صاحب النور الخالد
فتح الله كولن .. الواعظ المتجول صديق أردوغان «اللدود» وعدو التطرف
الإسم: محمد فتح الله كولن
تاريخ الميلاد: 27 أبريل 1941
الوظيفة: واعظ دينى
في منفاه بجبال بوكينوس في بنسلفانيا الأمريكية مات فتح الله كولن ، بعيدا عن عشرات الملايين من أتباعه ومريديه في تركيا، الذين نصبوه زعيما دينيا بوصفه مؤسس أول حركة دينية سياسية اجتماعية تمزج الحداثة والتدين بالقومية بالتسامح بالديمقراطية.
وضع فتح الله كولن الإسلام والقومية والليبرالية في بوتقة واحدة، وتبنى فلسفة تمزج بين التصوف والدعوة الدينية والتعليم والحوار بين الأديان.
بدأ كولن كحليف للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكنه أصبح عدوًا له بعد تمكينه من الحكم، حيث وصف كولن، أردوغان بأنه استبدادي عازم على تجميع السلطة وسحق المعارضة، وهو ما تم بعد سنوات من القطيعة بين الصديقين.
ناهض فتح الله كولن حكم الرئيس أردوغان، وهو ما دعا أردوجان إلى وصفه بالإرهابي، واتهمه بتدبير محاولة الانقلاب العسكري ليلة 15 يوليو 2016، عندما استخدمت الفصائل داخل الجيش الدبابات والطائرات الحربية والمروحيات لمحاولة الإطاحة بحكومة أردوغان
ورغم نفى فتح الله كولن وقوفه خلف الانقلاب المزعوم، ورفض أنصاره الاتهامات باعتبارها سخيفة وذات دوافع سياسية، ووضعت تركيا كولن على قائمة المطلوبين وطالبت بتسليمه، لكن الولايات المتحدة لم تجد دليلا على تورطه ومن ثم رفضت تسليمه لأنقرة.
وفي تركيا، تعرضت حركة كولن، المعروفة أحيانا باسم حركة «خدمة»، لحملة قمع واسعة النطاق، حيث تم الزج بعشرات الألاف من أنصار الحركة للاعتقال والتنكيل فضلا عن فصل مئات الألاف من أعضائها للفصل من وظائفهم.
كولن الواعظ المتجول
ولد فتح الله جولن في أرضروم، في شرق تركيا، في 27 أبريل 1941، وفي سن الطفولة ختم القرآن في شهر واحد، وبعد اتمام دراسته الدينية، عمل واعظا في أحد المساجد، وبعد أن ذاع صيته أصبح واعظا متجولا يجوب قرى ومدن تركيا.
اكتسب كولن شهرة واسعة في تركيا منذ حوالي 50 عامًا، كان يدعو إلى التسامح والحوار بين الأديان، وكان يؤمن بأن الدين والعلم يمكن أن يسيرا جنبًا إلى جنب، وكان إيمانه بدمج الإسلام مع القيم الغربية والقومية التركية يثير صدى لدى الأتراك، الأمر الذي أكسبه ملايين الأتباع.
واستطاع أن يبنى شبكة عالمية من المؤسسات الخيرية والجمعيات المهنية والشركات والمدارس في أكثر من 100 دولة، بما في ذلك 150 مدرسة خاصة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.
وفي تركيا، أدار أتباعه جامعات ومستشفيات ومؤسسات خيرية وبنكاً وإمبراطورية إعلامية ضخمة تضم صحفاً ومحطات إذاعية وتلفزيونية.
امتنع فتح الله كولن لفترة طويلة عن دعم أي حزب سياسي، ولكن حركته شكلت تحالفاً بحكم الأمر الواقع مع أردوغان ضد العلمانيين المتشددين.
وساعد كولن الحزب الحاكم في الفوز في انتخابات متعددة، ولكن تحالف أردوغان وكولن بدأ في الانهيار بعد أن انتقدت الحركة سياسة الحكومة وكشفت عن فساد بين الدائرة الداخلية لأردوغان. خاف أردوغان من شعبية كولن وجماعته التى تفوق شعبية حزبه بمراحل ولذلك راح يدبر لإبعاده عن أنقرة.
رحلة للولايات المتحدة
في عام 2000، بينما كان فتح الله كولن في الولايات المتحدة للعلاج، اتهمته السلطات التركية بقيادة مؤامرة للإطاحة بالنظام العلماني للحكومة في البلاد وإقامة دولة دينية.
تم محاكمة رجل الدين غيابيًا في أنقرة، ورغم برائته إلا أنه لم يعد إلى تركيا، واستطاع أن يحصل على الإقامة الدائمة فى الولايات المتحدة بحكم قضائى.
عاش فتح الله كولن بهدوء على أرض مركز إسلامي للتأمل في بوكينوس ببنسلفانيا، كان يشغل شقة صغيرة في المجمع المترامي الأطراف على منحدرات الجبال ولم يغادر في الغالب إلا لزيارة الأطباء للعلاج من أمراض القلب والسكري، وكان يقضي الكثير من وقته في الصلاة والتأمل واستقبال الزوار من جميع أنحاء العالم.
مات فتح الله كولن في 20 أكتوبر 2024، تاركا 60 كتابا، حصد بها العديد من الجوائز الدولية، وأغلبها حول التصوف في الإسلام ومعنى التدين، والتحديات المعاصرة التي تواجه الإسلام والمسلمين وغيرها من القضايا الدينية والفلسفية.
كما ألف رجل الدين فتح الله كولن كتابا في السيرة النبوية حمل عنوان “النور الخالد.. الدراسة العلمية في السيرة النبوية”.