و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

في ذكري التأسيس الثاني

مكتبة الإسكندرية.. الأولي في التاريخ ورقم واحد في عالم الرقمنة الحديثة

موقع الصفحة الأولى

تعتبر مكتبة الإسكندرية هي الأولي في التاريخ الإنساني كمكتبة عامة، وفي العصر الحديث تعد الأولي في عالم الرقمنة كونها أول مكتبة رقمية في القرن الواحد والعشرين.
مكتبة الإسكندرية القديمة، عرفت باسم المكتبة الملكية أو المكتبة العظمى، تم تأسيسها علي يد الإسكندر الأكبر قبل حوالي ثلاثة وعشرين قرناً ويقال أيضاً أنه تم تأسيسها على يد بطليموس الثاني في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد، عام (285 ـ 247) قبل الميلاد  تعرضت المكتبة للعديد من الحرائق و دمرت تماماً في عام 48 قبل الميلاد وفي عام 2002 تم إعادة بنائها تحت اسم مكتبة الإسكندرية الجديدة، فكانت اول مكتبة رقمية في القرن الواحد والعشرين.
اختلف المؤرخون حول الشخص الذي بنى المكتبة، فمنهم من يقول أن الإسكندر وضعها في تخطيطه عند بناء الإسكندرية وهو صاحب فكرة بنائها، بينما يعتقد أخرون أن بطليموس الأول هو من بناها والبعض الآخر يقول أنها أسست على يد بطليموس الثاني باعتبار أنه من أكملها فبطلميوس الأول هو الذي أمر بتأسيس المكتبة وتنظيمها على نفقته، ثم أكمل ذلك خلفه بطليموس الثاني. 
بينما جمع ديمتريوس الفاليري اليوناني نواة مكتبة الإسكندرية، وهو في بلاد اليونان، الذي كان يعمل كمستشار لبطليموس الأول وهو من نظم المكتبة وقد تم وضع تخطيطا معماريا وموضوعيا بحيث تكون معبرة عن رصيد الفكر اليوناني وعلوم العصر.
وكانت مكتبة الإسكندرية الملَكية أول مكتبة حكومية عامة عرفت في التاريخ الإنساني وظلت أكبر مكتبات عصرها، أنشأت مكتبة الإسكندرية على يد خلفاء الاسكندر الأكبر منذ أكثر من ألفى عام لتضم أكبر مجموعة من الكتب في العالم القديم والتي وصل عددها آنذاك إلى 700 ألف مجلد بما في ذلك أعمال هوميروس ومكتبة أرسطو.

مكتبة الإسكندرية القديمة

 

ترجع شهرة مكتبة الإسكندرية القديمة "ببلتيكا دي لي اكسندرينا" لأنها أقدم مكتبة حكومية عامة في العالم القديم وليس لأنها أول مكتبات العالم فمكتبات المعابد الفرعونية كانت معروفة عند قدماء المصريين ولكنها كانت خاصة بالكهنة فقط، والبطالمة أنفسهم الذين أسسوها كانوا يعرفون المكتبات جيدا كما ترجع عظمتها أيضا أنها حوت كتب وعلوم الحضارتين الفرعونية والإغريقية وبها حدث المزج العلمي والالتقاء الثقافي الفكري بعلوم الشرق وعلوم الغرب فهي نموذج للعولمة الثقافية القديمة التي أنتجت الحضارة الهلينستية حيث تزاوجت الفرعونية والاغريقية. 
وترجع أهمية مكتبة الإسكندرية القديمة، أيضا إلى أهمية القائمين عليها حيث فرض على كل عالم يدرس بها أن يدع بها نسخة من مؤلفاته، ولأنها أيضا كانت في معقل العلم ومعقل البردي وأدوات كتابة مصر حيث جمع بها ما كان في مكتبات المعابد المصرية وما حوت من علوم وفنون وثقافة. 
وقد تحرر علماء مكتبة الإسكندرية من تابو السياسة والدين والجنس والعرق والتفرقة، فالعلم فيها كان من أجل البشرية فالعالم الزائر لها أو الدارس بها لا يسأل إلا عن علمه لا عن دينه ولا قوميته.
في عام 48 قبل الميلاد قام يوليوس قيصر بحرق 101 سفينة كانت موجودة على شاطئ البحر المتوسط أمام مكتبة الإسكندرية بعدما حاصره بطليموس الصغير شقيق كليوباترا، بعدما شعر أن يوليوس قيصر يناصر كليوباترا عليه، وامتدت نيران حرق السفن إلى مكتبة الإسكندرية فأحرقتها حيث يعتقد بعض المؤرخون أنها دمرت.
في حين يذكر التاريخ كذلك أنه قد لحق بالمكتبة أضرار فادحة في 391 ميلادية عندما أمر الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس الأول بتدميرها، ويطرح بعض المؤرخون نظرية أخرى أنه رغم حريق ثيودوسيوس الأول فإن المكتبة قد صمدت حتى عام 640 ميلادية، حيث يقول بعض المؤرخين أنها دمرت تماما إبان فترة حكم عمرو بن العاص لمصر بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب
في حين ينفي مؤرخون آخرون، مثل جوستاف لوبون أي صلة للمسلمين وعمرو بن العاص في حريق المكتبة، ويصفون هذا الاتهام بالخرافة والأسطورة حيث يقولون أن عمرو بن العاص دخل الإسكندرية في عام 642 ميلادية في وقت لم تكن مكتبة الإسكندرية موجودة حتى يحرقها حيث يقولون أنه ثبت أن مكتبة الإسكندرية تم إحراقها عن آخرها في زمن الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر عام 48 قبل الميلاد.
والدليل علي ذلك انه لم يرد ذكر المكتبة في كتب الأقدمين كاليعقوبي، والبلاذري، وابن عبد الحكم، والطبري، والكندي، ولا في تاريخ من جاء بعدهم وأخذ منهم كالمقريزي، وأبي المحاسن، والسيوطي، وغيرهم.


مكتبة الإسكندرية الحديثة


في عام 2002 وبدعم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة "اليونسكو" تم تدشين مكتبة الإسكندرية الجديدة، وتحقق الحلم في إعادة بناء مكتبة الإسكندرية القديمة وإحياء تراث هذا المركز العالمي للعلم والمعرفة، وهو الحلم الذى راود المفكرين والعلماء ليس في مصر وحدها وإنما في العالم أجمع.
كانت البداية مع إعلان الرئيس الأسبق حسني مبارك إعلان أسوان عام 1990 لإحياء المكتبة القديمة.
وتم تدشين مكتبة الإسكندرية الجديدة في احتفال كبير يليق باسم او مكتبة عامة في تاريخ البشرية، حضره ملوك ورؤساء وملكات ووفود دولية رفيعة لتكون منارة للثقافة ونافذة مصر على العالم ونافذة للعالم على مصر.
وصارت مكتبة الإسكندرية، أول مكتبة رقمية في القرن الواحد والعشرين وتضم التراث المصري الثقافي والإنساني، وتعد مركزًا للدراسة والحوار والتسامح. 
ويضم هذا الصرح الثقافي في عروس البحر الأبيض المتوسط مكتبة تتسع لأكثر من ثمانية ملايين كتاب في ست مكتبات متخصصة، وثلاثة متاحف، وسبعة مراكز بحثية، معرضين دائمين، وست قاعات لمعارض فنية متنوعة، وقبة سماوية، وقاعة استكشاف ومركزا للمؤتمرات.

تم نسخ الرابط