الأسد وحيدا في المعركة
الفصائل المسلحة تبدأ حصار دمشق وتسريب خارطة طريق لرحيل الرئيس السوري خلال شهور
أعلنت الفصائل المسلحة التي تقاتل الجيش السوري إن قواتها بدأت في تنفيذ المرحلة الأخيرة من حصار العاصمة دمشق، وأنها بالفعل أصبحت على بضع كيلومترات منها، في الوقت الذي أكد فيه وزير الداخلية اللواء محمد الرحمون، خلال تفقده قوات الشرطة بالمدينة أن الطوق المفروض حول دمشق لا يمكن كسره.
ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الميلشيا المسلحة أنها دخلت مدينة حمص، في خطوة تفتح الباب أمام الهجوم على العاصمة دمشق، وهو ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي كشف عن انسحاب قوات الجيش السوري من محيط حمص.
ونفت مصر بشكل قاطع ما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية بأن مسئولين مصريين دعوا الرئيس السوري بشار الأسد إلى مغادرة البلاد وتشكيل حكومة في المنفى.
وأكد وزارة الخارجية أن تلك المعلومات لا أساس لها من الصحة جملة وتفصيلًا، كما دعت القاهرة كافة وسائل الإعلام إلى تحري الدقة فيما يتم نشره من معلومات.
خريطة طريق لرحيل الأسد
وعلى الصعيد السياسي، سربت خريطة طريق لحل الأزمة السورية، تم الحديث عنها في اجتماع الدوحة، والذي حضرته الدول الراعية لاتفاق أستانا وهي تركيا وروسيا و إيران، لبحث تطورات الأوضاع في سوريا، والتي شملت عدة نقاط أهمها تنفيذ القرار الأممي 2254، والذي يدعو إلى وقف إطلاق النار والوصول إلى تسوية سياسية في سوريا.
وتنص خارطة الطريق على انسحاب جميع القوات المتحاربة إلى قواعدها، مع تولي قوات شرطية مشتركة حماية المدن، إضافة غلى انسحاب جميع القوات الأجنبية من سوريا بحلول نهاية العام المقبل 2025، مع إشراف كل من روسيا وإيران وتركيا الإشراف على مراقبة وقف إطلاق النار.
وتنص أيضا على تشكيل حكومة وحدة وطنية تحت إشراف فريق من الأمم المتحدة والجامعة العربية، خلال شهر، مع بقاء الرئيس بشار الأسد في منصبه لمدة بين 6 إلى 9 أشهر، على أن يتخلى عن صلاحياته وينقلها إلى رئيس وزراء مستقل يتم الاتفاق عليه، مع تشكيل لجنة جديدة لكتابة دستور جديد البلاد، تعين ثلثها الأمم المتحدة، والثلث الثاني تعينه دمشق، والأخير يختاره الائتلاف السوري، على أن تدعو الحكومة الجديدة إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية في غضون 9 أشهر.
إيران تسحب قادتها العسكريين من سوريا
وفي علامة على ترك الرئيس السوري بشار الأسد وحيدا في معركته مع الفصائل الإرهابية المسلحة، بدأت إيران في سحب قادتها العسكريين وأفرادها من سوريا، مع إجلاؤهم إلى العاق ولبنان، وشمل الإجلاء، أعضاء في فيلق القدس، والموظفين الدبلوماسيين، وأسرهم.
أما حزب الله اللبناني، والذي يحاول التقاط أنفاسه بعد وقف إطلاق النار مع الاحتلال الإسرائيلي في لبنان، فقد كشفت مصادر عن إرساله 2000 مقاتل إلى منطقة القصير السورية الحدودية مع لبنان، والتي تشكل أهمية كبيرة، باعتبارها المركز الرئيسي لتجميع الصواريخ والمسيرات التي تأتي من إيران، كما تحتوي على مصانع للمنصات التي تطلق الصواريخ والتي تعرضت مؤخرا للقصف الكثيف من جانب طائرات الاحتلال الإسرائيلي.
سوريا والعراق وإيران
كما أكد وزراء خارجية سوريا والعراق وإيران أن تهديد أمن سوريا يشكل خطرا عاما على استقرار المنطقة بأسرها، وشددوا على ضرورة التنسيق والتعاون المستمر بين البلدان الثلاثة في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة.
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن بغداد ستتخذ كافة التدابير لحماية أراضيها وحدودها من أي تهديدات مسلحة، مؤكدًا أن القوات المسلحة العراقية بكافة صنوفها ستكون مسؤولة عن تأمين هذه الحدود.
أما وزير الخارجية السوري، بسام صباغ، فأكد أن "الجيش السوري يقوم بواجبه لصد هجمات الفصائل المسلحة، وأن التدخلات الخارجية في سوريا مكشوفة وتستهدف تحقيق أطماع تاريخية.
وشدد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على أن طهران قررت الاستمرار في نشاطاتها المشتركة مع سوريا، وأن التعاون بين الدول الثلاث سيستمر بشكل مكثف لضمان أمن واستقرار المنطقة.
تردد روسي في دعم الأسد
كما شكك مراقبون في جدية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إنقاذ نظام بشار الأسد، مع التقدم السريع للفصائل المسلحة، حيث تحدث قادة عسكريون روس سابقون عن ان الضربات التي تشنها روسيا على الميلشيا غير فعالة في وقف تقدمها نحو العاصمة دمشق.
وقال محللون عسكريون روس إن غارات موسكو الجوية تفقد تأثيرها لم يكن الجيش السوري منظما بكفاءة وقادرا على تنفيذ هجمات مضادة منسقة، مع التحجذير من سقوط مدينة حمص تحديدا بسبب أهميتها الاستراتيجية، ليس فقط للوجود الروسي في الشرق الأوسط، ولكن أيضًا للخدمات اللوجستية في أفريقيا.
وحذر المحللون من محاولة إخلاء قاعدة حميميم، وقالوا إنها ستتعرض لهجمات الطائرات بدون طيار، التي تجيد الفصائل المسلحة تشغيلها.
ويشعر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بخيبة أمل من تراجع الجيش الروسي، ويقول مقربون منه إنه لا يمتلك خطة لإنقاذ الأسد طالما استمر جيش الرئيس السوري في التخلي عن مواقعه.