"إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها"
إسرائيل تشعل نار الفتنة وتحرض الفلسطينين على طرد حماس من غزة

بعد أن فشلت إسرائيل في استخدام آلة الحرب والبطش والعدوان ضد المقاومة وأهالي قطاع غزة، لجأت إسرائيل لسياسية مغايرة ومختلفة وهي محاولات التحريض وازكاء روح الفتنة بين الفلسطينين عبر استخدام أذرعها، وتحريض عدد من الفلسطينين على الخروج في مظاهرات ضد حماس لاعلان رفض استمرارها في الحكم والمطالبة بخروج قياداتها من قطاع غزة واخماد المقاومة .
بشكل علني ووضوح لا لبس فيه، يدعو الاحتلال الإسرائيلي إلى مظاهراتٍ تحريضية ضد المقاومة في قطاع غزة، لحرف مسار المظاهرات المطالبة بوقف الإبادة وفك الحصار، بكلمات أخر.
و تهدف دعوات تظاهرات تبناها رئيس وزراء دولة الاحتلال، إلى الضغط على المقاومة الفلسطينية لدفعها نحو الاستسلام وتسليم الأسرى والسلاح والخروج من قطاع غزة، ومن خلف تهديدات الاحتلال وابتزازه أهل غزة بأرواحهم وجوعهم وعطشهم، تفتح وسائل إعلامية بعضهم مكشوف الارتباط بإسرائيل، فيما يعمل الآخرون من وراء الستار مستغلين حالة الإرهاق الشعبي الناجمة عن حرب الإبادة المستمرة والدمار الوحشي غير المسبوق.
تحاول هذه الوسائل الإعلامية ومن خلفهم الاحتلال، حكومةً على لسان مسؤوليها، وجيشًا على لسان ناطقيه مثل أفيخاي أدرعي، إظهار هذا الخطاب التحريضي معبرا عن معاناة حقيقية ومطالبَ لوقف نزيف الدم الفلسطيني، لكنه في الواقع يشكّل ذراعا مكشوفا للدعاية الإسرائيلية (الهسبارا)، التي تسعى بالتوازي مع العدوان العسكري إلى خلخلة الحاضنة الشعبية للمقاومة، وتحويل بوصلة الغضب الشعبي من الاحتلال نحو المقاومة نفسها.
خطة التحريض
وتنقل صحيفة "معاريف" العبرية وصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن "إسرائيل" أرسلت رسائل على هواتف آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة للتحريض ضد حركة حماس.

وخرج وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس مهددا قطاع غزة، ومطالبًا بالخروج بمظاهرات لما وصفه "طرد حماس من القطاع"، بالقول: "تعلموا من سكان بيت لاهيا، طالبوا بإخراج حماس من غزة والإفراج الفوري عن جميع الأسرى الإسرائيليين، هذه هي الطريقة الوحيدة لوقف الحرب".
تبدو جملة "هذه هي الطريقة الوحيدة لوقف الحرب"، جملة هزلية في مسرحية كوميدية ساخرة، عرابها مجرمو الحرب، وقد أدرك العالم أن الاحتلال هو من قرر خرق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ورفض تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، وافتتح استئنافه للحرب بقتل أكثر من 400 شهيد معظمهم من النساء والأطفال.
في الكنيست، وقبل أن يهدد كاتس، كان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو واضحًا هو الآخر، وهو يلقي بكلمة فيقول "إن القتال في غزة مستمر وادعى أنه "طالما أن حماس تواصل رفضها تحرير الأسرى، فإن الضغط ستكون أشد أكثر فأكثر".
وبينما خرجت مظاهرة عفوية في بيت لاهيا مطالبةً بإنهاء الحرب ووقف الإبادة، تشير مصادر محلية إلى أن مجموعة أخرى معروفة الارتباط والتوجه انضمت إلى المظاهرة وبدأت بالهتافات بشعارات ضد المقاومة، محملةً إياها مسؤولية الدمار، لا ذاك المجرم المطلوب للمحكمة الدولية.
وعلى ذات السياق، يخرج الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين، في منشور عبر منصة إكس قبل المظاهرات بيوم، ينشر دعوة واضحة للخروج في مظاهرات ضد المقاومة في قطاع غزة، بل ويتجاوز الدعوات، إلى تحديد مواقع التظاهر في كل مدينة وحي.

خطوات محسوبة
وفي هذا الإطار يقول استاذ العلوم السياسية الدكتور طارق فهمي، بالتأكيد أن اسرائيل تلجأ لألاف الحيل المستمرة للتخلص من المقاومة وحماس وتحرير الاسرى لديها، وللك بالرغم من سقوط عدد من قيادات المكتب السياسي للحركة شهيدا منذ استئناف الحرب لكن اسرائيل تزكي دائما نار الفتنة والانقالاب على المقاومة.
وأكد فهمي إن خطوات الاحتلال بعد استئناف الحرب باتت محسوبة خاصة أن الهدف الرئيس لدولة الاحتلال هو خروج حماس من القطاع والقاء سلاح المقاومة بشكل عام .
وأشار فهمي إلى أن قيادات الجيش الاسرائيلي لن تقع في فخ الاجتياح البري مرة اخرى خاصة بعد تكبدها خسائر عديدة من هذا الامر خلال الـ 15 شهرا الماضين، موضحا ان الاحتلال لن يدخل غزة أو يحاول تحرير أسراه الا بعد خروج حماس، فلجأت الى حيلة تأليب الرأي العام ضد الحركة بشكل خاص والمقاومة بشكل عام