انتقام من داخل القبر
نائبة رئيس الفلبين تطلب من قاتل مأجور اغتيال الرئيس وزوجته بسبب الخلافات
قرر مجلس الأمن القومي في الفلبين، التحقيق في اعتراف نائبة الرئيس سارة دوتيرتي باتفاقها مع أحد القتلة المأجورين على اغتيال رئيس البلاد فرديناند ماركوس جونيور، وزوجته، ورئيس مجلس النواب، حال تعرض دوتيرتي للقتل.
واعترفت نائبة الرئيس الفلبيني، وهي محامية وابنة الرئيس السابق رودريجو دوتيرتي، بأنها قابلت أحد القتلة المأجورين، وطلبات منه قتل الرئيس ماركوس وزوجته ورئيس مجلس النواب، إذا تعرضت هي للقتل، وقالت: هذا البلد سوف يتجه إلى الجحيم لأننا نخضع لقيادة شخص لا يعرف كيف يكون رئيسا وهو كاذب.
وأكملت: "لقد تحدثت إلى شخص، وقلت له، إذا قُتلت، فاذهب واقتل بي.بي.إم ماركوس، وزوجته ليزا أرانيتا ورئيس مجلس النواب مارتن روميالديز، لا أمزح، قلت له، لا تتوقف حتى تقتلهم، ثم قال حسنًا سأفعل"، وجاءت تلك التصريحات ردًا على بوست انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي حذرها من وجود خطر على حياتها.
وأعلنت قيادة الأمن الرئاسي تشديد إجراءات حماية الرئيس ماركوس، كما قرر قائد جهاز الشرطة الوطنية بدء التحقيق في تهديدات نائبة الرئيس، كما وخرج إدواردو أنو مستشار الأمن القومي الفلبيني، محذرا من أن الحكومة تأخذ التهديدات الموجهة لرئيس البلاد على محمل الجد وتعتبرها خطيرة، متعهدا بالتعاون مع أجهزة إنفاذ القانون والمخابرات للتحقيق في تلك التهديدات ومن يقفون ورائها، باعتبار الموضوع مسألة أمن قومي.
التحقيق في تهديدات نائبة رئيس الفلبين
أما وزارة العدل، فأعلنت هي الأخرى التحقيق في تصريحات نائبة الرئيس بتهديد الرئيس وزوجته ورئيس مجلس النواب بالاغتيال، ولم تستبعد توجيه الاتهام لنائبة الرئيس، وقالت إنه في حالة ثبوت الأدلة ضدها، فقد تتم محاكمة دوتيرتي في النهاية.
والتهديدات التي وجهتها نائبة الرئيس في الفلبين، جاءت بسبب الأزمة المثارة بعد صدور أوامر بسجن واحدة من كبار مساعديها بعد اتهامها بعرقلة التحقيق في تهم إساءة استخدام دوتيرتي للأموال العامة.
وبعد تفجر الأزمة، تراجعت نائبة الرئيس عن تصريحاتها، وبررتها بانها لم تقصد توجيه تهديدات حقيقية لرئيس الفلبين، ولكنها كانت تقصد التعبير عن قلقها حول شعورها بوجود تهديد غير محدد لحياتها، وأوضحت: "إذا عبرت عن قلقي، فإنهم سيقولون إن ذلك تهديد لحياة الرئيس، ولماذا سأقتله إذا لم يكن انتقاما من داخل القبر؟ لا يوجد سبب لقتله، ما الفائدة التي تعود علي".
خلافات الرئيس ونائبته
وكان فرديناند ماركوس الابن خاض الانتخابات الرئاسية عام 2022، صحبة نائبته سارة دوتيرتي، وحققا معا فوزا ساحقا، ولكن بعد توليهما السلطة دبت الخلافات بينهما حول العديد من القضايا، لتقرر بعدها الاستقالة من منصبها كوزيرة للتعليم، وتحولت بعدها إلى منتقدة رئيسية للرئيس وقرينته ليزا أرانيتا ماركوس، ورئيس مجلس النواب مارتن روموالديز، وهو أيضا من أقارب ماركوس، ووجهت لهم اتهامات بالفساد وعدم الكفاءة والاضطهاد السياسي لأسرة الرئيس السابق دوتيرتي وأنصارهم.
وينص الدستور الفلبيني على تولي النائب منصب الرئاسة في حالة وفاة الرئاسة أو تعرض لإعاقة دائمة أو في حالة عزله من منصبه أو استقالته، على أن يكمل النائب المدة المتبقية من ولايته.