عرض إعلانات وهمية
مسئولون بـ«البرنامج العام» يبيعون هوا الإذاعة من الباطن لأكاديمية «راديو سكوب»
تتوالى قضيا الفساد التي يتم الكشف عنها في الإذاعة المصرية، والتي نشرت الصفحة الأولى وقائع عدة عنها من قبل، واليوم نكشف عن قضية جديدة للاستيلاء على المال العام، من خلال البلاغ الذي قدمه الكاتب الروائي سيد عبد العزيز محمد، المعد في شبكة البرنامج العام، ضد الدكتور محمد لطفي محمد يحيى، رئيس الشبكة.
وقال "عبد العزيز" في بلاغه، إنه في يناير 2023، ورد اخطار من هبة حلمي، تشكو فيه من تضررها من حذف محتوي من اعدادها وتقديمها أذيع داخل برنامج "سحر الكلمة"، فأخطر رئيس الشبكة شفهيا، وطلب التحقيق، وبعد التحقق اكتشف أن رئيس شبكة البرنامج العام قام خلال شهر يناير، وأثناء عدم وجود رئيس القطاع الإذاعة، بالموافقة على بيع برنامج مسجل على الخريطة اليومية للمحطة من الباطن، بعنوان "سحر الكلمة" مدته خمس دقائق يذاع يوميا كبرنامج من انتاج الإذاعة ومملوك لها على الأوراق، من اخراج طارق دياب.
وأضاف: "بعد إذاعة البرنامج، اكتشفت أن البرنامج مباع من الباطن لصالح اكاديمية راديو سكووب Radio Scoop، وبمعرفة رئيس شبكة البرنامج العام، وتم التحايل على القانون بشراء 30 ثانية إعلانية تذاع قبل البرنامج، وتم وضع اعلانا وهميا باسم "الحكيم للتسويق العقاري"، وقامت الأكاديمية بالاستحواذ على البرنامج بالكامل من الباطن.
2500 جنيه عن كل متدرب
وأضاف الكاتب الروائي خلال بلاغه أن أكاديمية راديو سكووب تتقاضي مبلغ 2500 جنيه عن كل متدرب يشارك في تقديم جانب من الحلقة، وللتحايل على القانون تم وضع مذيعة من الإذاعة لتقديم المتدربين كضيوف.
كما يتم الإعلان عن البرنامج على الصفحة الخاصة بالأكاديمية على فيسبوك كبرنامج مملوك لها بالكامل، رغم استخدام أستوديوهات التسجيلات الخاصة بالإذاعة بمعرفة رئيس الشبكة، لإنتاج وتسجيل البرنامج بدون أجر كبرنامج مملوك للإذاعة المصرية، وهو ما يمثل اهدار للمال العام)، كما أن الإعلان لم يدرج فيه أي وسيلة تواصل مع المعلن أو عن المنتج المباع، ما يشير الي انه اعلان وهمي.
وأكد "عبد العزيز" أنه أخطر رئيس الشبكة وواجهه بكل ما تحصل عليه من معلومات وأدلة، ولكنه لم يتخذ اجراء، ثم طلب منه أن يبيع برامجه بنفس الأسلوب، وانه سيقوم بتسهيل كافة الإجراءات قائلا (نفع واستنفع)، وقد رفض الكاتب الروائي ذلك.
حذف محتوى البرامج
وقالت هبة أبو يوسف في الشكوى التي قدمتها إلى رئيس شبكة إذاعة البرنامج العام: "إنه تم بث اذاعة محتوي من اعدادي وتقديمي من خلال اذاعتكم، في برنامج ( سحر الكلمة )، والذي يتم اذاعته كل يوم في تمام الساعة الثالثة وخمسة واربعون دقيقة مساء، ولكن المحتوي قد تم حذف منه جزء كبير جدا وهام، دون الرجوع لي في تحديد ما اذا كان ذلك سيؤثر علي معني وقيمة المحتوي، او سيؤثر على تحقيق الرسالة المرجوة ايصالها لجمهور الاذاعة".
وأضافت: "كنت طلبت عدم اذاعته بعد أن استمعت اليه قبل موعد اذاعته،عندما حصلت على نسخة منه بصوت المذيعة عن طريق أحمد اسماعيل، بما انه هو الوسيط بيننا وبين اذاعتكم، وهو الذي قام باستلام منى المبلغ المتفق عليه معكم لاذاعة المحتوي وان يكون لدي برنامج اسمه ( انا مش مجنون ) محتواه نفسي مكون من اربع حلقات، والذي كانت قيمته الفان واربعمائة جنيه مصري، بمقدار ستمائة جنيه لكل حلقة، وباقي الحلقات كانت للزملاء والزميلات".
وتابعت: "قمت بتسجيل حلقات البرنامج بالأستوديو الخاص به في الاسكندرية، وقد كان الاتفاق ان المبلغ هذا في مقابل ان يكون لي بالاضافة لبرنامج ( انا مش مجنون ) بوستر ويرومو سيتم اذاعتهم بالصفحة الرسمية لاذاعة البرنامج العام، وقد قام بالفعل بارسال البوستر الخاص بي وبه لوجو اذاعة البرنامج العام، لكني فوجئت انه لم يتم نشره في الصفحة الرسمية لاذاعة البرنامج العام، بل انه تم نشره في صفحته الخاصة ب راديو سكوب الذي هو يملكه".
وتكمل: " فوجئت بعد ذلك انني لدي فقط فقرة مشتركة مع آخرين في برنامج (سحر الكلمة)، وليس لي برنامج مستقل، ولم تكن تلك هي المشكلة، فقد تغاضيت عنها، ولكن ما اثار غضبي ودفعني لكتابة تلك المذكرة، هو أن هناك تغييير وحذف بالمحتوي بشكل يسيء لمضمونه وقيمته، لذا أرجو منكم ايقاف المحتوي الخاص بي، وعدم اذاعة أو نشر اي جزء منه، خاصة انه تم نشره بعد اذاعته على صفحتكم الرسمية دون كتابة أي اسم لي يشير إلى حقوقي الفكرية والأدبية في المحتوي ومحاسبة المسؤول عن ذلك، وذلك حفاظا على حقي الأدبي، وكذلك الموافقة على استرداد المبلغ الذي قمت بدفعه لكم من خلال السيد أحمد اسماعيل.
اتفاق من الباطن
وقال "عبد العزيز" في تصريحاته لـ الصفحة الأولى، غن مقدمة الشكوى متدربة في أكاديمية راديو سكووب، وهي التي اشترت البرنامج من الباطن، والتي يملكها المدعو أحمد إسماعيل، وتم الاتفاق من الباطن بين مخرج برنامج سحر الكلمة والأكاديمية، بالاشتراك مع محمد لطفي رئيس البرنامج العام، حسبما يقول "عبد العزيز".
وأضاف أن المبالغ التي تم الاستيلاء عليها من بيع البرامج من الباطن، وصلت إلى 100 ألف جنيه عن كل شهر لمدة 3 أشهر، بإجمالي 300 ألف جنيه، وان ما تحصلت عليه الهيئة الوطنية للإعلام كان 15 ألف جنيه فقط، والباقي تم الاستيلاء عليه وإهداره.
وبعد تحويل البلاغ إلى الشؤون القانونية للتحقيق فيه، تم التحايل عليه كما يؤكد "عبد العزيز"، من خلال إرسال الشؤون القانونية إخطارا إلى شخصية أخرى غير مقدمة الشكوى، تعمل في الإدارة العامة للمرأة، بينما مقدمة الشكوى لا تعمل في الإذاعة، بل متدربة في أكاديمية راديو سكوب، وبالتالي فإن ما حدث، أن من حضرت زميلة أخرى هي المذيعة هبة يوسف عوض الله، أنكرت معرفتها بمضمون المذكرة، إضافة إلى عدم معرفتها بمقدم البلاغ وهو سيد عبد العزيز، كما نفت تقديمها للبرامج المذكورة في المذكرة، وبناء عليه تم حفظ التحقيق الإداري رقم 79 لسنة 2023، رغم عدم الاستماع إلى أقوال مقدمه.
ولكن سيد عبد العزيز يؤكد لـ الصفحة الأولى أن هناك جهة أخرى في تلك الوقائع حاليا، وهي نيابة الأموال العامة العليا، والتي استمعت بالفعل إلى أقواله يوم 6 نوفمبر الجاري، ومازال التحقيق جاريا وفي انتظار صدور قرار فيه قريبا.