عبقرية رجل مهم
أحمد زكي.. أخطر تاجر مخدرات وأضعف مدمن وأرق منتقم فى تاريخ السينما
الإسم: أحمد زكي متولي عبد الرحمن بدوي
تاريخ الميلاد: 18 نوفمبر 1946
المؤهل: بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية
المهنة: ممثل
منذ أول ظهور له عام 1972 في فيلم ولدي، ظل أحمد زكي متفردا في موهبته ومهارته وقدرته على تقمص الشخصية، وهي الموهبة التى أهلت ستة أفلام من أعماله يتم إدراجها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم مصري.
اتسعت قائمة أفضل 100 فيلم لأفلام؛ البريء، زوجة رجل مهم، الحب فوق هضبة الهرم، إسكندرية ليه، أحلام هند وكاميليا وأبناء الصمت، رغم أن قائمة أعمالة تضم روائع؛ الهروب وضد الحكومة والمدمن ودرب الهوي وموعد على العشاء والراقصة والطبال والتخشيبة واربعة فى مهمة رسمية والباشا والرجل الثالث وسواق الهانم والبيه البواب وغيرهم من الروائع .
جسد شخصية عميد الأدب العربي طه حسين في مسلسل الأيام، وشخصية الزعيم جمال عبد الناصر في فيلم ناصر 56 وشخصية الرئيس محمد أنور السادات في فيلم أيام السادات وشخصية العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في فيلم حليم، فأبدع للدرجة التى أبهرت كل من عاصر هذه الشخصيات التاريخية، وعاش بالقرب منها.
حصل أحمد زكي على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج عام 1973 بتقدير امتياز، وكان أول ظهور له في مسرحية حمادة ومها عام 1967 أثناء دراسته في المعهد، وعلى شاشة السينما في فيلم ولدي عام 1972 أمام الفنان فريد شوقي، بينما كانت أول بطولة أمام سعاد حسني في فيلم شفيقة ومتولي عام 1978 وقدم بعدها العديد من الأفلام البارزة.
وتوفي أحمد زكي في 27 مارس 2005 بعد إصابته بسرطان الرئة، حينها لم ينته من استكمال باقي تصوير فيلم حليم الذي كان آخر أفلامه، وتم عرض الفيلم بعد وفاته عام 2006.
الأخطر والأضعف والأرق
جسد أحمد زكي دور تاجر المخدرات الأخطر في تاريخ السينما المصرية، من خلال شخصية يحيي في فيلم أرض الخوف.
يبدأ الفيلم بإسناد المهمة التي تحمل اسم «أرض الخوف» إلى الضابط يحيى المنقباوي والذي يقوم بمقتضاها بالتحول إلى تاجر مخدرات محترف والعيش بين عتاة الإجرام والمهربين بعد فصله رسمياً من جهاز الشرطة وسجنه بتهمة الرشوة.
وبعد هذا الزرع الكامل عليه أن يرسل تقارير سرية تحوي تفاصيل هذا العالم موقعة باسمه الحركي «آدم»، وتكفل له العملية أن يقتل ويسرق ويرتكب كل الجرائم والمحرمات وعليه أن يحمي نفسه بنفسه.
هذه هي الفرضية التي استند عليها البناء الفيلمي، تحوّل ضابط إلى مجرم في مهمة رسمية وبموافقته الشخصية على الانخراط في المهمة، وهنا كانت عبقرية أحمد زكي بالتماهي بين الضابط والمجرم.
عبقرية التلوين بين يحيي المجرم بنزعة الشر المنغمسة في أعماق النفس البشرية، ويحيي الضابط الانسان المكلف بمهمة حماية المجتمع من تجار المخدرات.
أضعف مدمن وأرق منتقم
وفى فيلم "المدمن"، كانت مشاهد التعافي لخالد الذى جسد شخصيته أحمد زكي هي الأكثر حضورا في الذاكرة، بفعل عبقريته فى إظهار الضعف الإنساني وهى العبقرية التى حاول فنانون كثر تقليدها في مشاهد مماثلة على طول تاريخ السينما .
كان أحمد زكي يمثل بكل خلجاته في فيلم "المدمن" الذى ظل دوره علامة بارزة في الوجدان المصري.
ورغم أنه كان حديث السن والخبرة فى فيلم شفيقة ومتولي الذى عرض عام 1978، إلا أنه عزف سيمفونية الإبداع إلى جانب سعاد حسني وأحمد مظهر، مع المؤلف شوقي عبد الحكيم والسيناريست صلاح جاهين والمخرج علي بدرخان.
تجلت عبقرية أحمد زكي فى شفيقة ومتولى فى مشهد قتل شقيقته، ذلك المشهد الذى تحول فيه متولى من قمة غضب المنتقم وهو يطعن شقيقته انتقاما لشرفه إلى الأخ الحنون الذى يحمل جثمانها وكيف تتحول قسمات وجهه من الغضب إلى الشفقة فى أقل من ثانية.