الأولى و الأخيرة

لا مكان لمقتنيات الأثرية

"التعليم" تغادر قصر الأميرة فايقة للعاصمة الإدارية وتغسل يدها من متحف الوزارة

موقع الصفحة الأولى

كشف مصدر بوزارة التربية والتعليم عن تلف عدد كبير من مقتنيات متحف تاريخ التعليم التابع للوزراة، وذلك بعد تكهين محتوياته علي إثر تضارب القرارات حول نقل المتحف لأكثر من مكان.
البداية، بحسب المصدر، عندما صدرت أوامر بإخلاء المكان وتسليم مبني الوزارة بالكامل لصندوق مصر السيادي، دون تحديد موقع للمتحف بمقر الوزارة الجديدة بالعاصمة الإدارية.


وأشار إلي أنه في البداية تم تخصيص مكان للمتحف بمركز الأنشطة الطلابية بالعجوزة، إلا أن المكان لم يكن ليتسع لـ 20 ٪؜ من مقتنيات المتحف الذي يضم مئات المقتنيات والمجسمات والنماذج المعمارية الأثرية فضلا عن الأثاث، فتم اختيار المركز الاستكشافي بحدائق القبة، ولكن مسئولي المركز اشترطوا استقبال مقتنيات المتحف دون الموظفين، علي أن تعود الحصيلة المالية للمتحف إليهم.
واخيرا تم اقتراح تخصيص الدور الأرضي في مبني المدينة التعليمية بـ 6 اكتوبر وهو مالم يصدر بشأنه قرار رسمي حتي الآن. 
ومع صدور قرار بالنقل الفوري، تم تسليم المتحف بكل مقتنياته لمسئولي العهدة بالوزارة، الذين قاموا بفرم كل النسخ المكررة من المجلدات وأمهات الكتب التاريخية أو بيعها في محاولة منهم لتقليل الكميات المتراكمة منها وتسهيل عملية النقل.
"الصفحة الأولي" توجهت بسؤال حول مصير متحف التعليم لـ شادي زلطة المتحدث الرسمي باسم الوزارة، فاكتفي بالقول أنه تم تسليم الوزارة "من بدري والموضوع مش معانا".


أمهات الكتب التاريخية


ويضم المتحف عدد كبير من المجلدات وأمهات الكتب التاريخية، مثل كتاب اللغة العربية للأميرة فوزية، وكتاب وصف مصر الذى كان من مقتنيات المتحف وتم تسليمه لمدرسة الليسية.
كان متحف وزارة التربية والتعليم داخل ديوان عام الوزارة يشغل طابقين من قصر الأميرة فائقة، ابنة الخديوي إسماعيل.
يتصدر مدخله لوحة حائطية ضخمة مصنوعة من “الجص” المطلى باللون البرونزى تمثل مراحل التعليم المختلفة وترجع إلى عام 1969.
ويضم الطابق الاول من المتحف صور فوتوغرافية لوزراء التعليم منذ إنشاء الديوان، والذين بلغ عددهم 86 وزيرًا، بالإضافة إلى تلخيص لإنجازات كل وزير، وتحت هذه الصور وضع مكتب الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي، وأحد أهم وزراء التعليم في التاريخ المعاصر.

ويضم الطابق الأول أيضا، عرضا لعصور التعليم في مصر، مثل العصر الفرعونى الذى تم التعبير عنه عن طريق وضع نماذج للوحات بها كتابات باللغات المصرية القديمة، ولوحات توضح بالرسم العديد من مجالات التعليم المختلفة عند الفراعنة، بالإضافة إلى بعض المستنسخات للتماثيل الفرعونية منها تمثال الكاتب المصرى القديم، وكبير الأطباء، ومجسم لأول جامعة عرفت فى التاريخ وهى جامعة أون.
ويحتوى أيضا على قسم للتعليم عند العرب، من خلال عرض لوحات زيتية  تعبر عن سوق عكاظ، ولوحة للعالم العربى جابر بن حيان، وهو يعرض إحدى التجارب الكيميائية على عدد من علماء عصره، بالإضافة إلى نموذج مصغر من مسجد ومدرسة الأشرف قايتباي، ونسخة بالحجم الطبيعى لخريطة العالم كما تصورها الرحالة العربى الشريف الإدريسي.
ويحتوي الطابق الثانى لمتحف وزارة التعليم، عرض لأنظمة التعليم، وأقسامه حيث يضم قسم التعليم التجاري في هذا الطابق أول آلة كاتبة صنعت فى مصر منذ ما يقرب من 150 عاما.

مجسمات ولوحات وخرائط

أما قسم التعليم الجامعي، فيعرض بعض الصور النادرة لحفل افتتاح الجامعة الأهلية المصرية عام 1908، ونموذج مجسم لجامعة القاهرة، بالإضافة لقسم التعليم الأزهري، الذى يضم لوحات زيتية لنماذج من شيوخ الأزهر الشريف، وواجهة عرض بها بعض الكتب الدراسية لعلماء الأزهر، ومجسم للجامع الأزهر، كما يضم نموذج مجسم كلية دار العلوم كما بنيت لأول مرة فى درب الجماميز، إضافة لعرض عن فئة ذوى الاحتياجات الخاصة أو “التربية الخاصة”، ويحتوى على نموذج لماكينة الطباعة بطريقة “برايل”، وخريطة العالم بطريقة “برايل”، وكذلك نموذج للمصحف المكتوب بنفس الطريقة، بالإضافة إلى صور فوتوغرافية لطلاب الصم والبكم وأبرز الأنشطة التى كانوا يمارسونها.

ويضم قسم التعليم العام، لوحة زيتية ضخمة، تعد من أجمل المقتنيات وأعلاها قيمة فى المتحف، للفنان الحسين فوزى عام 1952 تخيل فيها درس تشريح فى مدرسة الطب بالقصر العيني، كما يوجد بهذا القسم أثاث حجرة الاجتماعات الخاصة بعلى مبارك باشا، والذى كان رئيسا للديوان وناظرا للمعارف على مدى أربع فترات فى نهاية القرن التاسع عشر، وكان يلقب بأبى المعارف المصرية.
كما يشتمل الطابق، على قسم كامل يعرض صورًا مرسومة لبعض الرائدات فى مجال التعليم، وبعض الزعماء الوطنيين الذين أسهموا فى تدعيم فكرة تعليم الفتيات، فضلا عن ضمه، تماثيل صغيرة توضح تطور الزى المدرس للفتيات على مر التاريخ.
ويضم المتحف، فى طابقه الثاني، مجسما كبيرا للزعيم جمال عبد الناصر، مرفقا بها الميدالية التى حازها فى بطولة الرماية عام 1959، بالإضافة إلى شهادته بالدراسة الثانوية، ونموذجا مجسما للسد العالى.
ويضم أيضا عدد كبير من أمهات الكتب مثل كتاب إحياء علوم الدين للإمام الغزالي، وتاريخ الكامل، للعلامة أبو الحسن على بن أبى الكرم.

تم نسخ الرابط