و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

التاريخ تحت عجلات البلدوزر

حملة ضد ترشيح خالد العنانى لليونسكو بسبب هدم «مدينة الموتى» بالقاهرة

موقع الصفحة الأولى

حملة ضد ترشيح الدكتور خالد العنانى وزير الآثار الأسبق لمنصب مدير عام اليونسكو، دشنها عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى، بدعوى صمته على هدم التراث المتمثل فى مقابر الإمام الشافعى بالقاهرة.
وفى إبريل 2023، أعلن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ترشيح الدكتور خالد العنانى ، لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" للفترة من 2025 إلى 2029، كمرشح لجمهورية مصر العربية.
واعتمد مجلس وزراء الخارجية العرب، فى اجتماع له خلال شهر سبتمبر 2023، ترشيح الدكتور خالد العنانى مرشحاً عربياً لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة.
ويعتبر ترشيح خالد العنانى لمنصب مدير عام اليونسكو، هى المحاولة الثالثة لمصر لاقتناص المنصب الأممى، حيث كانت هناك محاولتين سابقتين؛ الأولى لوزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسني عام 2009، والمحاولة الثانية كانت للسفيرة مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان السابقة عام 2017، لكن المحاولتان لم تكلل بالنجاح.
الإعلان عن ترشيح خالد العنانى للمنصب الدولي قوبل وقتها بانتقادات واسعة بعد بدات الجرافات تدمير عدد من الأضرحة بمقابر الإمام الشافعى التي يعتبرها بعض الأكاديميين والمعماريين جزءًا مهمًا من تراث مصر الإسلامي والمعاصر الذي يجمع بين العمارة المملوكية والعثمانية والأوروبية.

التاريخ تحت عجلات البلدوزر

وتعود أزمة هدم المقابر التاريخية إلى عام 2021، حينما أعلنت الحكومة عن خطط لتطوير محور صلاح سالم، مما أدى إلى إزالة المدافن لإنشاء محاور مرورية جديدة تربط شرق وجنوب القاهرة عبر هذه الجبانات التاريخية.
ومع بداية الموجة الثانية قبل أيام، وانتشار صور هدم قباب مقابر الإمام الشافعى، ناشد أثريون ومثقفون، الحكومة بالتوقف عن هدم المقابر الأثرية بوصفها تراثا عالميا، لزيادة فرص الدكتور خالد العنانى في سباق ترشحه لمنصب مدير عام اليونسكو.
وطالب عدد من المهتمين بالتراث، الدكتور خالد العنانى الخروج عن صمته وإدانة عملية هدم التراث وتسجيل المدافن ذات الطراز المعماري، ضمن قوائم المباني الأثرية؛ للحفاظ عليها ووقْف هدمها، لإنشاء محاور مرورية.
وانتقد الحقوقى ناصر أمين عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان السابق، صمت الدكتور خالد العنانى على هدم مقابر الإمام الشافعى وهو ما وصفه بالجريمة ضد التراث المصرى.
كما انتقد الدكتور خالد فهمي، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط الحديث بجامعة تافتس الأميركية، ترشيح العناني لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، في الوقت الذي يجري فيه هدم جبانة القاهرة التاريخية، على حد وصفه.
يذكر أن قراراً صدر عن المجلس الأعلى للآثار، عام 2015 باعتبار منطقة الجبانات بالإمام الشافعى بالكامل منطقة أثرية، بما تحتويه من مدافن ومبان ومقتنيات، لكن القرار لم ينفذ رغم عدم صدور قرار جديد بإلغائه.
بينما قارن رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بين الحفاظ علي برج إيشنهايمر، أحد أقدم المباني في وسط مدينة فرانكفورت الألمانية وهدم المقابر الأثرية بالقاهرة .
وأشاروا إلي أن برج إيشنهايمر  بُنيّ في أوائل القرن الخامس عشر وكان جزءا من بوابة تحصينات مدينة فرانكفورت في أواخر العصور الوسطى، وحافظت عليه الحكومية في ألمانيا بالكامل في حالته الأصلية، رغم الأبراج والمباني الحديثة وعمليات توسعة الشوارع من حولة.

مستولدة محمد علي باشا

وبحسب مصادر بمحافظة القاهرة، بدات البلدوزارات هدم مدفن وزير الحربية الأسبق محمود سامى البارودى، من المنتظر هدم مدفن المشير محمد راتب باشا سردار - قائد أركان - الجيش المصري في عهد الخديوي إسماعيل الذي سيطر عسكريا على منابع النيل وقضى على الرق في منطقة شرق افريقيا، بعد نقل وفاته من المدفن، وكذلك قبة ومدفن مستولدة محمد علي باشا.
من جانبه تقدم النائب عبد المنعم إمام، عضو مجلس النواب ورئيس حزب العدل، بطلب إحاطة للاستفسار عن أسباب هدم قبة مستولدة محمد علي باشا، والإجراءات المتخذة لحماية التراث المعماري والتاريخي.
وتضمن طلب الإحاطة، الذي وجهه رئيس حزب العدل إلى وزير السياحة والآثار، تساؤلات حول خطة الوزارة لحماية المواقع التراثية والأثرية وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث، بالإضافة إلى استفسار حول مدى التنسيق بين وزارتي الآثار والثقافة والهيئات المعنية بحماية التراث لضمان الحفاظ عليه للأجيال القادمة.
وأشار إمام في طلبه إلى أن قبة مستولدة محمد علي باشا تعد جزءا من التراث الثقافي والتاريخي لمصر، وتحمل قيمة معمارية وأثرية لا تقدر بثمن، ومع ذلك، هناك تقارير تشير إلى هدم القبة أو تعرضها لأضرار جسيمة، مما يثير القلق حول مدى اهتمام الدولة بالحفاظ على هذا المعلم التاريخي.

القضية وصلت مجلس النواب

وأضاف النائب عبد المنعم إمام، أن هذا التصرف يمثل تهديدا للمواقع الأثرية والتراثية التي تشكل جزءا أساسيا من الهوية المصرية، الحفاظ على هذه المواقع يتطلب جهودا مكثفة وتعاونا بين الوزارات المختصة، خاصة في ظل التحديات المتزايدة المتعلقة بالترميم والصيانة".
وأكد إمام أن الحفاظ على هذه المواقع الأثرية مسؤولية مشتركة بين وزارة السياحة والآثار والجهات المعنية، نظرا لأهمية هذه المعالم في تعزيز السياحة الثقافية وجذب الزوار من داخل مصر وخارجها، مشيرا إلى أن هدم أو إهمال هذه المعالم يشكل تهديدًا لتراثنا وتاريخنا.
من جانبها علقت النائبة مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب، على هدم قبة حليم باشا التاريخية في منطقة السيدة عائشة، قائلة : تابعت بكل أسى وقلق ما حدث لقبة حليم باشا التاريخية، وما يتوالى من عمليات هدم للمقابر الأثرية.
وأكدت عضو مجلس النواب على حسابها الرسمى على موقع إكس، أن هذا التجاهل للقيمة التاريخية والتراثية لهذه المواقع يشكل خسارة كبيرة لا يمكن تعويضها.، لافتة إلى أن "تراثنا المعماري جزء لا يتجزأ من هويتنا وتاريخنا، وهدم مثل هذه المعالم يشوه الذاكرة الجماعية للمصريين".

وطالبت عضو مجلس النواب، بوقف أعمال الهدم كلها، مع عمل مراجعة شاملة من جميع الجهات المعنية لكل الأعمال لحماية ما تبقى من هذه الثروات الحضارية التي تمثل رابطًا بين ماضينا وحاضرنا.

تم نسخ الرابط