فضيحة جنسية تعصف بالإخوان في ماليزيا
السلطات تنقذ402 طفل وطفلة في20 دار رعاية يتم استغلالهم جنسيا بـ ماليزيا
ماليزيا الواقعة جنوب شرق آسيا والتي باتت ملجأ لقيادات الصف الثاني والثالث لجماعة الإخوان وبعض قيادات الصف الأول فيما توجه بعضهم من حاملي الجنسية الأجنبية إلى الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا ودول أوروبية أخرى، بعد تضييق الخناق عليهم إلى حد ما في قطر وتركيا، شهدت فضيحة قد تدمر التواجد الإخواني في ماليزيا، خاصة وأنها فضيحة غير عادية.
فقد أعلنت السلطات الماليزية إنقاذ 402 طفل من 20 دار رعاية تابعة لجماعة الإخوان، والقبض على 171 مشتبها بتهمة استغلال الأطفال جنسيا وإساءة معاملتهم.
فقك كشف المفتش العام للشرطة الماليزية رضا الدين حسين أن قواته قامت باقتحام 18 داراً في ولاية سيلانجور واثنين في ولاية نيجري سمبيلان.. لإنقاذ 201 فتى و201 فتاة تتراوح أعمارهم بين سنة و17 عاماً، بدور رعايا تديرها "الشركة القابضة للخدمات والأعمال التجارية العالمية للإخوان"، والمعروفة باسم " جلوبال إخوان " والتي تعمل في مجالات متنوعة منها الأغذية والمشروبات والإعلام والرعاية الطبية والسفر والعقارات ويعمل بها أكثر من 5000 موظف، ولها فروع في 20 دولة حول العالم.. بما في ذلك سلسلة مطاعم في لندن وباريس، وأستراليا، ودبي، وغيرها.
المفتش العام للشرطة الماليزية رضا الدين حسين أوضح في مؤتمر صحفي نقلته وسائل الإعلام الماليزية أنه تم القبض على 171 مشبه بهم من بينهم 66 رجلاً و105 نساء، يشملون مدرسين دينيين ومسؤولين عن الرعاية.
ماليزيا ملاذاً للإخوان الفارين
جاءت عملية الاقتحام بعد إجراء تحقيقات في مزاعم بالتخلي عن الأطفال والتعاليم المنحرفة والاعتداء الجنسي في المنازل التي تديرها شركة "جلوبال إخوان" للخدمات والأعمال القابضة.. حيث أوضح المفتش العام للشرطة الماليزية أن الأطفال تعرضوا للاعتداء الجنسي ليس فقط من قبل القائمين على رعايتهم، بل أُجبروا أيضًا على فعل الشيء نفسه مع بعضهم البعض في المرافق، مضيفا: "لم يُسمح للمرضى منهم بتوفير الرعاية الطبية حتى أصبحت حالتهم حرجة"، لافتا إلى أن بعض الأطفال الصغار تعرضوا أيضًا للحرق بملعقة ساخنة عندما ارتكبوا أخطاء.
وكشفت التحقيقات أن شركة الإخوان العالمية استخدمت المشاعر الدينية لجمع التبرعات باستغلال الأطفال. وأن هؤلاء الأطفال هم أبناء لأعضاء في الجماعة، وقد تم وضعهم في هذه الدور منذ صغرهم ومنهم من وضع رضيعاً.. وتخضع حالات الأطفال الآن لتقييم طبي شامل وسط استمرار التحقيقات.
ومن جانبها نفت منظمة إخوان جلوبال، في بيان لها، مزاعم استغلال الأطفال وقالت إنها ستتعاون مع السلطات. لكنها لم تذكر مزاعم الاعتداء الجنسي ضدهم، وورد في البيان: " لن تتساهل الشركة مع أي نشاط مخالف للقانون، خاصة فيما يتعلق باستغلال الأطفال كعمال ".
هذه القضية أضافت ضربة جديدة لجماعة الإخوان التي تواجه العديد من القضايا والمشاكل القانونية في مناطق مختلفة بالعالم، خاصة ماليزيا التي تعد ملاذاً للإخوان الفارين من مصر وتركيا وقطر وبعض البلدان الأخرى، حيث من المتوقع وفقاً للإعلام الماليزي أن يتعامل القضاء بشدة مع المسؤولين عن هذه الفضيحة دون أي تساهل.. فضلا عن تأثير هذه الفضيحة على مستقبل الجامعة بماليزيا، وقد تؤدي إلى تفكيكها في الدولة الآسيوية، فالجماعة التي تدعي حماية الدين والأخلاق ستفقد مصداقيتها في كثير من البلدان الإسلامية والعربية، خاصة بعد ارتباط جماعة الإخوان بعدد من الفضائح الجنسية، من بينها محاكمة طارق رمضان، حفيد مؤسس الجماعة حسن البنا، بتهمة الاغتصاب في فرنسا.
ويذكر أن المد الإخواني بماليزيا أعتمد على سيطرة الحزب الإسلامي على 5 ولايات، وتواجده بالمجالس التشريعية من خلال 91 عضواً و18 من أصل 222 مقعداً في البرلمان.. فضلا عن أن النمو الاقتصادي الذي شهدته البلاد خلال العقود الأربعة الأخيرة، شجع الجماعة التي استغلت الحضور والنشاط السياسي للإسلاميين الموالين هناك فضلا عن التغلغل الإخواني في النسيج المجتمعي.
وتدير جماعة الإخوان العديد من المشاريع والاستثمارات والشركات في ماليزيا، وترتبط هذه الاستثمارات بشبكات اقتصادية في تركيا وبعض دول أفريقيا وأميركا اللاتينية، الأمر الذي يصعّب مهمة تتبعها.
ويعتبر الحزب الإسلامي الماليزي، الذي تأسس عام 1951، وهو أقدم وأكبر حزب إسلامي رئيسي في ماليزيا يعد الفرع الماليزي لجماعة الإخوان المسلمين العالمية، ولديه علاقات شخصية وأيديولوجية وثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين المصرية التي تعرّف مؤسسو الحزب على أفكارها وتعاليمها أثناء دراستهم في القاهرة.