تاريخ فرسان النصر
الفريق سعد الدين الشاذلي.. عبقري العسكرية المصرية صاحب «المآذن العالية»
الاسم: سعد الدين محمد الحسيني الشاذلي، سعد الدين الشاذلي
تاريخ الميلاد: 1 أبريل 1922
تاريخ الوفاة: 10 فبراير 2011
المهنة: رئيس أركان حرب القوات المسلحة.
الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة في حرب أكتوبر المجيدة، وأحد القادة العظام للجيش المصري على مر تاريخه، والذي تميز بشجاعته وجراءته الشديدة، إضافة إلى ثقافته العسكرية والسياسة، والتي مكنته من قيادة الجيش المصري في حرب أكتوبر المجيدة، والتي وضع خطتها من قبلها وسماها المآذن العالية.
والتحق الشاذلي بالكلية الحربية عام 1939 وكان عمره لا يتجاوز الـ 17 عاما، وكان أصغر طالب فيها، وفي عام 1943، التحق بالخدمة في الحرس الملكي، كما شارك في الحرب العالمية الثانية، وبعدها في حرب فلسطين 1948.
سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 1953 للمشاركة في تدريبات مخصصة للضباط المظليين لمدة سنة واحدة، وتحديدا في مدرسة رينجرز العسكرية الشهيرة، كما سافر إلى الاتحاد السوفاتي عام 1958 للتدريب العسكري أيضا، وعمل ملحقا عسكريا في العاصمة البريطانية لندن، وهو ما ساعده على إجادة اللغتين الإنجليزية والروسية، إضافة إلى ثقافته العالية التي اشتهر بها.
وعرف عن سعد الدين الشاذلي انضمامه إلى تنظيم الضباط الأحرار، لكنه لم يشارك بشكل مباشر في ثورة 23 يوليو 1952، لأنه كان وقتها في دورة تدريبية عسكرية.
حروب سعد الدين الشاذلي
وشارك في حرب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وكان فيها قائدا لكتيبة المظلات 75، وتولى قيادة قوة المظلات حتى 1959، وفي عام 1960 سافر إلى الكونغو قائدا لكتيبة مظلات ضمن قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام.
وشارك في حرب الأيام الستة يونيو 1967، وكعادته أظهر كفاءة عسكرية كبيرة وعبقرية استراتيجية، عندما قرر السير عكس الاتجاه والتحرك بقواته ناحية صحراء النقب في فلسطين المحتلة، واحتمى هناك بين جبلين خلف خطوط العدو الإسرائيلي لحماية القوات من ضربات الطيران، وظل هناك حوالي 48 ساعة حتى 7 يونيو، حتى تمكن من الاتصال بالقيادة، وتلقى أوامر بالانسحاب والعودة إلى غرب قناة السويس.
وهنا واجه صعوبات عسكرية أخرى، حيث اجبر على العودة بدون أي دعم جوي مصري أو حتى معلوماتي، ولكنه واجه الموقف بشجاعة، ونجح في العودة إلى غرب قناة السويس وتجنب مواجهة قوات العدو البرية، رغم مهاجمته من قبل الطيران الإسرائيلي، وتكبدت قواته خسائر لم تتجاوز 20%، في عملية انسحاب وصفت بالمعجزة العسكرية.
وفي عام 1970 عينه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر سعد الدين الشاذلي قائدا لمنطقة البحر الأحمر العسكرية، ثم عين رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة في 16 مايو 1971، ليبدأ بعدها استكمال معركة بناء القوات المسلحة، والتي بدأت بعد نكسة 1967 مباشرة، وكان ذلك من خلال خطة المآذن العالية، والتي وضعها الشاذلي، وتركزت على مهاجمة قوات العدو واقتحام قناة السويس وتدمير خط بارليف.
معجزة حرب 1973
وعندما حانت ساعة الصفر، اقتحم الجيش المصري في 6 أكتوبر 1973 قناة السويس ومن ورائها خط بارليف، هاجم نقاط العدو مع تحليق 200 طائرة من سلاح الجو على ارتفاع منخفض، والتي قصفت قوات العدو في عمق سيناء، بالتزامن قصف سلاح المدفعية بشكل مكثف لحصون خط بارليف.
وقال سعد الدين الشاذلي عن حرب أكتوبر 1973: “لقد اعطيت بلادى كل ما أستطيع أن أعطية وقد رأيت ثمرة كفاحى، رأيت جنود مصر بعد أن هزمتهم اسرائيل فى ثلاث حروب سابقة، رأيتهم وهم يعبرون قناة السويس ويحطمون خط بارليف ويهتفون الله أكبر، ماذا أريد بعد هذا كله؟ لا شى، أيها الموت أهلا بك فأنى لا أخشاك، إن الاعمار بيد الله سبحانه وتعالى".
وقال أيضا عن تلك الحرب المجيدة: "إسرائيل لا تهتم كثيراً إذا خسرت الأسلحة الحديثة، ولكنها تصاب بالهلع إذا فقدت بعض الأفراد، إن لديها رصيداً هائلا من المعدات والأسلحة وهناك من يدفع الفاتورة عنها، ولكن خسارة الأفراد، فإن رصيد الشعب اليهودي من الأفراد محدود وصعب تعويضه، لذا فإن إطالة الحرب هي السم الذي يضعف مقاومة إسرائيل يوما بعد يوم، إن الجندي الإسرائيلي الذي يستدعى إلى الحرب هو نفسه العامل والأستاذ والمهندس والطالبن فكيف يمكن لهذه الدولة أن تعيش في لو امتدت الحرب 6 أشهر متواصلة أو أكثر؟".
الشاذلي والسادات
وأثناء الحرب وبعدها، توترت العلاقة بين الفريق سعد الدين الشاذلي والرئيس أنور السادات، والذي قرر تعيينه سفيرا لمصر في المملكة المتحدة، ثم في البرتغال، ولكن الشاذلي قرر الاستقالة احتجاجا ورفضا لزيارة السادات إلى القدس المحتلة ثم توقيع اتفاقيات كامب ديفيد مع الكيان الإسرائيلي، والتي انتقدها علنا، وبعدها اختار السفر إلى الجزائر لاجئا سياسيا.
وتوفي الفريق سعد الشاذلي يوم 10 فبراير 2011 في المركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة، قبل يوم واحد من تخلي الرئيس السابق حسني مبارك عن منصب رئيس الجمهورية أثناء ثورة 25 يناير.