عامان من المعاناة
تقرير السلامة المهنية يفضح ظلم شركة أويلكس المملوكة لعماد زيادة للعامل المصاب
عامان مرا و"مصطفى" يعاني من إصابته التي تعرض لها في مصنع الشركة الدولية لاستخلاص الزيوت المتعددة أويلكس والمملوك لـ عماد زيادة وأشقاءه، حيث يرقد عاجزا بسبب الحادث الذي تعرض له في يوم 25 ديسمبر 2022، وكان الجو ممطرا، وعند نزوله من على السلم تعرض للانزلاق على ظهره، ليصاب بإصابات خطيرة في العمود الفقري والركبة.
وبعد تعرض مصطفى أحمد الزناتي الملاح لإصابته، والذي كان يعمل مساعد فني صيانة كهربائية، رفضت شركة أويلكس لاستخلاص الزيوت المتعددة علاجه، أو حتى نقله إلى مستشفى عامة خوفا من كتابة تقرير رسمي يضمن حقه، مع عدم ابلاغ التأمينات الاجتماعية أو مكتب العمل بتلك الإصابة، وتم التواطؤ لنقله إلى مستشفى خاص، وهو ما حرمه من فتح ملف إصابة له.
شكوى إلى رئاسة مجلس الوزراء
وتقدم العامل المصابة بشكوى إلى رئاسة مجلس الوزراء عبر منظومة الشكاوى الحكومية، للمطالبة بإعطائه خطاب من جهة العمل ومن التأمينات الاجتماعية لعلاجه الذي يتطلب تدخل جراجي عاجل، وتم تحويل الشكوى إلى الهيئة القومية للتامين الاجتماعي لاتخاذ الاجراءات اللازمة.
كما تقدم العامل المصاب بشكوى أخرى إلى مجلس الوزراء يطلب فيها عرضه على لجنة طبية لتقييم حالته، حيث لا يستطيع الحصول على قرار علاج على نفقة الدولة لأنه مؤمن عليه صحيا، ولكن تكلفة العلاج عالية جدا، وفي نفس الوقت فغن جهة العمل وهي شركة أويلكس ترفض إعطائه خطاب تحويل للتأمين الصحي لإجراء جراحة، رغم تحريره محضر بالحادث، ليتم تحويل الشكوى إلى مديرية القوى العاملة بالمنوفية لبحثها، ولكن حتى الآن لم يتم الرد على الشكوى.
عماد زيادة يتعهد بعدم اعطائه حقه
وقال "مصطفى" إن مصادر في الشركة أبلغته، بأن مالكها عماد زيادة تعهد بعدم اعطائه حقه، وقال صراحة إن كل جنيه سينفقه العامل المصاب، مستعد فنفاق مليون أمامه كي لا يحصل على أي شيء، وذلك بسبب غضبهم من لجوء العامل إلى طريق الشكاوى والقضاء، إضافة إلى حرصهم على عدم حدوث أي مشاكل أو "شوشرة" مع أي جهة حكومية تؤثر على حصول الشركة على تقرير السلامة والصحة المهنية، على حد قولهم.
وكشف عن تعرضه لضغوط من الشركة للتنازل عن المحضر وتقديم استقالته مقابل الحصول على أجر شهرين مقابل كل عام قضاه في الخدمة لدى الشركة، مع الإصرار على رفض تحمل تكاليف علاجه والعمليات الجراحية التي أجراها، والتي أجراها على نفقته الخاصة.
وقال أيضا إنه أرسل العديد من الرسائل إلى شريف زيادة، أحد المسؤولين الكبار بالشركة، للمطالبة بإعطائه خطاب من المصنع موجه إلى التأمين الصحي لأنه لا يمتلك مصاريف العلاج، ولكنه لم يتلق أي رد منه.
إصابات أخرى داخل مصنع أويلكس
وأكد "مصطفى" أن أحد العاملين تعرض أيضا للإصابة داخل مصنع أويلكس، وأن حالته أسوأ منه بعدما تعرض لشرخ كامل في العمود الفقري، وذلك بسبب غياب اجراءات السلامة المهنية في المصنع، حيث ان جميع السلالم والمرافق فيه تكون مغطاة بالزيوت بسبب طبيعة المنتجات التي يصنعها.
وكشف عن حصوله على تقرير من داخل المصنع، يفيد بإجراءات السلامة والصحة المهنية بعد تعرضه للحادث، والذي يكشف عن الأسباب الحقيقية والجذرية للحادث والمتمثلة في وجود بقايا مياه أمطار على السلم، كما أن زاوية ميل السلم غير منضبطة، وهما سببان يعودان إلى المصنع وليس إليه.
ولفت العامل المصاب، إلى إأن الشركة الدولية لاستخلاص الزيوت المتعددة أويلكس تراجعت عن وعودها له، الأمر الذي دفعه إلى تحرير الشكوى رقم 1449 لسنة 2023 إداري السادات، وطلبه من نيابة السادات الجزئية عرضه على مصلحة الطب الشرعي، لتوقيع الكشف الطبي عليه.
كما أكد التقرير الطبي الصادر من مستشفى الشروق التابعة لمستشفيات كليوباترا، بتاريخ 8 مارس 2023، أن "مصطفى" يعاني من ضيق بالفقرات القطنية وتزحزح فيها، وخضع لعملية تثبيت للفقرة الرابعة والخامسة القطنية، وتوسيع الفقرات القطنية، ولكن بعد العملية حدث تجمع للسائل النخاعي تحت الجلد، مما استلزم خضوعه للراحة التامة والعلاج الدوائي، وظل المريض تحت العلاج التحفظي، لمدة شهر مع المتابعة المستمرة.
استمرار معاناة العامل المصاب
ومع استمرار معاناة "مصطفى" لحوالي عامين وتقاعس الشركة عن علاجه، وتعرضه لمضاعفات من إصابته في الحادث ومن العملية التي خضع لها، كما أثبت التقرير الطبي عن حالة العامل المصاب "مصطفى"، والصادر من مستشفى السادات المركزي بالمنوفية بتاريخ 7 فبراير 2024، إنه يعاني من آلام متكررة أسفل الظهر، بعدما خضع لعملية تثبيت الفقرات الخامسة والسادسة بشائح معدنية ومسامير، مع حدوث تسريب للسائل النخاعي أدى إلى تورم أسفل الظهر، ما أدى إلى صعوبة الحركة، كما يحتاج المريض إلى تدخل جراحي آخر لمنع الترسيب.
وأكد التقرير الطبي أن المريض مصاب أيضا بقطع بالغضروف الداخلي للركبة، مع ارتشاح خلف صابونة الركبة، مع اعتلال في أعصاب القدم اليسرى إثر مضاعفات عملية التثبيت.