أخر أمين عام للاتحاد قبل ظهور الحزب الوطنى
مصطفى خليل.. مهندس كامب ديفيد وقائد تقسيم الاتحاد الاشتراكي لمنابر وأحزاب
دولة رئيس الوزراء مصطفى خليل، رغم فترة رئاسته القصيرة للحكومة، إلا أن اسمه يظل محفورا في التاريخ المصري الحديث كشاهد عيان على الكثير من الأحداث والتطورات التي شهدتها السياسة المصرية منذ عهد الزعيم جمال عبد الناصر وحتى فترة حكم الرئيس محمد أنور السادات، منذ مشاركته وزيرا في العديد من الحكومات المصرية منذ عام 1956، حتى أصبح رئيسا للوزراء عام 1978، بعد مرافقته للسادات في زيارة القدس المحتلة، إضافة إلى إشرافه على عملية تحويل الاتحاد الاشتراكي إلى منابر ثم أحزاب سياسية، كما كان نائب رئيس الحزب الوطني تحت قيادة السادات.
وولد المهندس مصطفى خليل في كفر تصفا، بمحافظة القليوبية، يوم 18 نوفمبر 1920، وحصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة عام 1941، ثم عمل في تفتيش الصيانة بالسكك الحديدية، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإكمال دراسته حتى حاز على الماجستير والدكتوراه من جامعة إلينوي، كما عمل في سكك حديد شيكاغو وميلووكى، وعاد إلى مصر ليعمل أستاذا بكلية الهندسة جامعة عين شمس بالفترة من 1952 إلى 1956، كما شغل عضوية مجلس إدارة المجلس الدائم للإنتاج منذ عام 1955.
صعود سياسي
وبدأ صعوده السياسي مع اختيار جمال عبد الناصر له وزيرا للمواصلات في حكوماته المتعاقبة منذ 1956، ثم في حكومة علي صبري 1962، ثم نائبا لرئيس الوزراء، ووزيرا للصناعة والثروة المعدنية والكهرباء في وزارة زكريا محيي الدين 1965، وتولى منصب الأمين العام للاتحاد الاشتراكي العربي من عام 1970 إلى 1976، كما ترأس مجلس الأمناء والمديرين باتحاد الإذاعة والتليفزيون عام 1970، إضافة إلى منصب نقيب المهندسين عام 1975.
رئيس الوزراء مصطفى خليل
وفي عام 1978 كلفه الرئيس أنور السادات بتشكيل الحكومة، وظل رئيسا للوزراء حتى مايو 1980ـ وتولى وزارة الخارجية مع منصبه في فبراير 1979، بعد استقالة ثلاثة وزراء للخارجية رفضا لمشروع السلام مع إسرائيل، وهم إسماعيل فهمي ومحمد رياض ومحمد إبراهيم كامل، ثم شكل "خليل" حكومته الثانية والتي احتفظ فيها أيضا بوزارة الخارجية إلى جانب رئاسة الوزراء.
وكان المهندس مصطفى خليل آخر أمين عام للاتحاد الاشتراكي العربي عام 1976، حيث تولى تقسيم الاتحاد إلى منابر، والتي تحولت إلى أحزاب سياسية عام 1978، كما شغل عضوية مجلس الأمن القومي عام 1977، وكان نائبا لرئيس الحزب الوطني منذ عام 1980.
معاهدة كامب ديفيد
وهو من أوائل مؤيدي مبادرة السادات لزيارة القدس المحتلة والسلام مع الكيان الإسرائيلي، وطلب أن يرافقه في الرحلة الشهيرة عام 1977، حتى تحول إلى الخبير الأول في المفاوضات المصرية الإسرائيلية، وأحد مهندسي اتفاقية كامب ديفيد، وزار الكيان الإسرائيلي مرات عدة.
ورفض مصطفى خليل كتابة مذكراته أو نشر أي أوراق رسمية تخص فترات عمله في المناصب المختلفة، وبرر ذلك بالاستماع إلى نصيحة الكاتب والأديب إحسان عبد القدوس، في فترة القبض على مراكز القوى مايو 1971، ولذلك قرر تسليم كل ما يملكه من وثائق رسمية إلى وزارة الخارجية والجهات الرسمية.
وتوفي الدكتور مصطفى خليل، في 7 يونيو 2008، عن عمر ناهز الـ 88 عاما، وشيع جثمانه في جنازة عسكرية من مسجد آل رشدان بمدينة نصر، وتقدمها الرئيس السابق محمد حسني مبارك، وأحمد نظيف والمشير محمد حسين طنطاوي وفتحى سرور وصفوت الشريف وشيخ الأزهر.