و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

الدبابات لا تهزم الدول

سمير فرج: دعم الشعب للجيش بعد هزيمة يونيو يدرس فى كليات الدفاع العالمية

موقع الصفحة الأولى

أكد الخبير الاستراتيجي اللواء سمير فرج إن مصر هى الدولة الوحيدة التي حررت أرضها بالكامل بعد احتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء في 1967، مشددا على أن الجيش المصري صمد بعد الهزيمة في 5 يونيو، بسبب وقوف الشعب المصري العظيم وراء قواته المسلحة، وهذا ما يُدرس الآن في كلية الدفاع بجامعة بروكسل.

وشدد اللواء سمير فرج ، خلال ندوة بجامعة السويس احتفالا بالذكرى الـ  51 لنصر أكتوبر وانتصار المقاومة الشعبية، على أن الحرب ليست دبابة أو مدفع فقط، وهو ما أدركه القادة الآن في حروب الجيل الرابع، وهو إذا أردت إسقاط دولة فعليك بإسقاط الشعب، لان الشعوب هي التي يمكنها أن تسقط دولها وليست المعدات العسكرية.
ولفت الخبير الاستيراتيجى إلى أن وقوف الشعب المصرى خلف القوات المسلحة بعد هزيمة يونيو عام 1967، درس يدرس الآن فى كليات الدفاع مصر، مؤكدا أن ما حدث في نكسة يونيو دراسة حالة تؤكد ذلك. 
وأوضح اللواء سمير فرج أن ضرب وهزيمة الشعب يأتي بنشر الشائعات والأخبار الكاذبة، والتأثير على العلاقة بينه وقواته المسلحة، والتفرقة بين صفوف الشعب وزرع الفتنة بينهم، كذلك التفرقة بين الشعب والحكومة، ولنا تجربة في 5 يونيو حيث انهزم الجيش ولم يسقط وقاوم وحارب وحقق جنوده النصر في عدة عمليات خلال حرب الاستنزاف، والدولة لم تسقط أيضا وأعادت بناء القوات المسلحة حتى تحقق نصر أكتوبر.

يقظة القوات المسلحة

وقال اللواء سمير فرج أن القوات المسلحة المصرية كانت يقظة وكانت تتعامل بشكل سريع مع أي مخاطر عقب يونيو 1967، ففي أكتوبر من نفس العام أرادت المدمرة إيلات أن تقترب من بورسعيد، ولكن هاجمتها الصواريخ المصرية وقامت بتدميرها، مما أدى إلى تغيير استراتيجية التسليح البحري في العالم.
وروى اللواء سمير فرج ما ذكره القائد الإسرائيلي، العقيد شوشان قائد المدمرة إيلات في الرحلة الأخيرة للمدمرة حيث خرجت إيلات من ميناء حيفا وعدد طاقمها 100 فرد، وكان على متنها طلاب الكلية البحرية، وحين اقتربوا من بورسعيد، أخبره عامل الرادار أنهم دخلوا المياه الإقليمية لمصر وأصبحوا قبالة شواطئ بورسعيد، رد عليه العقيد شوشان "ادخل انهم مهزومون" وبدأ يرى أضواء بورسعيد، واستدعى طلاب الكلية البحرية ليريهم المدينة التي أصبحوا على مشارفها، وفوجئ بعدها بتلقي صاروخين قسما المدمرة نصفين وغرقت أمام سواحل بورسعيد. 
كما تحدث اللواء سمير فرج عن محاولة إسرائيل اختراق ميناء الإسكندرية، حيث أرسلت ضفادع بشرية إلى الميناء، وكان المتبع قديما غلق محيط الميناء بشباك مثبت عليها حساسات، وعلمت القوات البحرية المكلفة بتأمين الميناء بوجود الضفادع فألقت العبوات الانفجارية، وبعدها طفا على سطح الماء أربعة ضفادع بشرية، وتم القبض عليهم. 
وحينها توصلت القوات المصرية إلى معلومات تفيد بأنهم حضروا من حيفا في الغواصة "دافار"، والتي كانت تبعد 20 كيلو عن الميناء، وبعد حرب أكتوبر واتفاقية السلام طلبت إسرائيل البحث عن دافار، وكانت خارج الحدود، واستأذنتنا إسرائيل في أخذ جزء منها، والآن هي أمام متحف حيفا بإسرائيل.

مشاهد حرب أكتوبر

وتطرق اللواء سمير فرج للحديث عن بعض المشاهد من حرب أكتوبر، والمعارك الجوية، مشيرا إلى إن طائرات العدو كانت أكثر عددا وتطورا من الطائرات المصرية، لذلك نفذت القوات المسلحة حائط الصواريخ، وكان مداه 15 كيلو، وحين علم العدو بذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية تعليمات إلى جميع الطيارين بمنع الاقتراب من القناة بعمق 15 كيلو متر، حينها أدرك قادة الحرب أن عبور القناة سينجح، وأن العدو سيعجز عن الهجوم. 
وأكد أن معركة المنصورة تعتبر أطول معركة زمنية في التاريخ الحديث، حيث شاركت فيها 200 طائرة منها 120 للعدو و80 طائرة مصرية، واستمرت لمدة 53 دقيقة، وأسفرت عن إسقاط 17 طائرة إسرائيلية و5 طائرات مصرية، ثلاثة منها استطاع فيها الطيارين النجاة قبل سقوط الطائرة.
من جانبه، قال اللواء طارق حامد الشاذلي محافظ السويس، إن انتصار حرب أكتوبر جسد مشاهد للتلاحم بين المصريين جميعا، وكانت أبرز تلك المشاهد ما جرى على أرض السويس الباسلة حيث وقف الجيش الثالث الميداني للدفاع عن السويس وكان رجال المقاومة الشعبية كتف بكتف معهم لصد العدوان
الإسرائيلي. 
وأكد إن ملحمة الصمود خلال فترة حصار امتدت 100 يوم كانت بمثابة ملحمة، جعلت العدو يعرف جيدا من يحارب، وأن الأمر لا يتعلق بقوة تسليح أو عتاد وإنما بالعزيمة والإيمان والتضحية ليحمي الجيش ومعهم رجال المقاومة المدينة التي يعرفون مقدراتها جيدا واهميها الجغرافية والتاريخية.

تم نسخ الرابط