الأولى و الأخيرة

بتهمة الإساءة للذات الإلهية

بعد تكفيره.. أحمد دومة للصفحة الأولى: تحريض مباشر على قتلي وسألجأ للقضاء

موقع الصفحة الأولى

عاد الشاعر والناشط السياسي أحمد دومة، إلى واجهة الأحداث من جديد، بقصيدة قديمة له، ولكنها انتشرت في الفترة الماضية، بعدما واجهت اتهامات بالإساءة للذات الإلهية، وجاءت القصيدة في ديوان كيرلي، والذي كان قد عرض في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2021، ولكن تم سحبه من المعرض، وسط أنباء عن منعه من التداول وقتها، كما قررت العديد من الدول عربية منع نشر وتداول الديوان، وأبرزها السعودية والإمارات.

وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر، إنه قرأ أجزاء من ديوان كيرلي، ووجد فيها أن الشاعر أحمد دومة لم يحترم الذات الإلهية لله المهيمن عز وجل، واتهمه بالشطط والجنون في أبياته الشعرية، مطالبة بمصادرة الديوان، بعد عرضه على مجمع البحوث الإسلامية، متوقعا أن دوره يتخذ قرارا بمصادرته ومنع طبعه ونشره، وذلك نتيجة ما وصفها "كريمة" بوجود حالة من الندية فيه عبر حديثه مع الله سبحانه وتعالى.

 

كفر صريح

أما الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي، فقال إن الأبيات الواردة في ديوان كيرلي للشاعر أحمد دومة، تمثل تعدي على الذات الإلهية وفيها كفر بواح وصريح، وخاصة تلك التي وجه فيها عتابا إلى الله عز وجل على انحيازه للقتلة وأولاد الزنا، كما ورد في بعض الأبيات.

ولكن "الجندي" عاد ليؤكد أن حكمه يعود على القول "أي الديوان"، وليس على القائل "أي أحمد دومة"، وعلى المكتوب وليس الكاتب، لأن المكتوب كفر، واتهام الله بالظلم كفر، واتهام الله بالتقصير كفر، واتهام الله بالانحياز إلى بعض الناس كفر وظلم، والكفر والخروج من الملة هو حكم التطاول على الذات الإلهية.

وعن حكم الشرع في ديوان كيرلي، قال خالد الجندي إنه لابد من تذكير أحمد دومة بذلك، وحال لم يرجع عنه، فإن أمره يعود إلى ولي الأمر، وإلى تطبيق القانون، والذي يحدد هل يوجد ازدراء للأديان أم لا.

 

تجدد الجدل حول كيرلي

وقال أحمد دومة، إن سبب تجدد الجدل حول ديوان كيرلي، يعود إلى محاولة طرحه من جديد بعد سحبه في المرة الأولى من معرض الكتاب عام 2021، خاصة وأنه ممنوع من النشر والتوزيع في المكتبات، ولذلك تجددت محاولة نشره بعد الإفراج عنه وخروجه من السجن.

وأكد دومة في تصريحاته لموقع الصفحة الأولى، أنه لا يوجد أي مانع قانوني من نشر أو توزيع كتاب ديوان كيرلي، خاصة وأنه يحمل رقم إيداع في دار الكتب.

وأشار إلى أن كيرلي يمثل عملا إبداعيا ينبغي أن يقيم على هذا الأساس، سواء من الجمهور أو النقاد أو الأدباء والشعراء، ولكن ليس من الشيوخ أو رجال الدين، وليس على أساس اتهامات التكفير، والتي ينبغي ألا تكون واردة في التعاطي من الابداع والأدب.

خطاب التكفير

وحذر دومة، من أنه في كل مرة استخدم خطاب التكفير والخروج من الملة، ارتبط بمحاولات للإيذاء او القتل ضد المبدعين، لأنه يمثل خطابا تحريضيا في ظل مجتمع يعتبر محافظ ولو شكليا، فعندما يتم توجيه اتهام بسب الذات الإلهية وأن ديوانه مليء بالكفر والإلحاد مثلا، فقد يدفع ذلك أي موتور لمحاولة الثأر لله وللدين عن طريق الجهل، وقد تحدث حوادث قتل بحجة مواجهة التطاول على الذات الإلهية.

واتهم دومة من أصدروا فتاوى تكفيره، بعدم قراءة ديوانه، والاكتفاء بالاطلاع على صفحات أرسلت إليهم، واتهمهم بالجهل بالدين وبالشعر في نفس الوقت، ومع ذلك يحرضون على قتل مبدع عقابا على إبداعه وهو ديوان الشعر.

 

تحريض على القتل

واعتبر تلك الفتاوى تحريضا مباشرا على قتله أو إيذائه، باعتباره خطابا إرهابيا، واستغرب ان من بين تلك الفتاوى ما صدر عن أحد اعضاء اللجنة الدينية بمجلس النواب، وآخر في مجلس الشيوخ، ما اعتبره دومة مستوى مرعب من تلك الأسماء التي لها جماهير تتابعها وتسمع لها.

وطالب باتخاذ اجراءات فورية ضد شيوخ التكفير، باعتبار أن فتاواهم تمثل جريمة في الدستور والقانون المصري، والذي يطالب بتطبيقه على الجميع.

ورفض دومة الاتهام الموجه له بالإساءة للذات الإلهية، وقال إنه لا يجب أن يسأل الشاعر أو المبدع عن القصد والنية، ولا يجب أن يطرح هذا السؤال في أي نقاش بالمجتمع، وما يجب ان نلتفت إليه هو هل يوجد فعل جنائي أم لا. لننا في حالة عمل إبداعي يتمثل في ديوان شعر وقصائد، والتي لا يجب أن ينظر إليها من منظور التفتيش في النوايا، لأن القصيدة يمكن أن يفهمها ويقيمها أي قارئ كما يشاء، أما تقييمها دينيا أو أخلاقيا فهو مرفوض من حيث المبدأ.

 

اجراءات قانونية

وكشف عن أن المحامي خالد علي، سيتخذ الاجراءات القانونية اللازمة ضد من أصدروا تلك الفتاوى التكفيرية تجاه الشاعر أحمد دومة، بصفته وكيلا عنه، باعتبارهم محرضين ومخالفين للدستور والقانون المصري، وذلك من خلال طريقين معا أو واحد منهما، وهو تقديم بلاغ إلى النائب العام ضد المحرضين، ورفع دعوى تعويض مباشرة عليهم أمام القضاء.

وتساءل دومة عن غياب المؤسسات الإبداعية، مثل اتحاد الكتاب أو النقابات الفنية، وصمتهم إزاء تكفير شاعر بسبب قصائده وديوانه بسبب إبداعه وليس بسبب اي سلوك أو موقف، وأن يتم حسابه على قاعدة الإيمان والكفر، وعدم صدور أي رد فعل منهم، لأن قضية الإبداع وحريته مكفولة بحكم الدستور.

وقال إنه أهدى بعض النسخ المحدودة من الطبعة الأولى من ديوان كيرلي إلى بعض الأصدقاء، مقابل دفع ثمنها ليتم توجيهه إلى مؤسسة مرسال والتبرع به باسم الديوان إلى ضحايا العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة.

وكان أحمد دومة قد خرج من السجن في أغسطس 2023، بموجب العفو الرئاسي رقم 348، بعدما قضى 10 سنوات من الحكم الصادر عليه لمدة 15 سنة، في قضية أحداث مجلس الوزراء.

تم نسخ الرابط