اسبانيا أبرز المحطات
ذكري رحيل أمير الشعراء .. سبب نفيه وكيف استفاد من تلك المحنة
الاسم : أحمد شوقى على أحمد شوقى
اللقب : احمد شوقى أمير الشعراء
الميلاد : 16 أكتوبر 1868
الوفاة : 14 أكتوبر 1932
تمر اليوم الذكري الـ92 على رحيل أمير الشعراء أحمد شوقي الذي رحل في 14 أكتوبر عام 1932، عن عمر يناهز 62 عاما.
ولد أحمد شوقي في 17 أكتوبر عام 1870، ليسطع نجمه منذ الصغر ليصبح معجزة شعرية تحدث عنها النقاد والشعراء والأدباء بشغف وإعجاب وكان الراحل أحد رواد فن المسرح، وخاصة المسرح الشعري وله دور كبير جدا في تطوير المسرحية الشعرية، حتي أصبح له منهجه الذي أصل به طريقة في الكتابة أصبحت فيما بعد منهلا للكثير من الكتاب والشعراء الذين اقتربوا من كتابة فن الشعر المسرحي.
نشأة أمير الشعراء
نشأ أحمد شوقي في أجواء القصور بعد ان تكفلت جدته لأمه بتربيته في قصر الخديوي إسماعيل، وكان لهذا أثراً عظيماً على شخصيته، فقد عاش طفولة أرستقراطية مليئة بالترف، والتحق بمدرسة الشيخ صالح في حي السيدة زينب، ثم درس في مدرسة المبتديان الابتدائية والثانوية التجهيزية.
وتفوق شوقي في دراسته كان سببا كافيا للحصول على مجانية التعليم كمكافأة على ذلك التفوق، ثم التحق بمدرسة الحقوق عام 1885، حيث انضم إلى قسم الترجمة، ونتيجة لتفوقه أرسله الخديوي ليكمل دراسته في فرنسا، حيث أمضى ثلاثة أعوام عاد بعدها بالشهادة النهائية في عام 1893.
بعد عودته إلى مصر، بدأ شوقي نشر قصائده ، وفي عام 1898 أطلق ديوانه الشعري “الشوقيات” ، وهو الديوان الذي صار علامة فارقة في مسيرته الأدبية.
نفيه إلى إسبانيا
أثناء الحرب العالمية الأولى وبالتحديد في عام 1914 نفي شوقي إلى إسبانيا ويرجع ذلك بسبب قصائده التي كانت تهاجم الاحتلال البريطاني لمصر وكان نفيه إلي إسبانيا من اهم المحطات في حياة أمير الشعراء.
حيث استفاد شوقي من هذه المحنة من خلال انفتحاه على الأدب العربي والإسلامي في الأندلس، واستلهم الكثير من الحضارة الإسلامية التي شهدتها تلك الأراضي، مما انعكس في قصائده التي أبدع خلالها في مدح الحضارة الأندلسية وعظمة المسلمين الذين تركوا بصمة لا تُنسى في تاريخ إسبانيا.
وليس ذلك فقط بل استفاد أمير الشعراء أيضا من هذه المحنة و ازداد تألقه الأدبي، حيث كان يرى في الأندلس رمزاً للفقدان، ومرآة لزوال الأمجاد العربية التي حُفرت في ذاكرته.
لقب أمير الشهراء
ولقب أمير الشعراء هذا اللقب الذي لم يُمنح لأي شاعر قبله، لم ياتي من فراغ حيث في عام 1927، وصلت شهرة أحمد شوقي إلى مجدها، وبذلك بايعه شعراء العرب أميراً للشعراء في حفل مهيب بالقاهرة، تقديراً لعظمة إبداعاته الشعرية ومن بين هؤلاء الشعراء خليل مطران، وحافظ إبراهيم، وأمين نخلة، وشبلي ملاط، وكان حافظ إبراهيم قد خصه بقصيدة رائعة قال في مطلعها: “أمير القوافى قد أتيت مبايعًا وهدى وفود الشرقى قد بايعت معى”.
خصائص شعر أحمد شوقي
كانت أشعار شوقي تمثل مزيجاً من الوطنية والحب والحكمة، إذ عبّر فيها عن مشاعر الحب للوطن والدين والحياة، وتأثر كثيراً بالقرآن الكريم في شعره، حيث كان يستشهد بآياته ليعزز من حججه الشعرية ويستمد منها القوة الروحية.
كما أنه كان متمكناً لغوياً، استطاع أن يستلهم التراث العربي ويعيد إحيائه في قصائده، متأثراً بالشعراء الكبار مثل المتنبي وأبي تمام والبحتري. وقد انعكست قدرته اللغوية في ثراء صوره الفنية والموسيقية، ما جعل شعره يتسم بالقوة التعبيرية والجمالية.
وفاة أمير الشعراء
في مساء 13 أكتوبر 1932، توفي أمير الشعراء أحمد شوقي بعد صراع مع المرض، إذ أصيب بمرض تصلب الشرايين، ثم جاء مرض مفاجئ آخر أنهك قواه وألزمه الفراش لأربعة أشهر.
ورغم ذلك، لم يتوقف عن الإبداع حتى آخر لحظة من حياته، حيث كتب خلال فترة مرضه عدة مسرحيات وأشعار، كان من بينها “مجنون ليلى”، و”قمبيز”، و”علي بك الكبير”، و”البخيلة”.