و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

مصادر سورية بالقاهرة

أسرة أحمد الشرع غادرت مصر عام 2013 ووالد الجولاني ضد «التكفيريين»

موقع الصفحة الأولى

أكدت مصادر سورية، مغادرة أسرة أحمد الشرع للقاهرة منذ أواخر عام 2013 بعد نحو عامين عاش فيها حسين الشرع والد «أبو محمد الجولاني» قائد جبهة تحرير الشام، وزوجته بمدينة 6 أكتوبر.
وأوضحت المصادر لـ الصفحة الأولى، أن أسرة أحمد الشرع هاجرت إلي القاهرة عام 2011 مع اندلاع الحرب الأهلية فى سوريا ضمن آلاف العائلات السورية، واستقرت فى مدينة 6 اكتوبر بمحافظة الجيزة على مدي أكثر من عامين ثم غادرت القاهرة إلى تركيا نهاية عام 2013.
وأشارت إلى ان حسين الشرع والد أبو محمد الجولاني، ينتمي إلي الفكر القومى العربي «الناصري»، مؤكدة أنه يخالف فكر التنظيمات التكفيرية التى انتمي إليها نجله أحمد الشرع سواء تنظيم القاعدة أو داعش.
ولفتت إلى أن حسين الشرع له عدد من المؤلفات في الاقتصاد والتنمية والدعوة إلى التغيير بوسائل ديمقراطية بعيدا عن استخدام العنف. 

الجولان السوري المحتل    

وبحسب المعلومات المتاحة، ولد حسين الشرع والد أحمد الشرع، في مدينة فيق المطلة على بحيرة طبريا في الجولان السوري المحتل عام 1944، ونشأ في عائلة إقطاعية، كان والده علي الشرع تاجراً معروفاً وأحد وجهاء المنطقة فى الجولان.
   أظهر منذ صغره ذكاءً حاداً وشغفاً بالتعلّم، مما دفع عائلته لتوفير أفضل فرص التعليم له، وفي عام 1963، أكمل حسين الشرع دراسته الثانوية في ثانوية فيق وسط اضطرابات سياسية كبيرة، خلال هذه الفترة، شارك في مظاهرات طلابية مناهضة للسلطات، مما أدّى إلى اعتقاله مع زملائه.
ثم سافر إلى العراق لاستكمال دراسته الثانوية ببغداد والتحق بعد ذلك بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة بغداد، حيث تأثر بشدة بالأفكار القومية واليسارية ومشروعها التحرري، كما أنه كان من أشد المعجبين بالزعيم جمال عبد الناصر، وتم تصنيفه كناصري.
تخرج من الجامعة عام 1969 متخصصاً في الاقتصاد، ليبدأ مسيرة مهنية حافلة أسهمت في تشكيل رؤيته الفكرية والسياسية التي انعكست في مسيرته لاحقاً.
   بعد إكمال دراسته عاد الشرع إلى سوريا وبدأ مسيرته المهنية في وزارة النفط السورية في أوائل السبعينيات، وترشح للانتخابات المحلية بالمحافظة وفاز بعضوية محافظة القنيطرة، من ثم ترشح إلى عضوية مجلس الشعب ولكنه لم يفز.

دعا للإصلاح السلمي

غادر حسين الشرع سوريا، إلى المملكة العربية السعودية، حيث ولد إبنه أحمد الشرع «أبو محمد الجولاني» وعمل في قطاع النفط مع شركات عالمية كبرى، وتمكن أخيراً من توظيف خبراته في إعداد دراسات اقتصادية تناولت التحولات في أسواق الطاقة العالمية.
وأصدر الشرع العديد من الكتب والمؤلفات الاقتصادية التي أصبحت مراجع مهمة في مجال النفط والتنمية الاقتصادية، تميزت بالتركيز على التحديات الاقتصادية التي تواجه العالم العربي، محذراً من اعتماد الاقتصادات العربية على النفط دون بناء بنية اقتصادية مستدامة.
بعد عودته إلى سوريا في الثمانينيات، عمل في وزارة النفط السورية مجدداً حيث أصبح مديراً للشؤون الاقتصادية ومستشاراً في الوزارة ومستشاراً في رئاسة مجلس الوزراء، وساهم في إعداد دراسات حول استراتيجيات تصدير النفط وتعزيز التنمية الاقتصادية.

وبعد خروج حسين الشرع إلي المعاش، افتتح شركة للوساطة العقارية وميني ماركت حيث كان يعيش في حي المزة أحد أرقى الأحياء في مدينة دمشق.
كان الشرع من الشخصيات التي دعت إلى التغيير السلمي والإصلاح السياسي، مؤمناً بأهميّة المجتمع المدني لتطوير الدولة السورية وبناء دولة مدنية حديثة. وطالب بتعزيز الحريات العامة، وضرورة بناء مجتمع مدني قوي بغض النظر عن الدين أو العرق، يضمن الحريات العامة ويكون حلقة وصل بين الشعب والدولة، داعياً إلى تبني إصلاحات تدريجية تحول دون وقوع صراعات عنيفة.

تم نسخ الرابط