الأزهر يُطالب بمحاكمة عاجلة للاحتلال
الطيب: ضعف رد الفعل العربي والإسلامي وراء همجية إسرائيل.. وهي وصمة عار
وصف شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في حق إخواننا في غزة، بانها وصمة عار على جبين الإنسانية، وتذكِّرنا بما تعرض له مسلمو البوشناق في البوسنة والهرسك من جرائم إبادة جماعية، وتذكرنا نحن المسلمون بضرورة اتحادنا، وأنه هو الحل والسبيل الأوحد للخروج بالأمة من تلك الأزمات المتلاحقة.
وأوضح الدكتور الطيب أن المشكلة الحقيقيَّة لكل ما يحدث لنا تكمن في ضعف ردة الفعل الإسلامي والعربي، وأساس هذه المشكلة هو حالة الضعف الناتج من التفرق والتشرذم الذي أصاب أمتنا، التي حذرنا القرآن الكريم منها في قوله تعالى: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} أي تضعفوا وتتبدَّد قواكم، مضيفًا: "يزداد الأسى حينما ندرك أننا شعوب تملك من مصادر القوة والعزة الكثير والكثير، ويتضاعف الأسى حينما نعلم أن مصانع أمريكا والغرب تدور تروسها على مقدرات شعوب عالمنا العربي والإسلامي وخيراته".
جاء ذلك خلال لقائه خلال لقائه رئيس البوسنة والهرسك دينيس بشيروفيتش، الذي أكد أن ما يحدث في غزة هو وصمة عار على جبين الإنسانية، وهي أزمة أخلاقية في المقام الأول داعيا إلى الاحتكام لمبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها الأمام الأكبر مع بابا الفاتيكان الراحل فرنسيس، باعتبارها أهم وثيقة أخلاقية تم توقيعها في العصر الحديث، خاصة في تلك الأوقات التي تشهد أزمات إنسانية واقتصادية واجتماعية في مناطق شتى حول العالم.
وكانت مشيخة الأزهر الشريف قد أصدرت في وقت سابق من الشهر الجاري (إبريل 2024) بياناً اتهمت فيه المجتمع الدولي بترك الفلسطينيين لقمةً سائغةً في فم – ما وصفته بـ "الكيان المجرم" يقتل ويذبح فيهم كيفما شاء" مشيرةً إلى أنَّ «المقابر الجماعية» هي البرهان القاطع على أن هذه الفظائع والأهوال البشعة أصبحت سلوكاً عادياً يومياً لهذا الكيان، مناشداً شعوب العالم أن تتحد لتصرخ صرخة توقف الكيان المغتصب عند حدِّه وتوقف الأنظمة الداعمة لجرائمه عند حدِّها.
وطالب الأزهر الشريف في بيانه على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بإجراء محاكمة دولية عاجلة لحكومة إسرائيل الإرهابـية، الذي لم يعُد يعرف معنى للإنسانية ولا لحق الحياة وهو مقترف إبادته الجماعية كل يوم بحق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة.. وضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته، ووقف العدوان المسعور على شعب غزة، وما تنتجه من معاناة وكوارث إنسانيَّة غير مسبوقة، وبما يضمن حماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة لجميع أنحاء القطاع.
وحذر الأزهر من مغبة الممارسات الإسرائيلية على تربية جيل من الأطفال تغذوا على القهر والظلم والحرمان من أبسط حقوق الطفل من حياة آمنة ومستقبل مضيء ووطن مستقر؛ حيث تعد هذه البيئة موطناً خصباً لتربية المتطرفين وفرصة سانحة للتنظيمات الإرهابية لاستقطاب الشباب والتأثير على عقولهم وتعزيز مشاعر الكراهية لديهم بدافع المظلومية والاضطهاد.
وجدد الأزهر الشريف إدانته للجرائم الإرهابية التي ارتكبها ويرتكبها الكيان الإسرائيلي الغاشم، بحق المدنيين في قطاع غزة، والتي كشفت بشاعتها التقارير المنتشرة حول المقابر الجماعية التي ضمَّت مئات الجثث للأطفال والنساء والشيوخ والكوادر الطبية، في محيط مستشفيات قطاع غزة، وعشرات الجثث "المبعثرة" في مراكز وخيام الإيواء والنُّزوح، والأحياء السكنية في شتَّى أنحاء القطاع.
10 ألاف طن من المساعدات لغزة
ومن ناحية أخرى انطلقت اليوم (الإثنين 29 إبريل 2024) قافلة الإغاثة السابعة لبيت الزكاة والصدقات من أمام مشيخة الأزهر متجهة لمعبر رفح البري تمهيداً لدخولها قطاع غزة.. وتتكون القافلة من 115 شاحنات محملة بنحو 2000 طن من المواد الغذائية والمستلزمات الطبيَّة والمعيشيَّة، واحتياجات الأطفال وكبار السِّنِّ وذوي الهمم، وكميات كبيرة من المفروشات والملابس والمراتب.
وكان بيت الزكاة قد سير من قبل ٤٤٠ شاحنة، حملت على متنها ما يقارب من 8 آلاف طنٍّ من المساعدات الإنسانيَّة والإغاثيَّة.. ويأتي ذلك ضمن حملة «أغيثوا غزة»، التي أطلقها شيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، في أكتوبر الماضي، بمشاركة 85 دولة حول العالم تتصدرهم الأردن وإندونيسيا وألمانيا وبنغلاديش