طلب إحاطة عاجل لرئيس الحكومة
النائبة سميرة الجزار تتحدى وزارة الزراعة وتؤكد: غلق حديقة الزهرية اليوم
علقت النائبة سميرة الجزار عضو مجلس النواب، على نفى وزارة الزراعة بشأن إغلاق حديقة الزهرية بمنطقة الزمالك، مؤكدة أن الوزارة تتلاعب بالرأى العام.
وأوضحت النائبة في تصريح خاص لـ الصفحة الاولى، أن حديقة الزهرية مفتوحة بالفعل أمام المواطنين حتى مساء الاثنين 7 أكتوبر الجارى، لأنه باختصار سوف يتم تسليمها صباح الثلاثاء 8 أكتوبر، وأشارت إلى أنها ستكون داخل الحديقة صباح الثلاثاء للتأكد من عملية التسليم.
وكانت النائبة سميرة الجزار عضو مجلس النواب عن الحزب المصرى الديمقراطى قد تقدمت بطلب إحاطة، بشأن إغلاق حديقة الزهرية بدعوى التطوير بمنطقة الزمالك بالقاهرة، وأكدت وجود حالة عامة من الاستياء أصابت سكان حى الزمالك بعد صدور قرار حكومى بإغلاق حديقة الزهرية بدعوى التطوير.
وعبرت النائبة عن مخاوفها من إزالة الحديقة الأثرية التى تعتبر آخر الحدائق التى أنشأها الخديوى إسماعيل عام 1869، حيث كانت جزءا من قصر الخديوي الذي يعرف باسم قصر الجزيرة.
نفى وزارة الزراعة
ونفت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في بيان رسمى، الاخبار التى تداولتها بعض الصحف والمواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعي بشأن إغلاق حديقة الزهرية التابعة للوزارة في منطقة الزمالك، مؤكدة أن هذه الأخبار عارية تماما عن الصحة .
وأضافت الوزارة أن الحديقة مفتوحة أمام الجمهور ولم يتم إغلاقها، وناشدت وسائل الإعلام المختلفة ومرتادى مواقع التواصل الاجتماعي تحري الدقة والموضوعية في نشر الاخبار والتواصل مع الجهات المعنية بالوزارة للتأكد قبل نشر معلومات مغلوطة لا تستند إلى حقائق وقد تثير البلبلة في المجتمع.
ورغم نفى الوزارة، إلا أن النائبة سميرة الجزار، أكدت مواصلة الخطوات القانونية لطلب الإحاطة العاجل المقدم منها بشأن إستغاثات سكان حي الزمالك من محاولات الحكومة إضافة مباني تجارية إستثمارية على أرض حديقة الزهرية الأثرية، التى تعتبر متنفسا مهما لسكان الحى وسكان العاصمة أيضا فى ظل عملية إزالة الحدائق والاشجار.
ووفقا لطلب الإحاطة المقدم من النائبة، إعمالا بأحكام المادة 134 من الدستور، والمواد 212 و 213 و 214 من اللائحة الداخلية لمجلس النواب، طالبت النائبة سميرة الجزار بإحاطة كلا من المهندس مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة ياسمين فؤاد وزير ة البيئة، وعلاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأرا ، والدكتورة منال عوض ميخائيل وزيرة التنمية المحلية، بأن هناك حالة من الغضب سادت بين سكان منطقة الزمالك، بعدما فوجئوا بأن الحكومة قد أخطرت إدارة حديقة الزهرية بغلقها ونقل إدارتها يوم 8 أكتوبر لتطوير الحديقة
العجلة الدوارة بحديقة المسلة
وأشارات النائبة الى أن الاستياء ممتد إلى ما يحدث في حديقة المسلة التي تطل علي النيل والتي تعاقدت عليها محافظة القاهرة من قبل مع شركة هاواي للسياحة والاستثمار عام 2021 لإنشاء العجلة الدوارة "عين القاهرة" علي أرض حديق المسلة وتم إيقاف المشروع بعد الكثير من المناشدات من سكان الزمالك وطلبات الإحاطة المقدمة من البرلمانيين .
وقالت انه بعد مناقشتها لوزيرة البيئة بتاريخ 27 يناير 2021 وسؤالها عن عدم تدخلها لوقف وزارة التنمية المحلية التي وافقت علي إقامة العجلة الدوارة "عين القاهرة" عل أرض حديقة المسلة مع إستحالة إمكانية تنفيذ المادة 19 من الإشتراطات البيئية للمشروع طبقا لقانون البيئة رقم 4 لعام 1994.
وأكدت النائبة سميرة الجزار، أنه وبعد مرور ثلاث سنوات فوجئنا وفي الخفاء أن هناك عبث في حديقة المسلة مرة أخرى.
وتساءلت لماذا الإصرار علي إقامة مشروع سيجعل هذا الحي السكني الراقي الي ملاهي ؟ ولماذا الإصرار علي تنفيذ مالايريده الناس؟
وأشارت إلى ان هناك شخص أو جهة معينة مصممة علي تنفيذ مالايراه سكان الزمالك مصلحة لهم وكل سكان القاهرة متضامنين معهم لأن هذه الحدائق هي المتنفس الوحيد الباقي لهم في حي الزمالك مع القليل مما بقي من مساحات خضراء بالإضافة الي قيمتها التاريخية حيث إن هذه الحدائق هي واحدة من أهم الحدائق التاريخية المتبقية حتى الآن منذ الخديوي إسماعيل، وهو ما دفع الدولة لضمها في السابق إلى قائمة المبانى والمنشآت ذات الطراز المعمارى المتميز.
وقالت النائبة: كلنا نعلم أن الحدائق ملكية عامة والحديقة لاتحتاج أي تطوير وقد قمت بتصويرها لتروا جمالها وبساطتها وبأنها لاتحتاج أي تطوير وهذه الحديقة العريقة بها المشتل الكبير الذي يعتبر مصدر الشتلات لمصر، والنباتات النادرة التي لا تعوّض، وصوبات لا تقدر بثمن، منها معمل زراعي كبير وصوبة ملكية وبرجولات منذ الخديوي، بجانب المساحة الخضراء الجميلة والكبيرة.
قطع الأشجار التاريخية
وأضافت سميرة الجزار فى طلب الإحاطة: نحيطكم علما بأن حديقة الزهرية لا تحتاج إلى تطوير، وحديقة المسلة أيضا لاتحتاج تطوير ومرفوض تماما اقامة مشروع عين القاهرة أو العجلة الدوارة الذي تم رفضه بيئيا وشعبيا
وقالت: الغريب جدا ومنذ عام 2021 بدأت عملي كنائبة بمجلس النواب بسؤال الحكومة عن سبب قطع أشجار العجوزة التاريخية التي التي زرعها الخديوي علي كورنيش العجوزة ولم تتوقف الحكومة في العبث ومحاولة الإستيلاء علي الحدائق وقطع الشجر وقد دافعت عن حديقة الأسماك والمريلاند وأنطونيادس في الإسكندرية وغيرها من التجريف ولكن الحكومة مصممة علي استمرار نفس النهج والعبث وتحريف المساحة الخضراء وقطع الأشجار وكل ماهو منفعة عامة لنا
وتابعت: هل هناك طريق ينهي هذه المهزلة والإستهتار ويوقف تجريف مصر من أشجارها ومساحتها الخضراء التي تقلصت مساحتها للنصف ومن يوقف سياسة تجريف مصر المنهجية وتحويلها لصحراء بالرغم من دعوات السيد رئيس الجمهورية لمبادرة إتحضر للأخضر ثم مبادرة زراعة 100 مليون شجرة فلماذا إصرار الحكومة بالسير في تنفيذ عكس قرارت الرئيس .
وطالبت سميرة الجزار الحكومة بالرد على سؤالها حول، ماهي الألية القاطعة التي تنفذها الحكومة لمنع تدمير كل ماهو أخضر؟ بعد عدم المبالاة لمبادرات الرئيس وتجاوز الدستور والقانون وطلبات نواب البرلمان والمجتمع المدني؟
ومن هو الذي يعاند ويصر علي تنفيذ ما يرفضه الرأي العام؟ وماهي مصلحته؟ومن أين يستمد قوته في تنفيذ مانراه ليس في مصلحة الناس؟
وشددت النائبة على أن مايحدث من تطوير وتغيير ديموجرافيا الحدائق
مخالف للمادة 32 من الدستور المصري التي تنص على أن موارد الدولة الطبيعية ملك للشعب، تلتزم الدولة بالحفاظ عليها، وحسن استغلالها، وعدم استنزافها، ومراعاة حقوق الأجيال القادمة فيها.
نفت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي الأخبار التى تداولتها بعض الصحف والمواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعي بشأن إغلاق حديقة الزهرية التابعة للوزارة في منطقة الزمالك.
حدائق القاهرة ومتنزهاتها
بأمر من الخديو إسماعيل تم إنشاء «حديقة الزهرية» سنة 1868 على الجزء الجنوبى من حدائق قصره المنشأ فى جزيرة الزمالك، بهدف إكثار وأقلمة النباتات المستوردة والنادرة منها، لتصبح اليوم واحدة من أهم الحدائق التاريخية المتبقية في القاهرة، وهو ما دفع الدولة لضمها لقائمة المبانى والمنشآت ذات الطراز المعمارى المتميز.
بلغ مساحة الحديقة وقت إنشائها تسعة وأربعين فداناً، ثم أنشئ بها عام 1871 المشتل وروضة الزهور، وخُصصت بها أماكن لتربية النباتات التى
تم نشرها فى شتى الحدائق. وأقيمت بها الصوب الزجاجية المدفأة لإكثار النباتات وصوب خشبية أخرى للإكثار.
وفى كتابه حدائق القاهرة ومتنزهاتها عام 1924، ذكر «ديشفاليرى» أن هذه الحديقة اشتملت على ما يزيد على مليونى نبات، وقد سُميت حديقة الزهرية بهذا الاسم لإنشائها بموقع مشتل الزهور التى كانت تُستعمل لتنسيق الزهريات وتجميل الحجرات وموائد القصر.
وقد زُرع بأرض الحديقة أول أصناف زهور الأراولة التى دخلت مصر عام 1914 على يد مسيو روبرت كريج، وقد أقيم لها أول معرض فى فندق سميراميس عام 1915، حيث افتتحه السلطان حسين كامل.
8 أفدنة لزراعة الحوليات
لكن رغم ما احتوته الحديقة من نباتات نادرة فإن حظها العثر أدى إلى أن تم اقتطاع أجزاء منها على مراحل، من جانب نادى الشباب، ومعهد التربية الرياضية، ومدرجات النادى الأهلى، وكانت آخر المساحات المقتطعة تلك التى أقيم عليها برج القاهرة عام 1964.
وتبلغ مساحة الحديقة الآن 8 أفدنة مقسمة إلى أقسام مخصصة لزراعة الحوليات المزهرة، بالإضافة إلى مشتل الأشجار، ومشتل الحوليات ونباتات التربية الخاصة، والصوب الزجاجية، وصوبة النخيل.
وتُعتبر هذه الصوب من المنشآت الأثرية ذات التنسيق الجميل، وتحتوى على شعب مرجانية فريدة ومجرى مائى.
وفى عام 2020 بدأت الإدارة الحالية للحديقة خطة لتطويرها، وإزالة المخلفات التى كانت تراكمت بها وإعادتها لرونقها، وذلك بالتزامن مع القرار الوزارى الذى صدر من وزير الإسكان ونُشر فى جريدة الوقائع المصرية بتاريخ 24 أكتوبر 2020، باعتبارها من المبانى والمنشآت ذات الطراز المعمارى المميز.