مقتل 10 وإصابة 2750
رسالة الجامعة الأمريكية في لبنان تكشف تورط الولايات المتحدة في تفجيرات البيجر
أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، أن تفجيرات البيجر أسفرت عن مقتل 10 أشخاص بينهم طفلة، فيما أصيب 2750 بينهم 200 حالة حرجة، كما أصيب السفير لاإيرانى في لبنان، مجتبى أماني، جراء الهجوم الإسرائيلي السيبراني على أجهزة الاتصال الخاصة بحزب الله. وأشارت تقارير غير مؤكدة إلي إصابة الأمين العام للحزب حسن نصر الله في الهجوم .
وبينما أشارت عدة دلائل علي تورط الولايات المتحدة في الهجوم على لبنان، قال خبراء في البرمجة، إن ما حدث هو إقحام فيروس على برمجية أجهزة الـ بيجر، مؤكدة أن الفيروس يجعل هذه البرمجية تعمل بشكل مرتفع جدا، الأمر الذي يؤدي إلى انفجار البطارية.
ووقع الحادث أثناء اجتماع لحكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، حيث طلب من وزير الصحة، مغادرة الجلسة واستنفار أجهزة الوزارة لمتابعة معالجة الجرحى في المستشفيات في الجنوب والضاحية والبقاع، وأطلقت النداءات للبنانيين للتبرع بالدم من كافة الفئات، فيما أكد الوزير إصابة المئات نتيجة الانفجارات.
وطالبت الوزارة حاملي الهواتف من نوع البيجر الابتعاد عنها، كما طلب حزب الله من عناصره عدم استخدام الهواتف المحمولة لتفادي أي اختراق اسرائيلي.
وذكرت مصادر تابعة لحزب الله، أن المستشفيات تطلب متبرعين بالدم، فيما أعلن الصليب الأحمر اللبناني تجهيز 50 سيارة إسعاف إضافية و300 من أطقم الطوارئ الطبية للمساعدة في إجلاء الضحايا، ووقعت التفجيرات في الضاحية الجنوبية والبقاع والنبطية والحوش وبنت جبيل وصور وجنوب لبنان.
من جانبها اعترفت السفارة الإيرانية في بيروت بإصابة السفير مجتبى أماني جراء انفجار أجهزة لاسلكية في لبنان، مؤكدة في بيان لها أن الإصابة سطحية، وأن الحالة العامة للسفير جيدة.
مقتل عنصران من حزب الله
وفي بيان رسمي أكد حزب الله، مقتل طفلة وعنصرين جراء انفجار أجهزة بيجر اللاسلكية لدى عدد من عناصر الحزب في لبنان
وقال بيان حزب الله: قرابة الساعة 03:30 من بعد ظهر اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 انفجرت عدد من أجهزة تلقي الرسائل المعروفة بـ البيجر والموجودة لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات حزب الله المختلفة، وقد أدّت هذه الانفجارات الغامضة الأسباب حتى الآن إلى استشهاد طفلة واثنين من الأخوة وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة.
وأضاف البيان: تقوم الأجهزة المختصة في حزب الله حاليا بإجراء تحقيق واسع النطاق أمنيًا وعلميًا لمعرفة الأسباب التي أدّت إلى تلك الانفجارات المتزامنة، وكذلك تقوم الأجهزة الطبية والصحية بمعالجة الجرحى والمصابين في عدد من المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية.
وتابع: نسأل الله تعالى الرحمة لشهدائنا الأبرار على طريق القدس، وندعو للجرحى والمصابين بالشفاء العاجل، وندعو أهلنا الكرام إلى الانتباه من الشائعات والمعلومات الخاطئة والمضلّلة التي تقوم بها بعض الجهات بما يخدم الحرب النفسية لمصلحة العدو الصهيوني، لا سيما أنّ ذلك يترافق مع خطابات التهويل والتهديد للعدو الصهيوني وما يُسمّيه بتغيير الوضع في الشمال.
وختم حزب الله بيانه قائلا: ونؤكد أنّ المقاومة بكافة مستوياتها ومختلف وحداتها في أعلى جهوزية للدفاع عن لبنان وشعبه الصامد.
إسرائيل وراء التفجير
وفي سياق متصل، ألمح توباز لوك، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن إسرائيل كانت وراء تفجير أجهزة "البيجر" اللاسلكية الخاصة بعناصر حزب الله في لبنان، وفقا لوكالات الأنباء.
ومن المعروف أن "البيجر" هي أجهزة لاسلكية صغيرة كانت تُستخدم بشكل شائع قبل انتشار الهواتف المحمولة لإرسال واستقبال رسائل نصية قصيرة أو تنبيهات، وعملها يعتمد على إرسال إشارات عبر الشبكات اللاسلكية، وكانت تستخدم بشكل رئيسي في المستشفيات، الشركات، وأحيانًا للأفراد.
والبيجر له نوعان، أجهزة استقبال، يمكن أن تستقبل فقط الرسائل أو الإشعارات من جهات إرسال معينة، وأجهزة إرسال: يمكنها إرسال واستقبال الرسائل النصية، على الرغم من أن قدراتها كانت محدودة مقارنة بالهواتف الذكية اليوم.
وكانت أجهزة البيجر تستخدم للتواصل السريع في الحالات الطارئة أو في مواقف لا يستطيع فيها الأشخاص الرد مباشرة على المكالمات، مع ظهور الهواتف المحمولة الذكية، انخفض استخدامها بشكل كبير، لكنها لا تزال تُستخدم في بعض الصناعات، مثل الرعاية الصحية، حيث تكون الحاجة للتواصل السريع.
تورط الولايات المتحدة
وكشفت رسالة مرسلة من مستشفي الجامعة الأمريكية لمستخدمي البيجر في بيروت بالتحذير من استخدام الجهاز وسحبه من المستخدمين قبل أيام بدعوى وجود تحديثات، عن تورط أمريكا في الهجوم.
من جانبه وصف المحلل السياسي الدكتور محمد سيد أحمد أستاذ العلوم السياسية بجامعة عين شمس، التفجيرات التى استهدفت عناصر حزب الله اليوم في لبنان، بأنها أكبر خرق أمني تعرض له الحزب خلال ما يقرب من عام من الحرب مع إسرائيل.
وأشار إلي أن إسرائيل قامت بعملية الاختراق بواسطة تقنية عالية، لافتا إلي أنه تطور خطير في مسار الحرب، قد يؤدي إلي تطورات أخطر من شأنها توسعة الحرب والدخول إلي مرحلة جديدة من التصعيد.
ورجح أستاذ العلوم السياسية، أن تكون الولايات المتحدة متورطة في هذا الهجوم بناء على الاطلاع على تقنية وشفرات هذه الأجهزة، مؤكدا أن الهجوم بهذه الطريقة لا يمكن حدوثه دون موافقة الولايات المتحدة بصفتها بلد المنشأ لجهاز "بيجر"، والمطلع على شفراته وأسراره، وهو تعاون على نفس الدرجة التي حدث بها اغتيال اسماعيل هنية.
وأكد أن الهجوم استهدف كل من يحمل أجهزة البيجر سواء من المقاومة أو من عناصر الأجهزة الأمنية أو حتي المواطنين العاديين الذين يستخدمون هذا النوع من الأجهزة للاستقبال والإرسال، مشيرا إلي أن الهجوم يستدعي ردا بنفس المستوى.
ورجح الدكتور محمد سيد أحمد، عدم اعتراف إسرائيل والولايات المتحدة بمسؤوليتهم، قائلا: سيتعاملون معه كما تعاملوا مع اغتيال اغتيال القائد إسماعيل هنية، بالصمت مع تفاخر على وسائل التواصل الاجتماعي بالعملية.
وتابع، أن الهجوم رغم انه غير مسبوق في تقنيات الحروب الإلكترونية، إلا أن المقاومة لديها من المناعة ما تحول للتاثر العميق بالعملية، التى لا تعدو كونها حرب نفسية.