها من قصر ثقافة طهطا، وإلا لماذا خرجت أصلا؟  

خروج مخطوطات رفاعة الطهطاوي

وخرجت مكتبة المخطوطات بعد تشكيل لجنة إدارية من قبل الشؤون المالية والإدارية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، وفرع ثقافة سوهاج، بتاريخ 24 يناير 2018، وتمثلت مهمتها في جمع أكثر من 118 مخطوطا، ونقلها إلى دار الكتب في القاهرة، بحجة ترميمها ثم إعادتها من جديد إلى بلدها الأم سوهاج، برئاسة عبد الحافظ بخيت الذي كان مدير النشر الثقافي بالهيئة آنذاك، وعضوية كل من أحمد عبد الراضي، عضو التنفيذ بسوهاج عن الإدارة العامة للتفتيش المالي والإداري، وفارس نصر محمود عضو الإدارة العامة للشؤون القانونية، وعبد الرحيم عبد الحميد أبو العلا عضو فرع ثقافة سوهاج، وأحمد مصطفى البكري، عضو الإدارة العامة للمكتبات.  

وعبد الحافظ بخيت الذي كان رئيس اللجنة هو الآن رئيس نادي الأدب المركزي بسوهاج، ورغم خروجه على المعاش، إلا أنه يدير فرع ثقافة سوهاج بعلاقته برئيس إقليم وسط الصعيد الثقافي.  

ويوم 21 يناير 2018، جرى تسليم 118 مخطوطا إلى طبقا لمستند رسمي وقع عليه أعضاء اللجنة، إضافة إلى حضور قيادات قصر ثقافة طهطا ومنهم أحمد صابر الذي كان مدير قصر ثقافة طهطا وقتها، ومن بعد الواقعة أصبح مدير قصر ثقافة العاصمة سوهاج.

تسليم 118 مخطوطا

وأكد المستند الرسمي، أنه تم تسليم جميع المخطوطات وعددها 118 مخطوطا إلى أعضاء الهيئة العامة لقصور الثقافة، بعد مراجعتها وفحصها كاملة، لتسليمها إلى الهيئة العامة لقصور الثقافة ووضعها بالشكل اللائق لقيمتها التاريخية لترميمها وإعادتها إلى قصر ثقافة طهطا بعد الترميم، ولكن خطاب دار الكتب والوثائق القومية إلى هيئة قصور الثقافة يؤكد عكس ذلك تماما.  

فقد كشف الخطاب الصادر بتاريخ 29 مايو 2024 تحت رقم 2401 والوارد إلى الهيئة العامة لقصور الثقافة بتاريخ 3 يونيو، عن أن هذه المخطوطات أصبحت ملكا لدار الكتب وفقا لقانون المحافظة على المخطوطات رقم 8 لسنة 2009.  

كما أكدت دار الكتب في خطابها إلى عمرو البسيوني رئيس هيئة قصور الثقافة، إنه يأتي ردا على "مكالمته التليفونية"، والتي طلب فيها تقريرا عن مخطوطات مكتبة رفاعة الطهطاوي بقصر ثقافة طهطا، وهو ما يثير التساؤل والتعجب: هل تتم مناقشة مثل تلك الأمور الخطيرة بهذه السهولة في المكالمات الهاتفية.  

خطاب دار الكتب

ويروي رئيس دار الكتب في خطابه إلى رئيس قصور الثقافة القصة من بدايتها، حيث يقول إنه في 24 ديسمبر 2017 خاطب الدكتور أحمد الشوكي، رئيس مجلس الإدارة الأسبق، الدكتور أحمد عواض، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وقتئذ لضم المخطوطات الموجودة بقصر ثقافة طهطا للهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية حتى يمكن للهيئة من القيام بدورها في المحافظة على المخطوطات وحتى يمكن ترميمها واتاحتها للباحثين.  

وفي يوم 28 يناير 2028، وفي حضور "الشوكي" و"عواض" ومجدي الشيخ المشرف على أمن دار الكتب، وفي حضور لجنة الهيئة العامة لقصور الثقافة في تمام الساعة التاسعة مساء استلمت اللجنة المشكلة من دار الكتب المصرية تلك المخطوطات وعندها 118 مخطوطا والتي تبدأ برقم مسلسل 1 برقم عام 55، والمعنونة بـ الفتوحات الألوهية بشرح الأربعين النووية، وتنتهي برقم مسلسل 118 برقم عام 172 والمعنونة بـ تفسير سورة الأنعام.  

كما كشفت المستندات الخاصة بتسليم وتسلم مخطوطات رفاعة الطهطاوي، عن مستند غريب أقحم في الموضوع، ويتعلق بتسليم 290 مخطوطا من دار الكتب في طنطا إلى مركز متحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، ما يكشف عن حالة الفوضى في ثقافة سوهاج، ووضع المسؤولين للمستندات مع بعضها، بدون ترتيب أو تمييز.

ترميم المخطوطات

ويأتي ذلك برغم تصريحات مدير قصر ثقافة طهطا وقت تسليم مخطوطات رفاعة الطهطاوي بأن توجيهات الهيئة جاءت على أن يتم ترميم المخطوطات وعودتها إلى مسقط رأسها مرة أخرى، وأن عدد المطلعين على المخطوطات منذ 20 عامًا هو شخصان فقط، كما تضم نسخة أصلية من أغاني الأصفهاني و20 جزءا مخطوطا من مجموعة لسان العرب، وشرح منظومة العمرة للشيخ حسن العطار، مع العديد من المخطوطات في النحو والبلاغة للطهارة والصلاة، وبعضها يعود تاريخه إلى عام 898 هـ.

تم نسخ الرابط