الأولى و الأخيرة

معاهدة إنهاء الحماية البريطانية

قصة استقلال الكويت من مبارك الكبير حتى عبد الله السالم أبو الدستور

موقع الصفحة الأولى

شهد يوم 19 يونيو 1961، إعلان استقلال الكويت، مع توقيع الشيخ عبد الله السالم الصباح أمير البلاد، معاهدة إنهاء الحماية البريطانية، بعد 62 عاما من توقيع المعاهدة من قبل الشيخ مبارك الصباح "مبارك الكبير"، لتشهد بعدها الكويت العديد من الخطوات الداعمة لاتقلالها، والتي كان أبرزها انتخاب المجلس التأسيسي الذي صاغ دستور البلاد.

ففي ذلك اليوم، أعلن أمير الكويت الراحل، الشيخ عبد الله السالم، نهاية معاهدة الحماية البريطانية على بلاده، ووقع وثيقة الاستقلال مع المندوب السامي البريطاني بالخليج العربي السير جورج ميدلتن، ممثلا عن حكومة لندن.

 

كلمة أبو الدستور

وبعد توقيع وثيقة الاستقلال، ألقى الشيخ عبد الله السالم كلمة للشعب الكويتي، قال فيها «شعبي العزيز، إخواني وأولادي، في هذا اليوم الأغر من أيام وطننا المحبوب، في هذا اليوم الذي ننتقل فيه من مرحلة إلى مرحلة أخرى من مراحل التاريخ، ونطوي مع انبلاج صبحه صفحة من الماضي بكل ما تحمله وما انطوت عليه، لنفتح صفحة جديدة تتمثل في هذه الاتفاقية التي نالت بموجبها الكويت استقلالها التام وسيادتها الكاملة".

وفي عام 1961، الذي مثل عام الاستقلال، صدر مرسوم أميري حول علم الكويت، الذي يعتبر أول علم يرفع بعد الاستقلال، وبعدها توالت خطوات تدعيم الاستقلال، وكانت البداية مع تقديم الكويت طلب الانضمام إلى جامعة الدول العربية، وقبلت عضويتها في 16 يوليو 1961، وفي 14 مايو 1963 انضمت الكويت إلى الأمم المتحدة لتكون العضو رقم 111 فيها، حيث سبق التوقيع على وثيقة الاستقلال اتخاذ العديد من الخطوات من الشيخ عبد الله السالم، منذ مبايعته أميرا على البلاد عام 1950، للوصول إلى حلم الاستقلال وإعلان الدستور.

دستور الكويت

وفي نفس العام، وفي يوم 26 أغسطس، صدر المرسوم الأميري بإجراء انتخابات المجلس التأسيسي، وذلك بهدف إصدار دستور للبلاد يستند على المبادئ الديموقراطية، وبالفعل، انتهى المجلس المنتخب من مشروع الدستور، متضمنا 183 مادة خلال 9 شهور، ليطلق على الشيخ عبد الله السالم لقب أبو الاستقلال وابو الدستور.

كما صدر مرسوم في يوم 18 مايو 1964 بدمج العيد الوطني مع عيد الجلوس، الذي مثل مبايعة الشيخ عبد الله السالم أميرا على الكويت، ليتم الاحتفال به في يوم 25 فبراير من كل عام.

وبعد إصدار الدستور، تم وضع القوانين والأنظمة التي تدعم استقلال البلاد الكامل، فتم تشريع 43 قانونا مدنيا وجنائيا، أبرزها قانون الجنسية وقانون النقد الكويتي وقانون الجوازات وتنظيم الدوائر الحكومية، كما أصدر أمير البلاد مرسوما بتنظيم القضاء، ليكون شاملا لجميع الاختصاصات القضائية بالنزاعات التي تقع في البلاد.

 

قصة الحماية البريطانية

وتعود قصة الحماية البريطانية على الكويت، مع تولي الشيخ مبارك الصباح، والملقب بمبارك الكبير، السلطة في الكويت في عام 1896، والذي اتصل بالإنجليز، وطلب دعم قدراته على مواجهة الأخطار الخارجية، وخاصة من الدولة العثمانية، سواء من إستانبول، أو من اتباعها في البصرة وبغداد، وكذلك في مواجهة أطماع الدول الأوروبية.

وتم توقيع اتفاقية الحماية البريطانية على الكويت في 23 يناير 1899، ونصت على تعهد أمير الكويت بعدم استقبال أي ممثل لأي دولة، أو حكومة، في الكويت، أو أي مكان من أراضيه، بدون موافقة مسبقة من الحكومة البريطانية، وكذلك تعهده بعدم التنازل أو بيع أو تأجير أو رهن أي جزء من أراضيه إلى أي حكومة أو رعايا دولة أخرى، بدون موافقة  الحكومة البريطانية، على أن يلتزم بذلك ورثته وخلفاؤه.

وفي المقابل، حصل أمير الكويت الشيخ مبارك الصباح على خطاب من المقيم السياسي البريطاني في الخليج، الكولونيل ميد، يتعهد بحُسن نوايا لندن تجاه الكويت، مع منح الأمير 15 ألف روبية، على أن تبقى الاتفاقية سرية بشكل تام، ما لم تغّير بريطانيا رأيها. 

تم نسخ الرابط