يسمى بالعامية بـ "الشيطان"
«آر إس - 28 سارمات».. صاروخ روسي جديد قادر على تدمير العالم

خطة جديدة ورسائل روسية تسعى موسكو الى إرسالها عبر صاروخ روسي يدعى "آر إس - 28 سارمات" يمتلك قدرة تدميرية هائلة، وتستهدف تلك الرسائل للحفاظ على التكافؤ الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، عن طريق الاحتفاظ بقوة صواريخ باليستية عابرة للقارات قوية وحديثة، وذلك وفق تقرير لـ "وكالة الأنباء الألمانية".
المحلل السياسي والعسكري الأمريكي براندون وايكيرت، الكاتب البارز بشؤون الأمن القومي في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، قال إن ترسانة الأسلحة النووية الروسية ليست الأكبر في العالم فحسب؛ بل هي الأكثر تقدما أيضا بفضل القيود المفروضة على الولايات المتحدة، بموجب "معاهدة ستارت" الجديدة لتخفيض الأسلحة النووية المبرمة في 2010.
وحققت روسيا تقدما روسيا ضخما في مجال تصنيع الصواريخ ، لكن صاروخ "آر إس - 28 سارمات"، كان يمثل صمة كبيرة للخبراء الاستراتيجين في العالم لما يمتلكه من قدرات تتميرية وفق ما ذكرته وكالة الانباء الألمانية .

ويشير التقرير إلى أن أبرز خبراء الصواريخ في العالم، أكدو أن الروس قد صنعوا سلاحا نوويا متطورا حقا ومرعبا وفي الواقع، أطلقت موسكو على هذا الصاروخ النووي الأحدث اسما يقصد به بث الخوف بين الأعداء ورغم أن الصاروخ يسمى «سارمات» تيمناً بالسارماتيين، وهو تحالف تاريخي لمحاربي السهوب الأوراسية، فإنه يشار إليه بالعامية باسم صاروخ "الشيطان"، وهو اسم ملائم نظرا لقوته التدميرية المذهلة.
وحاز صاروخ "آر إس - 28 سارمات"، الذي أعلن عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأول مرة في 2018، اهتماماً دولياً بسبب إمكاناته المتقدمة وسعة حمولته الضخمة، ودوره الرئيسي في الاستراتيجية النووية الروسية الشاملة.
خصائص صاروخ "سارمات"
يبلغ مدى صاروخ "آر إس - 28 سارمات"، وهو صاروخ باليستي عابر للقارات يعمل بالوقود السائل، ويطلق من الصوامع، مستوى استثنائيا يصل إلى نحو 12 ألف ميل، مما يتيح له ضرب أهداف في أي مكان على سطح الأرض عمليا.
ويجعل هذا المدى الطويل، فضلا عن قدرته على سلوك مسارات طيران غير تقليدية - فوق القطب الشمالي على سبيل المثال - رصد أنظمة الدفاع للصاروخ واعتراضه قبل أن يطلق حمولته الفتاكة، أمرا صعبا.
يمكن لصاروخ "آر إس - 28 سارمات" أن يحمل ما يصل وزنه إلى 10 أطنان من الرؤوس الحربية، بفارق كبير عن معظم الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المعاصرة، ويتيح هذا للصاروخ أن يحمل تكوينات متنوعة قد تصل إلى 15 من مركبات إعادة الدخول القابلة للاستهداف بشكل مستقل- كل منها مزود برأس نووي، أو حتى عدد صغير من الرؤوس الحربية ذات القوة التفجيرية التي تتجاوز قوة انفجار تعادل 10 ملايين طن من مادة "تي إن تي".
وبالإضافة إلى ذلك، يقال إن صاروخ "سارمات" متوافق مع المركبة الانزلاقية الفرط صوتية من طراز "أفانجارد، وهو رأس حربي قادر على المناورة والتحليق بسرعات تفوق 20 ماخ (أي أكثر من سرعة الصوت)، فيما يتفادى الدفاعات بمقذوفات لا يمكن التنبؤ بها.

أما عن نظام دفع الصاروخ بالوقود السائل، وهو أكثر تعقيدا من البدائل التي تعتمد على الوقود الصلب، فيمنح دفعا ومرونة أقوى، مما يعزز سعة حمولته الضخمة وإمكاناته طويلة المدى.
وصار صاروخ "آر إس - 28 سارمات" أكثر فتكا عن طريق تزويد إجراءات مضادة متطورة، مثل الفخاخ وأنظمة التشويش الإلكتروني، المصممة لاختراق شبكات الدفاع الصاروخي الدقيقة، مثل المنظومة الأمريكية للدفاع الأرضي ضد الصواريخ في منتصف مسارها "جي إم دي"، وهو النظام الذي جعله الرئيس دونالد ترمب أحد العناصر الرئيسية لمنظومة الدفاع الصاروخي الوطنية "القبة الذهبية" التي أعلن عنها مؤخرا.
وأكد التقرير أنه بمجرد دخول "آر إس - 28 سارمات" في الترسانة النووية الروسية في 2022، أصبح الصاروخ حجر الزاوية لاستراتيجية الردع النووي للقوات المسلحة الروسية، التي تهدف إلى "وجود قدرة موثوقة على توجيه الضربة الثانية في حالة اندلاع صراع نووي".
وأشار التقرير إلى أن صاروخ "آر إس - 28 سارمات" الروسي صار أكثر صاروخ باليستي عابر للقارات متقدم في العالم، ويحظى بأكبر قوة تدميرية.