و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

صاحب الذهن الحاضر فى الارقام

كمال الجنزوري.. شاهد على عصرين من مبارك إلى المجلس العسكري

موقع الصفحة الأولى

دولة رئيس الوزراء كمال الجنزوري، يتميز بأنه شاهد على عصرين متناقضين، فقد كان وزيرا للتخطيط ثم رئيسا للوزراء في عهد حسني مبارك، ولكن رحيله المفاجئ عن الحكومة بعد فترة قصيرة، أثار العديد من الأقاويل عن خلافه مع النظام وقتها، ليعود بعد ثورة يناير ويشكل الحكومة من جديد بتكليف من المجلس العسكري الذي كان يتولى إدارة شؤون البلاد.

 

وولد الدكتور كمال الجنزوري في 12 يناير 1933، في قرية جروان بمركز الباجور في محافظة المنوفية، وكان لاعبا لكرة القدم في فترة دراسته بالمرحلة الثانوية والجامعية، وحصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة ميتشجان الأمريكية، ثم عمل أستاذا في معهد التخطيط القومي عام 1973، ليعين بعدها وكيلا لوزارة التخطيط من عام 1974 إلى 1975، وعينه الرئيس محمد أنور السادات محافظا للوادي الجديد عام 1976، ثم محافظا لبنى سويف عام 1977، ومديرا للمعهد القومي عام 1977.

الجنزوري في عهد مبارك

وفي عهد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، عين نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للتخطيط والتعاون الدولي عام 1986، ثم نائبا لرئيس الوزراء ووزير للتخطيط القومي في 1987، وكلفه مبارك بتشكيل الحكومة في يناير 1996، واستمر حتى أكتوبر 1999، لتتم إقالته لأسباب مجهولة ويتم تعيين عاطف عبيد بدلا منه.

واشتهر عن الجنزوري أنه أول من طرح فكرة الخطة العشرينية، التي بدأت عام 1983 وانتهت في 2003، كما طرح عدة مشاريع ضخمة مستهدفا تنشيط عجلة الاقتصاد والإنتاج، وكان أبرزها مشروع توشكى ومشروع شرق العوينات ومشروع تعمير سيناء، إضافة إلى مشروع الخط الثاني لمترو الأنفاق بين شبرا الخيمة والمنيب للقضاء على الزحام المروري، كما ساهم في تشريع عدد من القوانين والخطوات التي سببت جدلا كبيرا في وقتها ووصفت بالجريئة، مثل قانون الإيجار الجديد محدد المدة.

اعتزال العمل العام

وبعد خروجه من رئاسة الحكومة، قرر كمال الجنزوري اعتزال العمل العام، وقال بعد ثورة 25 يناير 2011 إن نظام مبارك حاول التضييق عليه ومحاصرته إعلاميا، ولكن بعد فشل حكومة عصام شرف واستقالتها بناء على مطالبة الثوار، قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي، تكليف الجنزوري بتشكيل الحكومة في 25 نوفمبر 2011.

حكومة الجنزوري الثانية

واستمر الجنزوري رئيسا للوزراء في فترته الثانية حتى يونيو 2012، بعدما أكد المشير طنطاوي منحه كافة الصلاحيات، ولكنه أيضا قوبل بمعارضة من المتظاهرين، واتهموه بأنه من المحسوبين على نظام مبارك، ولكنه نفى ذلك، وحاول إعادة الأمن للشارع المصري وإنقاذ الاقتصاد، فقرر نشر أكثر من 40 ألف جندي وضابط في مختلف أنحاء البلاد، ولكن فترة حكومته الثانية شهدت مذبحة ستاد بورسعيد، في فبراير 2012، والتي راح ضحيتها 74 شخصا من مشجعي النادي الأهلي، إضافة إلى عشرات المصابين، وقرر وقتها الجنزوري إقالة محافظ بورسعيد ومدير أمن بورسعيد ومدير المباحث.

كما عمل على زيادة الاحتياطي النقدي ووقف النزيف الاقتصادي، حتى نجح في تحقيق فائض بحوالي 100 مليون دولار في مارس 2012، ليمثل الفائض الأول منذ يناير 2011، وقرر الرحيل قبل تولي الرئيس المعزول محمد مرسي الرئاسة، وأصبح بعدها مستشارا لرئيس الجمهورية للشئون الاقتصادية في الفترة من 2012 حتى وفاته في 31 مارس 2021، عن عمر يناهز 88 عاما.

تم نسخ الرابط