كلمة السر ديلسبس
محمود يونس .. مهندس تأميم قناة السويس
الاسم: محمود يونس .. مهندس تأميم قناة السويس
تاريخ الميلاد: 11 أبريل 1911
تاريخ الوفاة: 18 أبريل 1976
المهنة: رئيس هيئة قناة السويس، نائبا رئيس الوزراء لشؤون النقل والمواصلات، وزير البترول.
قبل 68 عاما، أصدر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، قرارا بتأميم قناة السويس، وهي الخطوة التي غيرت تاريخ مصر والمنطقة والعالم، ولم تكن لتنجح لولا اختيار الكفاءات التي تتولى عملية السيطرة على القناة وإدارتها، وعلى رأسهم المهندس محمود يونس.
وكان المهندس محمود يونس، أحد أبطال ملحمة تأميم قناة السويس، وربما أبرزهم، والذي قاد المجموعة الي تولت عملية التأميم، بعدما فوضه عبد الناصر بسلطة رئيس الجمهورية، ووضع خطة سرية للسيطرة على جميع مواقع القناة في بورسعيد والسويس والإسماعيلية وكذلك مكتبها الإداري في حي جاردن سيتي بالقاهرة، ثم تسلم القناة وإدارتها بدلا من المرشدين الأجانب.
وولد المهندس محمود يونس في حي السيدة زينب في 11 أبريل عام 1911، لأب يعمل موظفا في السكة الحديد، والتحق بالمدرسة الخديوية ونال الكفاءة عام 1928، ثم شهادة البكالوريا عام 1930، وبعدها التحق بمدرسة الهندسة الملكية، ليكون ضمن أول دفعة مهندسين مصريين بالجيش المصري.
وعام 1943 خدم في إدارة العمليات الحربية، رفقة الملازم أنور السادات، وكان قد كون صداقة مع جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، الدراسة في كلية أركان حرب، كما شارك في حرب فلسطين، كما انتخب نقيبا للمهندسين لدورتين منذ نوفمبر 1953.
تأميم قناة السويس
ويتحدث المهندس محمود يونس عن دوره في تأميم قناة السويس، في مذكراته التي نشرها من خلال مجلة الإذاعة عام 1958، تحت اسم عصير حياتى، وقال: في ليلة التأميم كنا ثلاث مجموعات، الأولى والرئيسية في الإسماعيلية، والثانية في السويس والثالثة في بورسعيد.
ويواصل: "كنت على رأس مجموعة الإسماعيلية، ولم يكن أحد يعلم سر المهمة في المجموعات الثلاث غيري وعبد الحميد أبو بكر وعادل عزت، ووصلنا الإسماعيلية بعد ظهر يوم التأميم 26 يوليو 1956، وعندما خطب جمال عبد الناصر، في الإسكندرية وقال كلمة السر وهي ديليسبس، ثم قال: "والآن إخوان لكم.." دخلت مع المجموعة مبنى الشركة، وحين استدعيت المسؤولين وأبلغتهم قرار التأميم بالعربية انهاروا أمامي وطلبوا تأمين حياتهم".
خطاب عبد الناصر
وفي ذلك الوقت، كان جمال عبد الناصر يلقي خطابه التاريخي في 26 يوليو 1956، في الساعة 8.5 مساء، والذي استغرق 3 ساعات، وكانت ديلسبس هي كلمة السر التي اتفق عليها لبدء تنفيذ خطة السيطرة وتأميم قناة السويس، وكررها الزعيم 17 مرة، للتأكيد على تلقي الإشارة.
ويروي محمود كواليس ما حدث بعد تأميم قناة السويس، ومؤامرة انسحاب المرشدين الأجانب، وقال عنها: "هناك حقيقة لا يتصور أن تكون شردت عن أذهان المرشدين الفرنسيين، ألا وهي كفاءة المرشدين العرب الذين كانوا يعملون بشركة قناة السويس قبل تأميمها، فالإحصاءات تجزم بما لا يدع مجالا للشك، أنّ نسبة حوادث الإرشاد التي تسبب فيها المرشدون المصريون، في المدة من 1950 إلى عام 1955 تكاد تساوي نسبة الحوادث التي نجمت عن المرشدين الأجانب "4/10 حادث للمرشد الأجنبي و5/10 للمرشد المصري".
مؤامرة المرشدين الأجانب
ويضيف قائد مجموعة تنفيذ خطة تأميم قناة السويس: "دقت الساعة وترك المرشدون الأجانب السفن بربطة المعلم، كنت ترى على وجوههم ابتسامة السخرية والتحدي، وكنت تسمع في أقوالهم عبارات الإشفاق على المتهورين المجازفين الذين بلغت بهم الجرأة حد التفكير في تشغيل المرفق من دون أربابه، كانوا واثقين من أنّهم عائدون، وكانوا يجهرون بذلك على الملأ ويصرحون به إلى مراسلي الصحف، وفي هذا الجو المليء بالدعايات الهدامة تعلم رجالنا قيادة السفن، وحل العرب محل الأجانب وأخذت أول السفن بقيادة المرشدين العرب تشق طريقها عبر القناة، وكانت هذه اللحظات أثمن لحظات حياتي وأحرجها".
ويقول محمود ينوس إنه قرر أن يظهر عليه ما وصفه بالهدوء المدهش، في الوقت الذي "كانت أمواج من القلق تتلاطم وتهدر بداخله".
وتتدافع الأسئلة في ذهن البطل المصري، ومنها: "هل يستطيع رجالنا اجتياز هذه المحنة؟ هل تجنح سفينة بسبب عطل مفاجئ في دفتها أو في عجلة قيادتها فتسد القناة وتتسبب في وقف الملاحة؟ هل من ربابنة السفن العابرة من جاء متعمدا لتعطيل القناة فيمتنع عن تنفيذ أوامر المرشد المصري حتى تجنح سفينته وتغلق المجرى الملاحي، ما هذا الحشد من السفن في مدخل المرفق؟ ما الذي دفعهم إلى إرسال 50 سفينة بينما المتوسط اليومي لم يزد على 40؟".
وبعد نجاح عملية التأميم وعودة قناة السويس إلى ملاكها الأصليين، تقرر تعيين محمد حلمي بهجت كأول رئيس مصري لهيئة قناة السويس، لمدة عام من يوليو 1956، وحتى يوليو 1957، ثم كان محمود يونس الرئيس الثاني، لمدة 8 سنوات من يوليو 1957 حتى أكتوبر 1965.
وبعدها عين محمود يونس نائبا لرئيس مجلس الوزراء لشؤون النقل والمواصلات، ثم عين وزيرا للبترول، وكان عضوا بالبرلمان عن دائرة البستان بمحافظة بورسعيد في عام 1964.