اول رئيس وزراء بعد حرب أكتوبر
عبد العزيز حجازي.. الأب الروحي لسياسة الانفتاح في عهد السادات
دولة رئيس الوزراء عبد العزيز حجازي، أحد أعمدة الاقتصاد المصري في عهدي جمال عبد الناصر وأنور السادات، وتولى وزارة الخزانة ثم المالية مع العديد من رؤساء الحكومة، حتى تولى رئاسة الوزراء في عهد الرئيس السادات، ليكون المخطط لسياسة الانفتاح الاقتصادي وقتها.
وولد عبد العزيز حجازي في كفر عوض الله حجازي بمحافظة الشرقية عام 1923، وحصل على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة عام 1944، ودكتوراه الفلسفة في التجارة من جامعة برمنجهام البريطانية عام 1951، كما تولى عمادة كلية التجارة بجامعة عين شمس عام 1968، وكان أثناء توليه ذلك المنصب يدافع عن أفكار الاقتصاد الحر، وبرغم ذلك اختاره الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وزيرا للخزانة العامة بعد النكسة، وهي الوزارة التي تعادل حاليا وزارة المالية، عام 1968.
عبد العزيز حجازي والاستعداد للحرب
وكانت أولى تكليفات عبد الناصر له الاهتمام بالإعداد لمعركة التحرير وحرب العبور، مع عدم إهمال البعد الاجتماعي والتنمية، وكان يفتخر دائما أنه ساعد في انتصار مصر بحرب 6 أكتوبر 1973، دون أن تعلن إفلاسها ودون أن تترتب عليها ديون.
وظل عبد العزيز حجازي وزيرا في عدة حكومات بعد ذلك، فكان وزيرا للخزانة في حكومة جمال عبد الناصر العاشرة مارس 1968، وحكومة محمود فوزي وحكومة عزيز صدقي يناير 1972، ثم عين نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للمالية والاقتصاد والتجارة الخارجية في حكومة أنور السادات الأولى مارس 1973، ونائبا أول لرئيس الوزراء في حكومة السادات الثانية أبريل 1974.
عبد العزيز حجازي رئيسا للوزراء
وكلفه الرئيس السادات بتشكيل الحكومة في سبتمبر 1974، واستمر رئيسا للوزراء حتى أبريل 1975، وكان في تلك الفترة المخطط لسياسة الانفتاح الاقتصادي، من خلال إصدار قوانين إزالة القيود عن استثمار رأس المال الأجنبي، وإقامة المناطق الحرة، وبالفعل تمكن من جذب استثمارات خارجية، ولكنها تركزت على المجال المصرفي وفي البنوك، مع إهمال استثمارات الصناعة.
إقالة مع تراجع الاقتصاد
ومع هبوط الأداء الاقتصادي، وانخفاض قيمة الجنيه المصري، أجرى حجازي جولة في الدول العربية المصدرة للبترول، لطلب مساعدة عاجلة، فأنشئت على إثرها منظمة الخليج لتنمية مصر، ولكن الأداء استمر في التراجع، ليقرر الرئيس السادات إقالته في أبريل 1975، تزامنا مع الإعلان عن تغيير بعض السياسات الاقتصادية الداخلية، وإعادة التفكير في عناصر سياسة الانفتاح الاقتصادي.
ولم يترك حجازي العمل العام بعد رحيله عن رئاسة الحكومة، حيث تولى رئاسة لجنة الحوار الوطني بعد ثورة 25 يناير 2011، كما تولى رئاسة مجلس أمناء جامعة النيل الأهلية.
وحصل عبد العزيز حجازي على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، ووشاح النيل، ووشاح الملك عبد العزيز من المملكة العربية السعودية، وفاز أيضا جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1982، وتوفى يوم 22 ديسمبر 2014 عن عمر ناهز 91 عامًا.