خبراء للصفحة الأولى:
اغـتيال إسماعيل هنية بموافقة أمريكية واختراق للمخابرات الإيرانية
أكد خبراء في الشئون السياسية، أن اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب الساياسي لحركة حماس، جاء بعد موافقة أمريكية خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للولاياة المتحدة مؤخرا.
وحول الهدف من العملية ، قال الدكتور محمد سيد أحمد أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن الهدف الأساسي من عملية اغتيال إسماعيل هنية هو تفجير أي محاولة للتفاهم لوقف إطلاق النار، لأن انتهاء الحرب في غزة معناه تقديم نتنياهو للمحاكمة، وبالتالي فإن استمرار الحرب هو هدف لرئيس الوزراء الإسرائيلي وحلفائه من المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية.
ويضيف الدكتور محمد سيد أحمد في تصريحات خاصة لـ الصفحة الأولي، أن الحرب في غزة أصبحت حربا شخصية لبنيامين نتنياهو وليست معركة للحفاظ علي الدولة والكيان كما يزعم نتنياهو.
وأشار إلي أن الحديث عن توطؤ إيراني في عملية اغتيال قائد حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، حديث ينافي العقل لأنه من يستحيل أن تتواطأ طهران علي مقتل قادتها، لا سيما مع الحديث عن وحدة ساحات المقاومة، واعتبار غزة هي الساحة الأساسية للمقاومة في هذه المرحلة الراهنة .
وأضاف أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن هناك بالفعل اختراق أمني في إيران، وهو أمر طبيعي في حروب الاستخبارات وأزمنة الحرب، لكن هذا الاختراق الأمني لا ينفي إن طهران في قلب المشهد من حيث تقديم الدعم والإسناد والتسليح للمقاومة الفلسطينية، معتبرا إيران هي رأس الحربة في هذه المعركة.
حرب الخسائر المحدودة
أما عن فكرة تغيير قواعد الاشتباك بين تل أبيب وطهران، يقول الدكتور محمد سيد احمد أن إسرائيل نفسها - فضلا عن حلفائها - لا تريد حربا مفتوحة، وهو ما يستدل عليه بعملية الضاحية الجنوبية في لبنان التى استهدفت مبني سكني في حارة حريك دون التورط في قصف الضاحية الجنوبية أو العمق اللبناني، وكذلك عملية اغتيال القائد إسماعيل هنية في طهران.
ولفت إلي حرب المسيرات التى تتبعها إسرائيل والتى تتم عن بعد هي حرب يمكن أن نطلق عليها حرب الخسائر المحدودة التى تستهدف ضحاياها بالإسم بعيدا عن التورط في سقوط المئات أو حتي العشرات من الضحايا.
وقال أنه من السهولة تغيير قواعد الاشتباك، لاسيما مع تهديدات السيد حسن نصرالله زعيم حزب الله اللبناني باستهداف حيفا وتل أبيب، خاصة وأنه أصبح يمتلك بنك أهداف استراتيجية جديدة لمنشآت حيوية في العمق الإسرائيلي، بفعل منظومة هدهد.
رد اعتبار للجيش الإسرائيلي
من جانبه لم يستبعد الدكتور محمد فراج أبو النور الكاتب والخبير في الشئون الدولية، حصول بينيامين نتنياهو علي موافقة الولايات المتحدة الأمريكية علي قائمة الاغتيالات التى استهدف حتى الآن قائد حركة حماس إسماعيل هنية، وفؤاد شكر الرجل الثاني في حزب الله اللبناني.
وقال أبو النور، في تصريحات خاصة لـ الصفحة الأولي، أنه في جميع الأحوال فإن إسرائيل تعلن باستمرار أن استهداف قادة المقاومة الفلسطينية هو ضمن بنك الأهداف الخاص بها.
ورجح أبو النور تورط الاستخبارات الأمريكية والبريطانية في عملية الاغتيال، حيث التنسيق الكامل بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية والبريطانية والأمريكية، لافتا إلي أن ما تبديه الولايات المتحدة من لغة دبلوماسية ما هو إلا نفاق سياسي لتفادي الحرج جراء الممارسات الوحشية الإسرائيلية، وخصوصا في ظل معركة الانتخابات الرئاسية.
وأشار إلي انه من الخطأ اعتبار عملية اغتيال إسماعيل هنية انتصار لجهاز الموساد وحده، وإنما إنجاز مشترك للمخابرات الامريكية والبريطانية والإسرائيلية.
وحول تأثير اغتيال هنية علي المقاومة الفلسطينية، أشار إلي أن التأثير يتمثل في صعوبة اختيار قائد بنفس الكفاءة والخبرة.
وأضاف ان ما حدث في عملية طوفان الأقصي كان هزة شديدة القوة لاستيراتيجية إسرائيل وأجهزتها الأمنية، كما أن الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني دفع إسرائيل إلي الانتقام لرد الاعتبار للجيش والأجهزة الأمنية التى تم تمريغ كرامتها في الوحل، وكذلك إضعاف حالة النضال الأسطورية للشعب الفلسطيني.
وقال أبو النور أن فصائل المقاومة الفلسطينية وفي القلب منها حركة حماس، برهنت علي أن لديها بنية أساسية لمواصلة الكفاح طوال المراحل التاريخية، مشيرا إلي أن الاحتلال الإسرائيلي اعتاد اغتيال قادة المقامة الفلسطسنية، منذ عقود مضت بداية من الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وياسر عرفات وحتي من قبلهم عبد القادر الحسيني، وكان يتصور انه يستحيل تعويضهم ولكن الشعوب وحركات المقاومة دائما ولادة.
اختراق المخابرات الإيرانية
وأضاف الدكتور محمد فراج أبو النور الخبير في الشئون الدولية، إلي أن المقاومة عادة تنطلق من رغبة الشعوب في الحرية وأن الشعب الفلسطيني ضرب أروع الأمثلة في البطولة والفن العسكري، لافتا إلي استمرار العمليات العسكرية رغم الخسائر الهائلة ورغم التخاذل العربي والدولي.
وذكر أن القضية الفلسطينية كان قد أهيل عليها التراب خلال السنوات الماضية، لكنها عادت بفعل المقاومة إلي صدارة المشهد العالمي واكتسبت أنصارا بالملايين حول العالم بفعل بطولات المقاومة ووحشية العدوان الاسرائيلي.
واستبعد أبو النور تورط إيران في اغتيال إسماعيل هنية، مؤكدا أن أن هذه الفرضية لا يوجد ما يعززها.
وأشار إلي ان المفاوضات بين أمريكا وإسرائيل تتم حاليا بالسلاح حيث توجه واشنطن الضربات وترد طهران عبر حلفائها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان.
وشدد علي ان المخابرات الإيرانية مخترقة بالفعل علي نطاق واسه وهو ما تؤكدة الضربات المتتالية باغتيال العلماء وتهريب الوثائق وحتي اغتيال كبار العسكريين ومقتل الرئيس السابق نفسه.
وأضاف أنه علي طهران أن تعيد بناء أجهزتها الأمنية من الصفر بعد كل هذه الاختراقات التى نالت من سمعة المخابرات الإيرانية .