المحافظ: يعزز السياحة
6 يناير نظر الطعن على عودة ديليسيبس لبورسعيد بعد 68 عاما من اسقاطه
رفع الدكتور علي أيوب المحامي، دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري ببورسعيد للطعن على قرار محافظ بورسعيد، بعودة تمثال ديليسيبس إلى المحافظة رغم الرفض الشعبي لعودة التمثال من قبل أهالي المدينة الباسلة.
وقال علي أيوب إنه تم إيداع الدعوى برقم 1640 لسنة 13 قضائية، أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة ببورسعيد، وتم تحديد جلسة 6 يناير 2025 لنظر الشق العاجل من الدعوى.
وأضاف رئيس مركز ابن أيوب للدفاع عن الحقوق والحريات لـ الصفحة الأولى، إنه فى خطوة معلنة وغير مسبوقة، خرج اللواء محب حبشى محافظ بورسعيد فى إحتفالية المحافظة بالعيد القومى يوم 22 ديسمبر ليعلن عن قراره بالتصديق على عودة تمثال ديليسيبس الى محافظة بورسعيد، وذلك بعد 68 عاما من إسقاط المقاومة الشعبية له في خضم الدفاع المشروع ضد العدوان الثلاثى عام 1956.
وأشار إلى أن هناك شهادة تاريخية تؤكد أن مسألة تكريم فرديناند دىليسبس ووضع تمثال له على مرأى العالم فى مدخل قناة السويس، بإعتباره صاحب فكرة وتنفيذ مشروع القناة، يعد إجحافا بالحقائق التاريخية، ويفرغ الذاكرة المصرية من محتواها الحضارى، فضلا عن تكريسه ذكرى ميراث الاستعمار، وطمس كل ما تحقق من تحرر واستقلال نتاج الكفاح والجهاد الوطنى تحقيقاً للعزة والكرامة، وينطوى على مخاطر وسلبيات مؤثرة على شعور الإنتماء الوطنى لدى الأجيال حاضرا ومستقبلا.
خبراء التاريخ
وجاء ذلك الرأى العلمى فى المذكرة المقدمة إلى الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، فى إجتماع مجلس إدارتها بتاريخ 22/6/2019، والصادر من لجنة ثلاثية من أساتذة التاريخ المتخصصين فى التاريخ الحديث والمعاصر، وهم الدكتور جمال معوض شقرة، رئيس قسم التاريخ السابق بكلية التربية جامعة عين شمس، والدكتور خلف عبد العظيم سيد على الميرى، رئيس قسم التاريخ السابق بكلية البنات للأداب والعلوم والتربية جامعة عين شمس، الرئيس الأسبق للشعب واللجان بالمجلس الأعلى للثقافة، والدكتور أشرف عبدالرحمن مؤنس، رئيس قسم التاريخ بكلية التربية جامعة عين شمس، مدير مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية جامعة عين شمس.
وأكد "أيوب" عدم مشروعية قرار الجهة الإدارية، والمتمثلة في محافظ بورسعيد، الأمر الذى يستوجب معه وقف تنفيذه تمهيدا لإلغاؤه، ولذلك يطلب وقف تنفيذ قرار المطعون ضده بالتصديق على عودة تمثال دليسيبس الى محافظة بورسعيد، مع ما يترتب على ذلك من أثار، مع تنفيذ الحكم بمسودته وبدون إعلان، مع إلغاء القرار المطعون فيه.
وكان اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، أعلن عودة تمثال ديليسبس إلى المدينة الباسلة بعد فترة طويلة من الانتظار، وقال خلال مشاركته أبناء المحافظة الاحتفال بالعيد القومي، أن إعادة التمثال تعتبر خطوة إيجابية ستسهم في تعزيز مكانة بورسعيد كوجهة سياحية.
وفرديناند ديليسيبس، مهندس فرنسي تنسب إليه فكرة مشروع حفر قناة السويس توصيل البحر الأحمر بالبحر المتوسط، وتم تصميم نصب تذكاري تخليدا له ولفكرته، وذلك عند المدخل الشمالى لقناة السويس في مدينة بورسعيد، وافتتح يوم 17 نوفمبر 1899، وصممه الفنان الفرنسي إمانويل فرميم، والتمثال مصنوع من البرونز والحديد وطلي باللون الأخضر البرونزى.
وتمثال ديليسيبس مجوف من الداخل ووزنه حوالي 17 طنا، وكان ارتفاعه شاملا القاعدة المعدنية حوالي 7.5 متر، وفي الوقت الحالي توجد قاعدة التمثال فقط، ومحفور عليها اسم المسبك الذي صنع التمثال وتاريخ الصنع.
إسقاط تمثال ديليسيبس
وفي عام 1956، وبعد العدوان الثلاثي على مصر بعد قرار الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس، قرر أهالى بورسعيد وقوات المقاومة الشعبية إنزال التمثال من مكانه، مع انسحاب قوات الاحتلال من مصر، خاصة بعدما اكتشف سكان المدينة الباسلة وجود علم بريطانيا وفرنسا على التمثال، وهو ما اثار غضبهم الشديد.
وتمثال ديليسيبس موجود حاليا في متحف قناة السويس بمحافظة الإسماعيلية منذ أكتوبر 2020، بعد نقله من محافظة بورسعيد، وتحديدا من مخازن الترسانة البحرية بهيئة قناة السويس، بسبب رفض أهالي بورسعيد استمرار وجوده بالمحافظة
وكانت هناك محاولات عدة لإعادة تمثال ديليسيبس ووضعه على القاعدة في مدخل قناة السويس، أبرزها الفكرة التي أعلن عنها محافظ بورسعيد السابق اللواء سماح قنديل، والمتمثلة في وضع تمثالين آخرين بجوار تمثال ديليسبس، حيث يوضع فى المنتصف تمثال الفلاح أو العامل المصرى الذى حفر قناة السويس، مع تمثال للزعيم الراحل جمال عبد الناصر صاحب قرار تأميم قناة السويس وعودتها للسيادة المصرية، لكن الفكرة لم تنفذ.
وكانت من بين أكبر الرافضين لعودة تمثال ديليسيبس الكاتبة الكبيرة سكينة فؤاد، والتي قالت: "أنا بورسعيدية، وأعلم تاريخ مدينتى الباسلة، وأرفض ربط تاريخها بمحتل أو برمز مهين مثل هذا التمثال، الذي يعد رمز للعبودية والسخرة والاستعمار، فكيف نطالب بتكريم تمثال لمَن ارتكب جرائم إنسانية وقتل 120 ألف فلاح وعامل مصرى، واعتبره المؤرخون رمزًا من رموز السخرة؟".