الذراع الطويلة للاحتلال
اللواء محمود زاهر لـ الصفحة الأولى: تطور التسليح الإسرائيلي بالصواريخ المجنحة وقنبلة السيوف
يستمر العدوان الإسرائيلي على جبهتي غزة ولبنان والتي يصفها بعض الخبراء بأنها الأشد تدميرا في التاريخ الحديث، يعتمد فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي على أسلحة وذخائر متطورة تحصل عليها تل أبيب من الولايات المتحدة علاوة على دول أوربية أخرى اهمها بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
من جانبه، كشف الخبير العسكرى اللواء محمود زاهر، الخبير العسكرى، عن تطور نوعى فى التسليح الإسرائيلى، عبر ما يعرف الذراع الطويلة التى تنحسر فى الصواريخ والطيران.
وأكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلى لا يلتحم فى قتال، لأنه نفسيا يعرف تماما انه سوف يخسر أى معركة قتالية حال الالتحام فى قتال مباشر، ولذلك يلجأ للتحصينات المجهزة إلى جانب السعى الحثيث للتفوق في سلاح الجو مدعوما بالولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب.
وأوضح الخبير العسكرى اللواء محمود زاهر، أن إسرائيل تتفوق فى الحرب الجارية ليس فقط فى الصواريخ الباليستية وإنما بالصواريخ المجنحة، وهى أسلحة هجومية خارقة تستطيع الوصول إلى أهدافها بسرعة هائلة تجعل عملية اعتراضها في غاية الصعوبة.
وأوضح أنه، بينما تتخذ الصواريخ الباليستية جزءا من مسارها خارج الغلاف الجوي قبل أن تتجه نحو الأرض مرة أخرى بسرعة تساوي أضعاف سرعة الصوت، فإن الصواريخ المجنحة تتخذ مسارات متغيرة وتحلق على ارتفاعات منخفضة تجعل عملية اعتراضها في غاية الصعوبة
ولفت إلى ان الصواريخ المجنحة التى تعتمد عليها إسرائيل تستخدم نظام دفع يعمل بمحرك نفاث وتتخذ مسارها بالكامل داخل الغلاف الجوي للأرض ويمكنها إصابة الهدف بدقة عالية ويمكنها أيضا تغيير مسارها خلال الرحلة نحو الهدف، إلى جانب تمكنها من التحليق على ارتفاعات منخفضة جدا للإفلات من رادارات العدو، حيث يتم توجيهها بالأقمار الصناعية وأنظمة التوجيه الذاتية.
وأكد الخبير العسكرى اللواء محمود ظاهر، أن الدعم الغربى لإسرائيل يمنح تل أبيب في عدوانها على غزة ولبنان، دعما غير محدود من السلاح ليضمن التفوق الإسرائيلي.
قنبلة السيوف الحديدية
الطائرات القاذفة من طرازات "إف – 15" وكذلك طائرت الشبح "إف – 35" التي تعد الاحدث في العالم، ودبابات "ميركافا" بطرازاتها المختلفة والمدفعية الثقيلة، ومروحيات الأباتشي، والقنابل المضادة للتحصينات تحت الأرض، وقذائف الفسفور الأبيض التي تم رصدها في لبنان مؤخرا.
ترسانة ضخمة ومتنوعة من الأسلحة الحديثة والمعدات العسكرية المعلنة وغير المعلنة، دخلت حيز الاستخدام خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
استخدم الاحتلال منذ بداية العدوان الإسرائيلى على غزة، قنبلة "السيوف الحديدية" وهى القنبلة التى زودت بها الولايات المتحدة الأميركية إسرائيل للمشاركة في تطويرها وتجربتها، وبحسب خبراء الأسحلة فإن القنبلة التى تم استخدامها في الغارات غير المسبوقة التي تتعرض لها مناطق واسعة من بيروت.
رصد خبراء أسلحة استخدام الجيش الإسرائيلي إضافة إلى الصواريخ التقليدية والصواريخ المجنحة سلاحا سريا يتمثل في صواريخ "السيف".
فمن خلال دراسة صورة لسيارة استهدفت في إحدى الغارات، قال خبراء إن الأثر الموجود على زجاج السيارة الأمامي يدل على استخدام صاروخ "السيف" في الهجوم.
صاروخ "السيف" كان ظهر في القوات المسلحة الأمريكية لأول مرة في عام 2021، ويطلق عليه رسميا اسم " هيلفاير آر 9 إكس"، وهو لا يقضي على الهدف بالمتفجرات، وقبل التأثير المباشر تظهر به "شفرات" على شكل شرائط معدنية حادة تتولى تدمير الهدف بإصابته مباشرة بواسطة الطاقة الحركية المنبعثة أثناء الضربة.
وسائل الإعلام الأمريكية وصفت هذا السلاح بأنه "قنبلة مليئة بالسيوف"، وكانت القوات الأمريكية قد استعملت هذا النوع من الصواريخ في القضاء على زعيم تنظمي القاعدة "ايمن الظواهري في عام 2022، باستهدافه حين كان فى شرفة المنزل الذي كان يقيم به.
واشار الخبراء إلى أن صاروخ السيف مزود بست شفرات، فيما يظهر أثر أربع شفرات فقط على زجاج هذه السيارة الأمامي، ما دفعهم إلى استنتاج أن إسرائيل ربما استخدمت نموذجا جديدا أصغر من الصاروخ الأصلي.
صواريخ محمولة ومنظار ثلاثى
استخدمت إسرائيل خلال عام مضى من عدوانها على غزة ولبنان، صواريخ حديثة محمولة على الكتف، ذات قدرات تدميرية أعلى بـ50% من صواريخ "ليو"، التي كانت تستخدمها قوات الاحتلال، سميت على اسم مستوطنتي "حوليت" و"يتيد" المجاورتين لقطاع غزة.
صممت للقتال في المناطق المأهولة والأماكن التي لا تستطيع الدبابات الوصول إليها، كما أن لديها آلية تفعيل متعددة المراحل، ما يجعلها أكثر أمانا بالنسبة لقوات الاحتلال.
تستخدم إسرائيل أيضا، منظار "آي دي أو" وهو منظار يقدم صورة ثلاثية الأبعاد، يساعد على الرؤية ليلا وفي المناطق شديدة الظلام، كما يمكن تثبيته بسهولة على الجزء الأمامي من الخوذة، ويساعد على الرؤية الليلية بعين واحدة أو بكلتا العينين.
وإلى جانب منظار "آي دي أو" يستخدم الاحتلال الإسرائيلي، لبجيل الثالث من منظار الجنجر، وهو منظار ذكي يملك نظاما متطورا يستخدم أجهزة استشعار كهروضوئية ويعالج الصور بالذكاء الاصطناعي لتتبع الأهداف بدقة، كما يمكن تثبيته على جسم متحرك أو طائرة مسيّرة وملاحقة أي أهداف تتحرك بسرعة على الأرض أو في السماء، وتبلغ دقته 350% مقارنة بالعين البشرية.
منظومة صواريخ مخصصة
ويستخدم الاحتلال الإسرائيلي، منظومة صواريخ مخصصة للدفاع ضد الصواريخ الباليستية، وتعد الأكثر تقدما من نوعها في العالم، تم تطويرها وتصنيعها بمشاركة إدارة تطوير الأسلحة في وزارة الأمن الإسرائيلية والوكالة الأميركية للحماية من الصواريخ.
تم تفعيلها للمرة الأولى في مواجهة صواريخ أطلقت باتجاه إسرائيل من اليمن، عقب العدوان الإسرائيلي على غزة إثر عملية طوفان الأقصى في اكتوبر 2023.
يصل مدى صواريخ "حيتس 3" إلى 2400 كيلومتر، كما يتم توجيهها بوسائل الرؤية الإلكترونية ويمكنها إصابة الأهداف خارج الغلاف الجوي للأرض.
أما المدافع البحرية عيار 76 فيستخدمها سلاح البحرية الإسرائيلية، ويتم تركيبها على طرادات من طراز "سار 6″، التي أنتجتها ألمانيا لصالح الجيش الإسرائيلي، وتمتاز بقدرات إطلاق كثيفة ودقيقة.
قذيفة هاون اللدغة الفولاذية
ومن أحدث الأسلحة التى يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلى، قذائف هاون دقيقة بقطر 120 مليمترا، موجهة بالليزر ونظام تحديد المواقع (جي بي إس) على عكس قذائف الهاون المعتادة، ويطلق عليها الإسرائيليون قذيفة هاون اللدغة الفولاذية، إلى جانب رشاشات النقب 7، وهى رشاشات من عيار 7.62 مليمترات تستطيع ذخائرها اختراق الجدران السميكة، وإصابة أي هدف داخل المباني المحصنة.
وكذلك القنبلة إم كيه 84، والتى تعرف أيضا بـ"مارك 84″، سميت بـ"المطرقة" للضرر الشديد الذي تلحقه إثر انفجارها، تزن ألفي رطل 900 كيلوجرام، وهي قنبلة موجهة لها رأس حربي متفجر، استخدمت في حربي الخليج وفيتنام.
اما القنبلة "جي بي يو 39" فهى قنبلة أميركية الصنع، ومن نوع جو أرض، موجهة ودقيقة، تم تطويرها أواخر تسعينيات القرن العشرين، صنعتها شركة بوينغ وأدخلتها الخدمة الفعلية أوائل القرن الـ21، تسمى القنبلة "الآمنة" لأنها تدمر فقط الهدف من الداخل دون إلحاق أضرار بالجوار، حسب ما تقول الجهة المصنعة.
تم تصميم هذه القنبلة الصغيرة الحجم وذات الفعالية العالية لتكون جزءا من النظام العسكري الحديث، الذي يتيح للطائرات حمل عدد أكبر من القنابل الذكية، ويرجح أن إسرائيل قصفت بها مخيم رفح.
كذلك كانت الطائرات "إف 35" من أحدث الأسلحة التى تم استخدامها في الحرب على غزة ولبنان، وهي طائرة أميركية تعتبر الأكثر تقدما على الإطلاق، وطلبت إسرائيل 75 منها، سلّمتها الولايات المتحدة 30 طائرة إلى حدود أبريل 2024.
وكذلك ناقلة جنود مدرعة، أخف بكثير من المدرعة "نمر"، وأرخص منها في التكلفة بفارق كبير، تحمل 12 جنديا، وتصل سرعتها إلى حوالي 90 كيلومترا في الساعة، كما تبلغ قوة محركها 750 حصانا، لها 8 عجلات، مما يمنحها قدرات مناورة عالية في جميع التضاريس.