الأولى و الأخيرة

صراخ داخل الكابنيت

نتنياهو يفضل البقاء في محور صلاح الدين على عودة الرهائن..وجالانت: هل منطقي؟

موقع الصفحة الأولى

يبدو أن محور صلاح الدين على الحدود المصرية الفلسطينية لن يكون سبباً في نسف صفقة غزة لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، ولكنه فجر الخلافات داخل حكومة الاحتلال حيث شهدت جلسة المجلس الوزاري السياسي الأمني (الكابينيت) ليل الخميس 29 أغسطس 2024 _ وفقا لما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية _ صراخاً ومشادات كلامية بين رئيس الحكومة ووزير الدفاع يوآف جالانت، لإصرار نتنياهو على بقاء الجيش بالمحور الذي يطلقون عليه "ممر فيلادلفيا".. 

جالانت فقد أعصابه 

فقد أشار موقع " واينت " نقلاً عن 2 من كبار الوزراء في الحكومة أن جالانت فقد السيطرة تماما على أعصابه، ولا يمكن لوزير الدفاع أن يفقد أعصابه في مناقشات مجلس الوزراء. 


وفي ذلك السياق ذكر موقع "واللا" الإسرائيلي أن مشادة كلامية غير مسبوقة نشبت بين رئيس الوزراء ووزير دفاعه، بحسب مسؤولون إسرائيليون قالوا : إن جالانت عرض في الاجتماع ضرورة المضي قدما نحو التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن، وقال إن الاتفاق لا يتعلق فقط بالإفراج عن الأسرى، بل هو أيضا " منعطف استراتيجي " بالنسبة لإسرائيل مما يخفض التوترات الإقليمية، وإذا اختارت إسرائيل عدم المضي قدماً في التوصل إلى اتفاق، فإن هذا من شأنه أن يترك الجيش الإسرائيلي متورطا في غزة، فضلا عن المواجهة اليومية مع حزب الله في الشمال.. مؤكداً إمكانية عودة الجيش الإسرائيلي لأي مكان في قطاع غزة بما فيها المحور خلال ستة أسابيع بعد إطلاق سراح الرهائن والعودة للقتال كما حدث في الهدنة السابقة.

نتنياهو ينفجر غضبا

لكن نتنياهو، أنفجر غاضبا وفاجئ الجميع وفقا لصحيفة " يديعوت أحرنوت " بعرض خريطة لانتشار جيش الاحتلال بالمحور وطلب التصويت على قرار بقاء الجيش بمحور صلاح الدين " ممر فيلادلفيا ".. 
وأوضحت قناتي الــ 12 والـ 13 الإسرائيليتين، أن وزير الدفاع قال خلال الجلسة إن رئيس الوزراء يستطيع أن يتخذ كل القرارات ويمكنه أيضا أن يقرر قتل جميع المختطفين.. وهو ما أغضب نتنياهو الذي طرق على الطاولة بيده وقال " لقد سئمت من كثرة الإحاطات.. وقام بطرح قضية السيطرة على محور فيلادلفيا للتصويت ".
وجاءت نتيجة التصويت لصالح قرار نتنياهو بموافقة 8 وزراء بمن فيهم نتنياهو، فيما أمتنع الوزير المتطرف بن غفير عن التصويت ورفضه وزير الدفاع فقط. 
وعقب التصويت بموافقة الأغلبية على البقاء بالمحور _ وفقا للقناتين_ تسأل جالانت هناك خياران إما إعادة الأسرى وإما البقاء في محور فيلادلفيا، وأنتم تصوتون على البقاء، هل هذا منطقي؟ 
ورد نتنياهو أنه سيعيد المختطفين عندما تنكسر حماس.. قائلاً لقد ثبت أنه عندما تصر إسرائيل على مطالبها فإن حماس تبدي مرونة أكثر. 

أمريكا توافق على البقاء بصلاح الدين 

لكن " قناة كان " نقلت على لسان مسؤولين إسرائيليين ومصادر فلسطينية أن حماس واضحة بأنه لن يكون هناك اتفاق في قطاع غزة بدون انسحاب الجيش الإسرائيلي من محوري فيلادلفيا ونتساريم ومعبر رفح، وأنه إذا تم بناء عائق تحت الأرض على طول المحور فلن يكون هناك سوى نقطتي ضعف على الحدود مع مصر هما البحر ومعبر رفح .. 
وعقب تصديق المجلس الوزاري الأمني والسياسي على بقاء الجيش الإسرائيلي في محور صلاح الدين "ممر فيلادلفيا" ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن القرار جاء نتيجة لتصميم نتنياهو لمنع تهريب الأسلحة لرؤيته أن الجانب المصري غير قادر على منع تهريب الأسلحة والمقاومين “الذين يصفهم هو طبعاً وأفراد كيانه بالإرهابيين" وأن ما حدث في السابع من أكتوبر 2023 سببه عدم سيطرة إسرائيل على المحور.. علماً بأن المحور يقع جنوب قطاع غزة وطوفان الأقصى حدث في المنطقة الشمالية والغربية.  
وكشفت " قناة كان " أن الخرائط التي تحدد بقاء الجيش بمحور صلاح الدين " ممر فيلادلفيا " رسمها الجيش وتبنتها أميركا كجزء من الصفقة المحتملة، وأن نتنياهو أرسل يوم الأربعاء 28 أغسطس رسالة للبيت الأبيض بهذا الخصوص مرفقة بالخرائط.. فيما أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن القرار قد يتسبب بإنهاء المفاوضات، ونقلت عن مصدر دبلوماسي أن القرار ضربة للمفاوضات. 
ويأتي ذلك في الوقت الذي يطالب فيه المسؤولين الأمنيين بإسرائيل - وفقا للإعلام الإسرائيلي - بضرورة إعادة الأسرى من غزة ومحور فيلادلفيا ليس حائط البراق.. وفي سياق متصل قامت عائلات الأسرى بمسيرة إلى حدود غزة عقب القرار للمطالبة بالإفراج عن ذويهم وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت " أن عائلات الأسرى لدى المقاومة في غزة تقدمت بطلب للمحكمة العليا بإجبار نتنياهو على نقل نقاش وحسم موضوع صفقة التبادل إلى الحكومة.. 
ومن جانبه علق وزير جيش الاحتلال السابق، موشيه يعلون على القرار بأن الحكومة قررت التضحية بالأسرى الـ 107، من أجل البقاء بالمحور، وانتشار قواتنا على طول محور "فيلادلفيا" في شريط من عشرات الأمتار لن يمنع حفر الأنفاق تحت المحور، وسيعرض الجنود للخطر.

القاهرة ترفض بشدة 

ويتزامن ذلك مع رفض مصر والفصائل الفلسطينية لأي تواجد إسرائيلي دائم في معبر رفح ومحور صلاح الدين "ممر فيلادلفيا"، كما ترفض القاهرة وبشدة نشر وسائل إلكترونية لغرض الإشراف الإسرائيلي على ما يجري في المحور..
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أنه يجري حالياً التفكير في إمكانية تشكيل قوة عربية ودولية للسيطرة على الجانب الفلسطيني من هذين الموقعين الاستراتيجيين، ولا أحد يتحدث الآن عن وجود حماس، بل عن وجود قوة عربية ستتكون من السلطة الفلسطينية، وقوات عربية من الأردن والإمارات، وربما السعودية أيضا، وسينضم إليها مراقبون أوروبيون.. وهذا ما تعارضه القاهرة أيضاً والتي ترى أن المحور والمعبر شأن فلسطيني مصري فقط.
وفي سياق متصل كشفت قناة كان عن اتفاق إسرائيل مع الوسطاء خلال المحادثات التي تمت الأسبوع الماضي في الدوحة على عدة بنود تتعلق بتبادل سراح الرهائن كجزء من الصفقة - حيث وافقت إسرائيل على تقليل حق النقض (الفيتو) على هويات الأسرى الفلسطينيين مقابل زيادة عدد المختطفين الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم أسبوعياً، حيث يتم إطلاق سراح أربعة من المختطفين بدءً من الأسبوع الثاني بدلا من 3 كما هو موضح في المخطط الأصلي مقابل 10 سجناء فلسطينيين عن كل أسير.. وتم إرجاء الحديث عن محوري صلاح الدين ونتساريم ومعبر رفح كمرحلة أخيرة من المفاوضات.

تم نسخ الرابط