بعد رفع السرية عنها
وثائق حرب أكتوبر تكشف انتصار مصر علي إسرائيل وأمريكا والغرب معا
تحت عنوان «وثائق حرب أكتوبر 1973.. أسرار الحرب»، وبالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة قبل شهور، كشفت القوات المسلحة المصرية عن وثائق عسكرية سرية، يعود تاريخها إلى حرب السادس من أكتوبر، حين بدأت مصر هجوما مفاجئا ضد إسرائيل؛ لاسترداد الأراضي المحتلة في سيناء.
الوثائق التي شملت تقارير العمليات القتالية، ووضع القوات، وسجلات المعلومات الاستخبارية، وبعض المعلومات التفصيلية عن التخطيط الإستراتيجي للحرب، كشفت عن كيف انتصرت القوات المسلحة المصرية الباسلة ليس على إسرائيل فقط وإنما أيضا على الولايات المتحدة والغرب مجتمعين.
إعلان وثائق حرب أكتوبر وقتها، أثار تساؤلات حول الدلالة الزمنية لنشرها، في ضوء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وكيف ردت مصر عمليا على المساعي الإسرائيلية في تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وفضحت الدعم الأميركي والغربى لإسرائيل دبلوماسيا وعسكريا.
رفع السرية جاء لإطلاع الشباب المصريين والمهتمين بالتوثيق التاريخي، على الوثائق الحقيقية والمتعددة والمتنوعة عن الحرب، التي جاء بعضها بخط يد قادتها العسكريين.
درس للمقاومة الفلسطينية
الوثائق تؤكد أن القوات المسلحة المصرية، تمكنت من تحقيق النصر خلال حرب أكتوبر ومواجهة اسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة الأمريكية ومعظم الدول الغربية، وهو الدرس الذى يجب أن تتعلمه المقاومة الفلسطينية.
تضمنت الوثائق العسكرية التي نشرتها وزارة القوات المسلحة المصرية وقتها، عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، تفاصيل عدد من عمليات حرب يونيو 1967، والعدوان الثلاثى الذى شاركت فيه بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصرعام 1956.
إلى جانب التخطيط الإستراتيجي للحرب بمراحلها المختلفة حتى وقف النار في 28 أكتوبر 1973.
وتعرض الوثائق طبيعة الحراك السياسي والعسكري المصري، في الفترة التي تلت مبادرة "روجرز" الأميركية، التي دخلت حيز التنفيذ يوم 8 أغسطس 1970 حتى صبيحة حرب أكتوبر 1973.
وركزت الوثائق على عملية "جرانيت 2 المعدلة"، وهي خطة إستراتيجية هجومية على الأهداف الإسرائيلية في سيناء والبحر الأحمر وخليج عدن، والتى تم تعديلها عدة مرات، وصولا لتنفيذها يوم 6 أكتوبر الأول تحت اسم "العملية بدر".
خطة الخداع الاستراتيجي
كما توضح وثائق حرب أكتوبر ، أعمال الخداع الإستراتيجي والتعبوي لحرب تحرير سيناء، التي استهدفت إخفاء نية الحشد والتعبئة العامة، واستعرضت تقارير الموقف والسجلات العسكرية بداية أيام الحرب، ومن الضربة الجوية الأولى، والتمهيد النيراني، وعبور قناة السويس، حتى تدمير خط بارليف وإسقاط المواقع الإسرائيلية، إضافة إلى تكوين وبناء رؤوس الكباري لعبور القوات المسلحة المصرية قناة السويس وصد الهجمات المضادة للعدو، وتطوير الهجوم شرقا في عمق سيناء.
كما رصدت الوثائق العسكرية تفاصيل الهجوم الإسرائيلي المضاد ليلة 15 و16 أكتوبر 1973، ومحاصرة الجيش المصري الثالث غرب قناة السويس، في المعركة المعروفة بـ"ثغرة الدفرسوار"، أو "المزرعة الصينية".
وتشير إلى أن المعركة كانت محاولة إسرائيلية مخفقة لتقليص حجم انتصار الجيش المصري الساحق، وحفظ كرامتها التي سقطت في الحرب رغم الدعم الأميركي الغربى غير المحدود، مؤكدة ما قاله رئيس الأركان الإسرائيلي -آنذاك - موشي ديان : لقد حاولنا وكل محاولتنا ذهبت أدراج الرياح، وليس أمامنا إلا أن نستمر حتى النهاية المريرة.
كما كشفت الوثائق العسكرية الخاصة بـ حرب أكتوبر تفصيليا العمليات العسكرية خلال هذه المعركة.
خسائر العدو الإسرائيلي
وفي تقرير سري لرئيس الأركان محمد عبد الغنى الجمسي عن العمليات العسكرية ، قدر خسائر جيش الاحتلال الإسرائيلي في حرب اكتوبر ، بسقوط حوالي 5 آلاف قتيل في المعارك على الجبهة المصرية وحدها، وحوالي 12 ألف جريح، وإسقاط 270 طائرة تمثل نصف طائراتها الجديدة، و36 قطعة بحرية تمثل ثلث قطعها البحرية، و900 دبابة.
وكشف التقرير عن عدد من المحادثات العسكرية المصرية مع الدول التي دعمت مصر وسوريا خلال الحرب، وأمدّتها بمقاتلات وجنود ومنها؛ الجزائر والمغرب وتونس وليبيا والسعودية والعراق والسودان ويوغسلافيا
وذكر الجمسي في تقريره عن الحرب، أن سلاح البترول والأرصدة والعلاقات الاقتصادية كان لها دور فعّال في دعم الموقف المصري، وتحقيق العزلة الدولية لإسرائيل، وتعميق الخلافات بين الولايات المتحدة وحلفائها، ما أظهر الوحدة العربية في أقوى صورها المعاصرة
وأشارت الوثائق إلى أنه بعد اليوم الـ16 لـ حرب أكتوبر صدر قرار من مجلس الأمن يقضي بوقف جميع الأعمال العسكرية بدءا من 22 أكتوبر، وهو ما قبلته مصر لكن إسرائيل خرقته، مما أدى إلى صدور قرار آخر يوم 24 التزمت به إسرائيل بداية من يوم 28 من الشهر ذاته.
وأوضحت أن إسرائيل اضطرت بعد ذلك إلى الدخول في مباحثات عسكرية للفصل بين القوات، في شهري أكتوبر ونوفمبر 1973، والمعروفة بـ"مباحثات الكيلو 101" على طريق السويس- القاهرة، اتُفق فيها على وقف النار، وتولي قوات الطوارئ الدولية المراقبة، مع بدء تبادل الأسرى.