التهمة" إرثوذكسى"
لجنة المحاكمات الكنسية أداة إخضاع "المعارضين للتغيير"
بلغ رصيد المحاكمات الكنسية للإكليروس من رجال الدين المسيحى مداه خلال العام الماضى لأسباب متنوعه إختلفت من حاله لآخرى ولكن جميعها اتفقت على عقوبة واحده وهى الشلح والتجريد من الكهنوت الذى يعتبر بمثابة سر مقدس فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لا يجوز المساس به سوى من القيادة الروحية الأعلى الممثلة فى الإساقفة ومن ثم صياغتها فى صورة قرارات تنسب فى مجملها إداريا وروحيا إلى البابا تواضروس الثانى " بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية" الذى يصدق عليها بعد توقيع أسقف الإيبارشية لتصبح واجبه النفاذ وغير متاح الطعن عليها.
العقوبات الروحية للإكليروس من الصوم للشلح
تتدرج العقوبات فى الكنيسة القبطية بحسب قوانينها للإكليروس بين فرض مدة صوم محدده ثم المنع من الصلاة ثم الحرمان من ممارسة الأسرار المقدسة ثم الإيقاف لفترة زمنيه وترك مهله للإستتابه داخل أحد الأديرة بينما تبقى أخر مرحلة الشلح والتجريد بعد مساعى من النصح والإرشاد.
عصا المحاكمات البابوية تطول4 كهنة خلال عام
وطالت عصا المحاكمات البابوية بعض الرتب الكهنوتية خلال الفترة الماضية ولعل قرار شلح القس ارميا ناير زاخر الكاهن بكنيسة العذراء مريم والقديس اثناسيوس الرسول بـ15 مايو رقم5 لسنة 2024 وإعادته لأسمه العلمانى بيشوى زاخر بمثابة صدمه لشعب كنيسته ومريديه بعد منعه من ممارسة الأسرار والطقوس فى الكنيسة حتى تقديم توبه لاسيما انه كان سكرتيرا للأنبا ميخائيل " أسقف حلوان وتوابعها" الإ انه حظى بمصير أسود وغير متوقع وإتهامه سرا بالفساد المالى والأخلاقى فى بعض الشكاوى التى اعتبرها المقربين منه كيديه.
وسبقه قرار آخر بأيقاف القس دوماديوس الراهب عن الخدمة والصلاة فى الكنائس بعد سفره لإيران وتلاوة صلوات مع ال البيت والشيعة وتسبب ذلك فى إحراج للكنيسة القبطية لتصرفاته الغير مسئوله بجانب سعيه للإستعراض والمظهرية فى حفلات ولقاءات نظمها دون الحصول على اذن من الرئاسة الدينيه .
وطبقت عقوبة الشلح أيضا على القس فيلمون رضا الكاهن بايبارشية ميت غمر بعد تحويله إلى لجنة شؤون الكهنه بالمجمع المقدس من قبل الأنبا صليب " أسقف ميت غمر" وترددت أقوال وقتها حول إتهامات فساد مالى طالته ولكن لم يتعاطف معه أحد لانه إستنفذ كل درجات المحاكمات الكنسية وتركت له الفرصه الكافية للتوبه والتراجع لكن الشيطان زين له الطريق السهل وتجرع القمص رويس عزيز الكاهن بكنيسة مارى جرجس فى قرية الفكرية التابعة لمحافظة المنيا نفس الكأس المر ونال عقوبة الشلح لنفس الأسباب خلال فتره عمله بكندا وامريكا .
أسرار تشكيل لجنة للمحاكمات الكنسية
لم تكن حالات الشلح والإيقاف المتتاليه للكهنه هى السبب الأقوى لتشكيل البابا لجنة متخصصه فى المحاكمات الكنسية ولكن إرتفاع نبرة الأصوات المعارضة عبر مواقع التواصل الإجتماعى لبعض السياسات الإدارية و التغييرات التى تمس صميم العقيدة الإرثوذكسية بغرض مواكبة العصر الحديث كانت بمثابة الدافع الحقيقي لتفعيلها وتعددت الوقائع التى حدث خلالها صدام بين الشعب القبطى و الادارة الكنسية العليا مثل انتفاضه الأغلبية العظمى لأساقفة المجمع المقدس ضد برنامج السيمينار الذى كان سيفرض خلاله محاضرين " لا طائفيين " وإنتفاضه شعب إيبارشية المقطم ضد قرار البابا بوقف ونقل الأنبا أبانوب للدير لمحاربته للفكر البروتستانتى على المنابر ومنعه من إختراق الإيبارشية تنفيذا لما يعرف بفكرة الوحدة بين الطوائف التى يتبناها البابا تواضروس منذ جلوسه على كرسي مارى مرقس الرسول ومخالفه لنهج البابا الراحل شنودة الثالث الذى رفض تغيير حرف من حروف العقيدة الأرثوذكسية.
الحرب المقدسة بين أساقفة المجمع المقدس والأنبا دانيال
وأيضا جرت بعد الصدامات بين الأساقفة المتمسكين بصحيح العقيدة مثل الأنبا روفائيل " أسقف كنائس وسط البلد" والأنبا بولا" أسقف طنطا" والانبا بنيامين" أسقف المنوفية " والانبا اغاثون" أسقف مغاغة والعدوة" والأنبا ارميا " الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطى" والانبا يسطس " أسقف دير الأنبا صموئيل" والانبا سرابيون " أسقف لوس أنجلوس وكاليفورنيا" وغيرهم وبين أعضاء لجنة المحاكمات قبل تشكيلها مثل الأنبا دانيال" أسقف المعادى وسكرتير المجمع المقدس" الذى لاقى الكثير من الإعتراضات لرغبته الملحه فى تغيير طقوس الكنيسة وعقائدها ومحاولاته تهميش اية لا طلاق الإ لعلة الزنا لفتح باب الطلاق وفرض وصاية على الأساقفه المخضرمين والتلويح بتهديدات مباشرة فى عظاته ليقينه الدفين بكون الأساقفه يعتبرون انفسهم فى حرب مقدسة معه ومع مجموعته التى تسعى لتغيير الثوابت و التعاليم المستلمه عبر العصور من تلاميذ السيد المسيح ومن خلفهم الشعب القبطى الداعم لعقيدته ومتمسك بها .
التحقيق مع المتمسكين بالعقيدة ومعارضى التغيير
وشكلت لجنة المحاكمات الكنسية من كل من الأنبا دانيال " أسقف المعادى" و الأنبا يوليوس" أسقف كنائس مصر القديمة" والأنبا غبريال" أسقف بنى سويف" والأنبا ابرام" أسقف الفيوم" الذى اثر السلامه وقرر الإنسحاب من جلساتها لكونه احد الاعمده الصلبة منذ عهد البابا شنودة الثالث فى الكنيسة ولا يقبل نظرية محاكم التفتيش الصوريه التى تجريها اللجنه مع معارضي التغيير على الرغم من أن دورها محاسبه المتجاوزين فى حق العقيدة الإ انها تحولت إلى اداة لقمع الأصوات العالية بجانب كلا من القس موسي ابراهيم والقس رافائيل ثروت وبدأت اللجنه مهام عملها باستدعاء للقس مرقوريوس صموئيل يوم ١٣ يناير للمثول أمامها ومناقشة بعض التصريحات والمقالات والرسائل المنسوبه له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعى والتى يهاجم فيها سياسات الأنبا دانيال ومعاونيه المخالفه للتعاليم الأرثوذكسية الإ انه امتنع عن حضور التحقيقات معه ووصفهم عبر صفحته فى منشور بالظالمين الذين ظلموا الكنيسة ووقعوا على دين اخر غير دين المسيح وهو الدين العالمى الجديد مع الوثنيين والبوذيين والهندوس واتهمهم بالسعى للوحده مع رئيسة اساقفة المثليين فى السويد و نشر تعاليم فاسدة .
وإستدعت اللجنة أيضا الدياكون ديسقوروس الشماس الأرثوذكسى المعروف بمواقفه للدفاع عن العقيدة فى مختلف المواقف ونجح فى تحويل المحاكمة إلى جلسة مصارحه وتحدث بكل ما أستطاع ذكره من أسباب هذه الأزمه وأخطاء مختلفه ولم يتنازل عن معتقداته من قريب أو بعيد ونقل لهم رأى الشعب القبطى دون مواربه ولازالت المحاكمات تتم من قبل اللجنة مع الإكليروس وتظل فى طى الكتمان حتى يفصح عنها أصحابها.