و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

العرب ساندوا التحركات الشعبية

ثورة 30 يونيو في ملفات المخابرات العالمية.. ضربة للأمريكان والانجليز وصدمة للأتراك

موقع الصفحة الأولى

شغلت ثورة 30 يونيو حيزا كبيرا من اهتمامات أجهزة المخابرات العالمية أثناء الاعداد لها، بوصفها الحركة الشعبية التى عطلت كافة المخططات الغربية للسيطرة علي مصر والمصريين.
وليس خافيا علي أحد أن كافة أجهزة الاستخبارات الإقليمية والعالمية، قد تنبأت بالثورة علي حكم جماعة الاخوان في مصر قبل 30 يونيو 2013، بعد رصد حالة الاحتقان التى وصلت مداها في الشارع المصري خلال عام كامل من حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي. 
كانت كافة التقديرات تشير إلي فشل سياسي مكتمل الأركان مصحوبا بحالة استقطاب يقودها تنظيم الإخوان الذى استشعرالخطر منذ اليوم الأولي لوصول مندوب الجماعة إلي القصر الرئاسي.
كانت ثورة 30 يونيو عام 2013 تصحيح المسار لدولة كبيرة سقطت في يد تنظيم حاول طمس هويتها وتقزيمها لتصبح علي مقاسه، إلا ان الشعب المصري رفض الانحناء وكان عصيا على الانكسار والسقوط .
وخرج الشعب بعشرات الملالاين إلي الشوارع في مختلف محافظات مصر ليعلن للعالم أجمع ان مصر للمصريين، وأنها لن تسقط ثمرة في حجر أحد
 


مخاوف المخابرات الأمريكية 


كانت المخابرات الأمريكية هي الأقرب لتنظيم الإخوان وممثلها في القصر الرئاسي، ولذلك كانت الاتصالات الأمريكية بالرئيس المخلوع محمد مرسي مبكرة وقبل اندلاع ثورة 30 يونيو بوقت كاف، ففي فبراير من عام 2013 كان التحذير الامريكي لتنظيم الاخوان من تحرك شعبي غاضب ضد حكم الجماعة في مصر .
وعرض الأمريكيون معلوماتهم على قيادات تنظيم الإخوان مؤكدة أن الجيش المصري لن يسمح بمواجهة مع الشعب وسوف يتدخل إذا ما خرج الناس للتعبير عن رأيهم  في اللحظة المناسبة.
ومع استمرار اللقاءات بين عناصر المخابرات الأمريكية وقيادات مكتب الإرشاد في القاهرة، عبر الاخوان عن مخاوفهم من، ووصلت رسائل الأمريكان مباشرة لمحمد مرسي نفسه بأن نهاية حكم الجماعة سيكون مع تحرك الجماهير الغاضبة في 30 يونيو، وهو مالم يقتنع به مكتب الإرشاد الذى رأي أن بإمكانه وأد الحركة بإرهاب المتظاهرين.
ورغم غباء التنظيم، إلا ان المخابرات الأمريكية ظلت داعما له حتى بعد خروج المصررين بالملايين في الشوارع والميادين بالقاهرة والمحافظات.

دعم الاستخبارات البريطانية 


عادت العلاقة بين جماعة الإخوان والاستخبارات البريطانية من جديد للواجهة مع تحرك المصريين في ثورة 25 يناير، حيث باتت الفرصة سانحة لوصول التنظيم الإبن للمخابرات البريطانية للحكم في مصر.
وتعتبر بريطانيا هي مركز التنظيم الدولي للإخوان والجماعة في العالم، ومنذ الخمسينات من القرن الماضي استقبلت قادة الإخوان من مصر، وهناك تمددت الجماعة ورسخت حضورها، وبدأت بيئة التطرف تتسع في بريطانيا منذ مطلع تسعينات القرن الماضي.
ومع اندلاع ثورات الربيع العربي، لعب ابراهيم منير أمين عام التنظيم الدولي ومرشد الجماعة فيما بعد الانشقاقات، دورا مهما مع المخابرات البريطانية، حيث كون فريق استخباراتي من العملاء كان يشرف عليهم، وتم تتويج هذه العلاقة بدعم إعلامي لجماعة الاخوان في الصحف والقنوات الانجليزية وكان واضح تماما تحرك الاعلام البريطاني لصالح حكم محمد مرسي وجماعته، والوقوف ضد تحرك الجماهير المصرية بالشوارع خلال  ثورة 30 يونيو .
كانت المخابرات البريطانية هي الداعم الأكبر للتنظيم في حكم مصر، فقد كان وصول جماعة الإخوان لحكم البلاد هو تتويجا لعمل استمر أكثر من نصف قرن، بدأ بالمساهمة في إنشاء التنظيم وتقوية شوكة المؤسس حسن البنا.
ولذلك كانت ثورة 30 يونيو ضربة قاصمة للاستخبارات البريطانية قبل أن تكون ضربة لتظيم جماعة الإخوان في مصر والعالم.

ضياع حلم الأتراك

وكما كانت ثورة 30 يونيو ضربة قاصمة للمخابرات البريطانية صانعة تنظيم الإخوان ، كانت أشد قسوة علي المخابرات التركية التي رأت في الثورة ضياع لحلم الإمبراطورية العثمانية الجديدة التي يسعي إليها أردوغان.
توترت العلاقات المصرية التركية منذ اندلاع ثورة 30 يونيو وإعلان الجيش المصري عزل ممثل الجماعة محمد مرسي في عام 2013 إثر احتجاجات شعبية حاشدة ضد حكمه.
وتعمدت المخابرات التركية وقتها العمل بكل قوتها ضد المصالح المصرية، للضغط لإعادة تنظيم الاخوان للحكم.
آوت تركيا منذ اليوم الاول العديد من قيادات وأعضاء الجماعة التي حظرتها مصر وأعلنتها جماعة إرهابية.
وكانت اولي العمليات الكاشفة لعمل المخابرات التركية ضد الدولة المصرية، عندما أوقعت اجهزة الامن المصرية خلية للتخابر مع تركيا بقصد الإضرار بالمصالح القومية المصرية.
وضمت لائحة الاتهام، بحسب النيابة العامة، تهم تمرير مكالمات دولية بغير ترخيص، وغسل أموال، والإتجار في العملة بغير ترخيص.
ورصدت تحريات المخابرات العامة وقتها اتفاق عناصر تابعة لأجهزة الأمن والاستخبارات التركية مع عناصر من تنظيم الإخوان المسلمين الدولي على وضع مخطط يهدف إلى استيلاء جماعة الإخوان على السلطة" في مصر عن طريق إرباك الأنظمة القائمة في مؤسسات الدولة المصرية بغية إسقاطه.
وكان من بين أدلة الاتهام الموجهة ضد المتهمين تسجيلات لمكالمات هاتفية توثق المخالفات الخاصة بتمرير المكالمات الدولية، كما تشمل خوادم خاصة بأجهزة كمبيوتر، وأجهزة إرسال واستقبال موجات كهرومغناطيسية، ومحطات تستخدم في توصيل أجهزة الاتصال بشبكة الإنترنت بسرعات فائقة.
وضبطت أجهزة الأمن مع المتهمين في القضية أجهزة تجسس منها آلات تصوير وتسجيل صغيرة ومتناهية الصغر، وفق بيان النيابة العامة في ذلك الوقت.


العرب مع الشعب المصري


كانت معظم الأجهزة الأمنية العربية مع اختيار الشعب المصري الذى تحرك لإنقاذ بلاده من حكم جماعة الإخوان، إيمانا منهم بان ما حدث في ثورة 30 يونيو 2013 كان إرادة شعب وجاء تحركه لضبط الأمن لحماية البلاد بشرعية شعبية وكان ذلك عبر خروج المصريين بعشرات الملايين  لتفويض الجيش.
قاد العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حملة دولية لمساندة مصر ووقف إلي جوارها خلال تلك الفترة، وأصدر بيانا قويا رافضا فيه المساس بمصر، كما عمل وزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل، فى خط الدفاع عن مصر، حيث سافر إلى باريس لدعم مصر خارجياً وتوضيح موقف ثورة المصريين ضد حكم الجماعة الذى عمد إلي تغيير هوية البلاد.
كان الموقف الدولي يري أن هناك انقلابا عسكريا بعد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، حيث كانت مؤسسات الدولة في وضع صعب، ولم تستطع مجابهة المظلومية التي كان يرددها أنصار التيارات الدينية.
وفي الوقت الذى كان مجلس الأمن يستعد لإصدار قرارات لمعاقبة مصر، مدفوعا بضغوط من أمريكا وبريطانيا، جاء الدور القوي للمملكة العربية السعودية ومن خلفها عددا من الدول العربية، حيث أعلنت أنها ستتخذ إجراءات إذا حدث ذلك وتحدت كبار دول العالم في مساندة مصر.
 

تم نسخ الرابط