و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

عملية البترون

كوماندوز إسرائيلي بمساعدة ألمانية يختطف لبناني بتهمة تهريب السلاح لحزب الله من سوريا

موقع الصفحة الأولى

أعلنت السلطات اللبنانية مساء السبت أول نوفمبر 2024 عن قيام قوة عسكرية لم تُعرَف هويتها بعملية إنزال بحري على شاطئ البترون الواقعة شمال العاصمة بيروت واختطفت المواطن اللبناني عماد فاضل أمهز، واقتادته إلى الشاطئ وغادرت بواسطة زوارق سريعة إلى عرض البحر، ووفقا لوكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن الأجهزة الأمنية بدأت التحقيق في الواقعة، كما تواصل رئيس حكومة تصريف الأعمال مع قائد الجيش الجيش العماد جوزيف عون واطلع منه على التحقيقات الجارية في ملابسات القضية، كما تواصل مع قيادة قوات اليونيفيل التي تجري تحقيقاً بالتنسيق مع الجيش اللبناني بشأن هذه القضية.

20 جندي لاختطاف مواطن

وبالتزامن مع ما كشفت عنه وسائل الإعلام اللبنانية، كشفت مصادر خاصة بـ الصفحة الأولى عن قيام مجموعة من الكوماندوز الإسرائيلية بعملية إنزال بحري على شاطئ البترون في منطقة تشرف عليها القوات الألمانية المتواجدة ضمن قوات حفظ السلام الدولية والمعروفة باسم اليونيفيل والجيش اللبناني فجر الجمعة 31 أكتوبر 2024، وقدر عدد أفراد القوة الإسرائيلية ما بين 20 إلى 25 جنديا بينهم 2 مدنيين، وقامت باختطاف القبطان البحري اللبناني الجنسية عماد أمهز من الشقة التي أستأجرها منذ شهر، بمنطقة البترون للإقامة خلال دراسته بمعهد البحار وهو مؤسسة خاصة غير تابعة لأي جهاز أمني لبناني، في دورة قبطان مدّتها شهر، وقامت القوة العسكريّة باقتياد عماد أمهز إلى الشاطئ وغادرت بواسطة زوارق سريعة إلى عرض البحر، في عملية استغرقت 4 دقائق فقط.  

اتهام القوات الألمانية

مصادر إعلامية لبنانية اتهمت خلال حديثها مع الصفحة الأولى إسرائيل والقوات الألمانية المشاركة ضمن القوات الدولية والمشرفة على المنطقة التي شهدت الإنزال بتنفيذ عملية الاختطاف، لدوره الكبيرفي النشاط البحري الخاص بتهريب السلاح من سوريا للبنان بحراً، لكونه أحد عناصر حزب الله.

وفي الوقت الذي اتهمت فيه وسائل الإعلام اللبنانية ومصادرنا إسرائيل بعملية الاختطاف، أعلن الجيش الإسرائيلي قيام وحدة الكوماندوز البحري "شايطيت 13" باعتقال أحد العناصر العسكرية في حزب الله ويملك معرفة واسعة في البحرية اللبنانية.

وفي سياق متصل ذكرت صحيفة معاريف أن 25 جنديا من وحدة الكوماندوزالبحرية وصلت إلى عمق 200 كيلومتر داخل لبنان تحت حماية سفن وصواريخ إسرائيلية، وغادرت الساحل باستخدام سفن سريعة، بعد اختطاف أمهز من منزله.. فيما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن أمهز قد نقل إلى داخل إسرائيل حيث يخضع للتحقيق بإشراف من الوحدة 504.

إلا أن مصادرنا قريبة الصلة من حزب الله نفت صلته بالحزب، مؤكدة أنه ليس من عناصر الحزب، لكنه من بيئة المقاومة (أي من المناطق التي يسيطر عليها حزب الله وحركة أمل، والمناطق التي يغلب على سكانها التعاطف مع المقاومة اللبنانية)  

ومن جانبه حمل وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية مسؤولية ماحدث لقوات اليونيفيل، بقوله "إن مراقبة الشاطئ اللبناني هي مهمة قوات اليونيفيل، التي تراقب الشاطئ بشكل دوري من الناقورة إلى العريضة"، موضحاً أن المختطف عماد أمهز ضابط مدني بحري تم اختطافه على بعد 100 من سكنه، وأنه تم التواصل مع اليونيفيل لمعرفة تفاصيل الواقعة، وهل تمت العملية بالتنسيق معهم، لكنه لم يصل إلينا أي تقرير مفصل عما حدث.. وتسأل حمية عن تطبيق القرار 1701، خاصة وأن ما حصل هو انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية.

القوات الألمانية شريك في الاختطاف

مصادرنا الإعلامية والسياسية، التي فضلت عدم ذكر اسمها لأسباب أمنية، دللت على تورط القوات الألمانية في عملية الاختطاف كون المنطقة التي شهدت عملية الإنزال والاختطاف تقع تحت إشرافها، وكيف يمكن لخمسة وعشرين جندي النزول على الشاطئ والانتقال للشاليه الذي يقيم فيه عماد أمهز بكامل أسلحتها واقتياده للشاطئ والمغادرة بواسطة زوارق سريعة إلى عرض البحر، دون تنسيق مع البحرية الألمانية العاملة ضمن قوات اليونيفيل، لضمان ألا تتمكن البحرية اللبنانية الناشطة في المنطقة لمكافحة التهريب إلى أوروبا من ضبط العملية.

وكشفت المصادر أيضا عن قيام القوة الألمانية منذ أسابيع قليلة بإسقاط مسيرة تتبع للمقاومة كانت في طريقها إلى موقع إسرائيلي بحري (يعتقد أنه حقل كاريش)، متسألة عن كيفية مرور عملية إبرار الكوماندوز بهذه الدقة دون تقديم معلومات استخباراتية ، خاصة وأن القوة الألمانية المعسكرة في عرض البحر مجهزة بتقنيات إلكترونية متطورة جداً.

أمام اتهام القوة الألمانية العاملة ضمن القوات الدولية نفى نائب الناطق باسم "اليونيفيل" كانديس أرديل وجود أي علاقة في تسهيل أي عملية اختطاف أو انتهاك للسيادة اللبنانية.

علماً بأن حزب الله أوضح في بيان سابق له رصد خرق الاحتلال الإسرائيلي للقرار1701 بنحو 39 ألف خرق.

وبخصوص موقف الجيش اللبناني المتواجد في تلك المنطقة فمصادرنا قريبة الصلة من حزب الله، لا تستبعد تورط الجيش خاصة وأن قائد الجيش جوزيف عون، والذي وصفه مصدرنا بانه مندوب أمريكا في لبنان، ترشحه واشنطن لرئاسة الجمهورية وهو مالا تريده حركة أمل وحزب الله، مما يعرقل توليه المنصب.. كما أنه أمعن خلال الفترة الماضية في التأمر على المقاومة، كما أنه لعب دوراً في تقديم معلومات عن الحزب لإسرائيل من خلال لجنة التحقيق الدولية في ملف اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، كما قام بتعيين بعض العملاء التابعين لقائد ما عرف بجيش لبنان الجنوبي أنطوان لحد الموالي لإسرائيل، والذي فر إليها وعدد من عناصره عام 2000، وفي عام 2003 حكمت محكمة جنايات لبنان الجنوبي على أنطوان لحد بالأشغال الشاقة المؤبدة.

التحقيق في اختطاف مواطن لبناني

وتقوم حاليا السلطات اللبنانية وكذلك قوات اليونيفيل بالتنسيق مع الجيش اللبناني بالتحقيق في واقعة اختطاف مواطن لبناني من قبل قوات الكوماندوز الإسرائيلية في منطقة واقعة تحت إشراف القوات الألمانية  العاملة ضمن قوات الطوارئ الدولية، فيما طلب ميقاتي من وزير الخارجية عبدالله بو حبيب تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي بهذا الصدد، مشددا على ضرورة الإسراع في التحقيقات لكشف ملابسات هذه القضية.

هذا، وأوضجت الأجهزة الأمنية اللبنانية أنها عثرت في شقة عماد أمهز  على 10 شرائح أرقام أجنبية وجهاز هاتف مع جواز سفر أجنبي ، وأنها حصلت على جهاز تسجيل الكاميرات في محيط شقة البترون لكن إسرائيل حذفت "الداتا" عن بعد.

وفي الأثناء ذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الجيش كان يرغب في سرية عملية البترون ولم يكن ينوي إعلان مسؤوليته عنها ، لولا كشف وسائل الإعلام عن تفاصيل العملية البترون. 

تم نسخ الرابط