الانشقاقات تعجل بانهيار الميلشيا
الجيش السوداني يستعد لحسم الحرب مع الدعم السريع قبل نهاية 2024
بعد تحقيق الجيش السوداني عدة انتصارات متتالية في معاركه ضد ميلشيا الدعم السريع، أصبح من المتوقع تحقيق الجيش نصرا حاسما في الحرب مع نهاية عام 2024 أو بدايات 2025 على أقصى تقدير، وهو ما يؤكده العديد من المسؤولين السودانيين، خاصة بعد الانشقاقات التي ضربت الدعم السريع وانضمام بعض قادتها إلى صفوف الجيش.
وقال وزير الخارجية السوداني الجديد علي يوسف الشريف، إن الجيش السوداني حقق انتصارات حاسمة ومهمة خلال الفترة الماضية، وينتظر حسم المعارك بشكل نهائي مع نهاية عام 2024، أو مع بداية العام المقبل.
وكشف وزير الخارجية السوداني عن أن الخرطوم ستعرض أمام القمة العربية الإسلامية المقبلة حقيقة الوضع في السودان، وما تتعرض له بلاده بسبب الحرب الأهلية وانتهاكات الدعم السريع، كما تنوي تطلب مساعدات إنسانية وإغاثية ودعم جهود إحلال السلام.
انشقاق قادة ميليشيا الدعم السريع
وكان أبرز قادة ميليشيا الدعم السريع الذين انشقوا وأعلنوا انضمامهم للجيش السوداني، أبو عاقلة كيكل، القائد الميداني في ولاية الجزيرة، ولذلك، فمع استمرار الضغط العسكري للجيش السوداني، فيتوقع شل قدرات قوات الدعم السريع، أو حدوث المزيد من الانشقاقات، وهو ما يعجل بانهيارها.
وخلال الفترة الماضية، نجح الجيش السوداني في تحقيق لعديد من النجاحات الميدانية، التي أدت إلى إضعاف القدرات ميلشيا الدعم السريع، كما استعاد السيطرة على مناطق استراتيجية عدة في الخرطوم، كما فرض سيطرته على الجسور الرابطة بين الخرطوم وبحري وأم درمان، كما بسط سيادته بشكل كامل على ولايات شرق السودان والولاية الشمالية.
وأدت انتصارات الجيش السوداني المتتالية إلى أن نشاط ميلشيا الدعم السريع، أصبح منحصرا في غرب السودان فقط، وخاصة في دافور، إضافة إلى العزلة الدولية التي تعاني منها قيادات الدعم السريع، وتراجع بعض الأطراف عن دعمها، والعقوبات التي فرضها مجلس الأمن مؤخرا عليهم.
عقوبات على الدعم السريع
وكانت لجنة العقوبات على السودان المكونة من 15 عضوا في مجلس الأمن، أقرت الاقتراح الأمريكي المقدم منذ نهاية أغسطس الماضي بفرض عقوبات على اثنين من قادة ميلشيا الدعم السريع، بسبب زعزعة استقرار السودان، وارتكابهم لأعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان.
وفرضت لجنة عقوبات مجلس الأمن حظرا على السفر الدولي وتجميد أصول، ضد كل من قائد عمليات قوات الدعم السريع عثمان محمد حامد محمد، وقائد قوات الدعم السريع في غرب دارفور عبد الرحمن جمعة بارك الله.
وكانت الحرب الأهلية السودانية بدأت في منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، ميلشيا الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الشهير بـ حميدتي، وتسببت الحرب في مصرع عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين، كما شردت أكثر من 11 مليون شخص من بينهم حوالي 3,1 مليون لجاوا إلى خارج البلاد، كما أصبح أكثر من نصف سكان البلد في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية بعد انتشار المجاعة.