تاريخ فرسان النصر
المشير محمد عبد الغنى الجمسى آخر وزراء الحربية وصاحب "كشكول" العبور
الإسم: المشير محمد عبد الغنى الجمسى
تاريخ الميلاد: 9 سبتمبر 1921
المهنة: وزير الحربية
حمل المشير محمد عبد الغني الجمسي آخر لقب وزير الحربية في مصر، الذى صار بعد تحقيق النصر وتحرير الأرض وفرض السلام، "وزير الدفاع".
ولد المشير محمد عبد الغني الجمسي في 9 سبتمبر 1921 بقرية البتانون بمحافظة المنوفية، والتحق بمدرسة المساعي المشكورة الثانوية بشبين الكوم، وتخرج منها عام 1936، ثم التحق بالكلية الحربية وتخرج من سلاح المدرعات عام 1939.
ومع بداية الحرب العالمية الثانية؛ عين ضابطًا في الصحراء الغربية، وكان لتعينه هناك دورًا هامًا في تعليمه درسًا مفيدًا في إدارة المعارك حيث شهد أعنف معارك الدبابات بين القوات الألمانية والبريطانية.
وعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية واصل مسيرته العسكرية، حيث عمل ضابطًا بالمخابرات الحربية، ثم مدرسًا بمدرسة المخابرات، وتخصص في تدريس التاريخ العسكري الإسرائيلي الذي كان يتحدث عن كل ما يتعلق بالدولة عسكريًا من التسليح حتى المواجهة.
وبعد ذلك تلقى العديد من الدورات التدريبية العسكرية في كثير من دول العالم، كما حصل على العديد من الإجازات العلمية.
عبد الناصر يرفض استقالته
بعد نكسة يونيو؛ تقدم المشير محمد عبد الغنى الجمسي باستقالته من القوات المسلحة، حتى يعطي الفرصة للجيل الجديد لاسترجاع الأرض من العدوان.
ولكن الرئيس جمال عبد الناصر رفض استقالة الجمسى وأسند له مهام الإشراف على تدريب الجيش فتولى رئاسة هيئة تدريب القوات المسلحة، استعدادًا لحرب التحرير.
ثم تولى المشير محمد عبدالغنى الجمسى رئاسة هيئة عمليات القوات المسلحة عام 1972، ثم رئيس أركان حرب القوات المسلحة.
وعندما اقترب موعد الهجوم، قام بإعداد دراسة عن أنسب الأوقات التى تصلح لتنفيذ العملية الهجومية، ليتم وضعها أمام الرئيس السادات والرئيس حافظ الأسد.
يقول الجمسى في كتابه "مذكرات حرب أكتوبر" : سلمت هذه الدراسة بنفسي مكتوبة بخطي لضمان سريتها للفريق أول أحمد إسماعيل، الذى قام بعرضها ومناقشتها مع الرئيس السادات في برج العرب بالإسكندرية في إبريل 1973، وبعد عودته أعادها لي بيده ونقل انبهار وإعجاب الرئيس السادات بها، والذى قال عن الجمسى : سوف يدخل التاريخ العلمي للحروب كنموذج من نماذج الدقة الكاملة، والبحث الأمين، الذى حقق أعظم انتصارات مصر في العصر الحديث.
كشكول منى الجمسى
عكف الجمسى علي دراسة جميع الظروف، وحدد الوقت ولم يتجاهل المد والجذر لقناة السويس وضع الشمس في مواجهة جنودنا ومواجهة جنود العدو، وفتحات النابالم وكيفية سدها ووضع القوات البحرية وإغلاق المضايق.
لم يترك محمد عبد الغنى الجمسى أمرا للظروف، وحين بدأ يضع ملامح الحرب لم يجد الجمسي سوي "كشكول ابنته" مني تلميذة الابتدائي ليدون فيه دون أن يدري التوقيت الأنسب للحرب علي الجبهتين المصرية والسورية وتحركات الجنود في قلب المعركة.
رفع الجمسى " كشكول " مني الجمسى للرئيس أنور السادات ودون علي غلافه "كشكول هيئة عمليات القوات المسلحة"، فقرأه السادات وداعبه قائلاً: «ياه خطة وافية كل شيء في هذا الكشكول، مَن يصدق أن كشكول طالبة في الابتدائية يضم خطة حرب العبور».
وبعد حرب أكتوبر اختاره الرئيس السادات قائدًا للمفاوضات مع إسرائيل وتم ترقيته وقتها إلى رتبة الفريق أول مع وزير الحربية عام 1974، كما صار قائدًا عامًا للجبهات العربية الثلاث في 1975.
وتوفي الجمسي في 7 يونيو 2003، بعد معاناة مع المرض عن عمر يناهز 82 عاما، وبعد حياة حافلة بالإنجازات التي يحفها الفخر.