الديمقراطية ستدمر الدولة
مؤامرات ضد الكويت وراء قرار الأمير بحل مجلس الامة وتعطيل مواد دستورية
قرر الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، حل مجلس الأمة الكويتي ووقف بعض مواد الدستور، مؤكدا في خطاب للشعب الكويتي، أن بلاده مرت بأوقات صعبة، واضعًا حدًا لما وصفه بالممارسات غير الدستورية وغير المقبولة داخل المجلس.
وأعلن أمير دولة الكويت حل مجلس الأمة وتعليق بعض مواد الدستور لمدة لا تزيد على 4 سنوات على أن يتولى أمير البلاد ومجلس الوزراء اختصاصات مجلس الأمة متعهدًا في خطاب له للشعب الكويتي، بعدم السماح بأن تستغل الديمقراطية لتدمير الدولة.
وأرجع مراقبون أسباب حل مجلس الأمة الكويتي إلي مؤامرات كانت تحاك ضد دولة الكويت تورط فيها عدد من النواب المنتخبين حديثا، تستهدف أمن الكويت.
كلمة أمير الكويت
قال أمير الكويت في كلمة له، إن البلاد مرّت خلال الفترة الماضية بأوقات صعبة كانت لها انعكاسات على جميع الأصعدة، ولمسنا سلوك وتصرفات على خلاف الحقائق الدستورية، وواجهنا من المصاعب والعراقيل ما لا يمكن تحمله.
وأشار إلي أن هناك من يعطل مصالح البلاد، وبعض النواب وصل بهم التمادي إلى التدخل في صميم اختصاصات الأمير، ويريد التدخل باختيار ولي العهد.
وأكد أمير الكويت، أنه لا يمكن القبول بذلك أو السكوت عنه، قائلا: سنضع حدًا للممارسات غير الدستورية وغير المقبولة في مجلس الأمة.
وأكد أن الجو غير السليم الذي عاشته البلاد السنوات السابقة شجع على انتشار الفساد الذي وصل إلى أغلب مرافق الدولة وحتى المؤسسات الأمنية والاقتصادية والقضاء، مشددا علي أنه لا أحد فوق القانون، ومن نال من المال العام سينال عقابه أيًا كان موقعه أو صفته.
أزمة مجلس الأمة
في السابع من فبراير 2024؛ شهدت الكويت بوادر أزمة سياسية، عندما قاطعت الحكومة جلسة برلمانية احتجاجا على ما وصفته بأنه إهانة من أحد النواب أثناء مناقشة الرد على الخطاب الأميري.
وكان النائب عبدالكريم الكندري، قد أصر على الرد على خطاب الشيخ مشعل الصباح الجابر الصباح، في جلسة أدائه اليمين الدستورية، في خطابه الذي تضمن انتقادات حادة لمجلس الأمة والحكومة الكويتية السابقة، برئاسة الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح آنذاك.
وقتها؛ طلب أحمد السعدون، رئيس مجلس الأمة، حذف مداخلة النائب عبدالكريم الكندري، من محضر جلسة المجلس، إلا أن الأغلبية صوتت ضد طلب رئيس المجلس وهو ما اعتبره البعض إهانة للأمير، فقررت الحكومة مقاطعة الجلسة البرلمانية، مما دفع رئيس المجلس إلى رفع الجلسة بسبب غياب الوزراء.
ورغم أن النائب عبدالكريم الكندري أكد في جلسة لاحقة لمجلس الأمة الكويتي أن حديثه فُهم على النحو الخاطئ، وأن الجميع اعتقد كلامه إساءة للقيادة السياسية، مؤكدًا أنه لا يمكنه الإساءة إلى والده.
ومع تزايد الانقسام داخل المجلس وقتها، عقدت الحكومة الكويتية جلسة استثنائية في 15 فبراير 2024، وتم إصدار مرسوما بحل مجلس الأمة الكويتي استنادًا إلى المادة 107 من الدستور الكويتي، وتم الموافقة عليه ورفعه إلى الشيخ مشعل الجابر الصباح، أمير البلاد الذى صدق علي القرار.
انتخابات عادت بالمعارضة
وفي مطلع أبريل الماضى، أسفرت نتائج إنتخابات مجلس الأمة الكويتي 2024، عن احتفاظ المعارضة بمواقعها، بمقاعدها الـ29 من أصل 50 مقعدا هى جملة مقاعد مجلس الأمة الكويتي ، كما حافظ 39 نائباً من مجلس الأمة المنحل على مقاعدهم وغالبيتهم من الإسلاميين، بينما خسر 7 نواب سابقين تمثيلهم النيابي.
وحقق النائب عبد الكريم الكندري – صاحب الأزمة - فوزاً ساحقاً في الدائرة الثالثة، وحل بالمركز الأول بعدد أصوات بلغت 9428 صوتاً، رغم تسببه فى حل مجلس الأمة الكويتي السابق على إثر الاتهامات التي وجهت له بأن كلماته مثلت إهانة لأمير البلاد.
وأسفرت نتائج الانتخابات عن تغيير 11 معقداً، حصدها الشباب، فاز باثنين منها عضوان في حركة العمل الشعبي المعارضة التي يقودها النائب المعارض مسلم البراك.
وزاد عدد النواب الشيعة إلى ثمانية مقارنة بسبعة في برلمان 2023، حيث فاز خمسة نواب شيعة في الدائرة الأولى، وواحد في كل من الثانية والثالثة والخامسة، ومن بين النواب الشيعة الفائزين أسامة الزيد مستقل، ومحمد جوهر حيات الذي يدخل مجلس النواب الكويتي للمرة الأولى، ومن بين الفائزين باسل البحراني وهو مرشح حركة العمل الشعبي التي يتزعمها النائب السابق مسلم البراك، كما فازت النائبة جنان محسن رمضان بوشهري، لتكون ممثلة وحيدة للمرأة كما كانت في البرلمان السابق.