الأولى و الأخيرة

فساد قصور الثقافة

جرد صوري لمخازن الثقافة بقنا.. واختفاء «عُهدة البحر الأحمر» في ظروف غامضة

موقع الصفحة الأولى

أرجوا ألا تمل عزيزى القارئ من تكرار محاولتى لكشف الفساد والمفسدين فى الثقافة الجماهيرية إنها مثل العشق أو الجنون اللذيد الذى يحطم كل القواعد المعتادة وكل شئ..فهناك إلحاح قوى ، يضغط على عقلى وقلبى ، ونفسى وروحى بأن أردد كلمة " لا للفساد " فى هذا الجهاز العظيم مثل النشيد الوطنى الذى يردده التلاميذ كل صباح ، لأنها بالنسبة لنا مثل الأكسجين الذى نستنشقه، هل نمل من التنفس ؟ هل نتوقف عن الأكسجين، ؟ لانستطيع ونحن نذرنا أنفسنا لمواجهة وكشف الفاسدين والمرتشين الذين كونوا ثروات ضخمة ملأوا بها بطونهم وكروشهم من مال حرام ، لم يعتقدون أن الله رب العرش العظيم يرى ويسمع ، انهم القتلة الحقيقيون لقصور الثقافة قيادات ذهبت وأخرى باقيه مازالت  تنهش فى عظام الثقافة الجماهيرية ، دون رادع ، دون رحمة ، يا سادة أما آن الأوان أن نطفئ شموع المعابد ، وندق أجراس الكنائس، ونصلى فى أروقة المساجد ، لندعوا الله أن ينقذ هذا الجهاز الثقافى الميت الحى من براثن الفساد ، أما أن الأوان أن توقظ الضمائر ، ونرفض أن نعيش بجوار قيادات ثقافية تردد شعارات نبيلة للتستر على أعمال غير اخلاقية ، يا سادة ان قصور الثقافة تعيش فى زمن باع فيه الفارس سيفه ورهن فيه الشاعر قصيدته  ولم يبق فيها سوى حطام ..ركام ..لا طائل منها سوى البكاء على الأطلال .. 
ان النكسات الثقافية للشعوب تحتاج إلى جيل أول جيلين متتاليين لرفع انقاض الجهل والتخلف الفكرى والثقافى،لأن إعادة بناء مدينة أو محافظة يحتاج إلى خمس سنوات فقط ،وإعادة بناء ثقافتهم وفكرهم يحتاج إلى ثلاثين عاما أو أكثر ..
لن نترحم على من أسسوا الثقافة الجماهيرية على مدار قرن كامل ، ولن نطالب الدولة بأن تقيم لهم التماثيل فى الميادين ، فالتماثيل لن تعيد للثقافة دورها وروحها وحلمها وكيانها، وإنما تخلد من أعادوا للإنسانية إنسانيتها ، وثقفوا أجيالا ساهموا فى بناء الوطن ، عززوا قيمة الإنتماء والحفاظ على الهوية ..
سنظل نكشف الفساد ونلاحقة فى كل أقاليم مصر الثقافية..
ونؤكد مرة اخرى كان الله فى عون الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة والكاتب محمد عبد الحافظ ناصف نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة على هذا التركة الثقيلة ..ونحن نساعدهم فى كشف الفسدة والفاسدين قيادات سابقين أو حاليين

قصور الثقافة في الصعيد

وتعاني قصور الثقافة في الصعيد، من حالة واسعة من الفساد التي وصلت إلى درجة القتل العمد لدورها ورسالتها في المحافظات، مع وجود قيادات هشة وغير مسؤولة وغير مؤهلة للعمل الثقافي، لتتحول الثقافة الجماهيرية إلى كيانات مظلمة تسكنها الغربان، وتنهش بين جدرانها معاول الفساد والإفساد.  

وهناك العديد من النماذج على تدمير قصور الثقافة، ذكرنا منها في الحلقتين السابقتين العديد من الوقائع في فروع ثقافة المنيا وسوهاج والأقصر وأسوان، وذلك تحت عنوان «إدارة وسط الصعيد تكشف الوقائع: فساد قصور الثقافة.. 70 مليون جنيه فرق عهدة المنيا واختفاء مخطوطات تراثية بسوهاج»، وتحت عنوان «اختفاء 18 لوحة فنية من مخازن الثقافة بالأقصر.. وبيع «كُهنة» أسوان بدون إيصالات»

واليوم، يكشف موقع الصفحة الأولى وقائع الفساد والإهمال في فرع ثقافة قنا وفرع ثقافة البحر الأحمر، وأيضا في مخازن رئاسة الإقليم، عبر تقرير الإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية، إدارة مراقبة المخزون السلعي، والتي جردت مخازن رئاسة اقليم جنوب الصعيد الثقافي والأفرع الثقافية التابعة له في 4 فبراير 2024.

وكشف تقرير الجرد عن وجود حجرة كبيرة أسفل مدرجات المسرح، موجود بها كميات كبيرة جدا من التجهيزات والأدوات والأجهزة، وتبين أن هذه الموجودات تم تجميعها عند انتقال الإقليم من المقر القديم، وهي عهدة على بعض الموظفين ولم يتم اتخاذ أي إجراء.

وأوصت الإدارة بضرورة تشكيل لجنة لفرز هذه الموجودات للاستفادة منها، وفي حالة وجود أشياء كهنة، ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة لعملية التكهين، وذلك تجنباً لحدوث أي حادث طارئ قد يؤدي إلى كارثة، نظرا لسوء الوضع في المكان.

كما تبين وجود أكثر من سيارة معطلة ولا تعمل منذ فترة كبيرة، وأوصت اللجنة بتكليف إدارة الحركة والنقل بارسال لجنة فنية لمعاينة هذه السيارات، واتخاذ اللازم نحو الاستفادة منها حفاظاً على المال العام.

فرع ثقافة قنا

كما جردت الإدارة مخزن فرع ثقافة قنا في 4 فبراير 2024، لتكتشف عدم إضافة أجهزة التكييف التي تم توريدها وتركيبها منذ عام 2019، والتي يبلغ عددها 105 جهاز تكييف إسبليت، مع عدم إضافة منظومة الحريق بالمبنى.

وتبين وجود سيارة دوبل كابينة ماركة تويوتا موديل 1999 في مقر الفرع، كما تبين قيام المختصين بالفرع بتسليم أرقام السيارة والرخصة الخاصة بالسيارة إلى إدارة مرور فنا وذلك بتاريخ 26 يونيو 2023، مع موافاة الإدارة بصورة من إيصال التسليم الصادر من إدارة مرور قنا.

وأكدت إدارة مراقبة المخزون السلعي أن ذلك يعد مخالفة تستوجب المسألة القانونية، لأن من قام بتسليم اللوحات المعدنية ورخصة السيارة كان يتوجب عليه الرجوع إلى إدارة الحركة والنقل بالهيئة، مع وجوب قيام إدارة النقل والحركة باستلام السيارة واتخاذ الإجراءات اللازمة نحو تشغيلها والاستفادة منها حفاظا على المال العام.

ومع إجراء جرد للمخزن على الطبيعة، تبين وجود أجهزة التكييف التي تم توريدها وتركيبها منذ عام 2019 وعددها 105 جهاز تكييف اسبليت غير مدونه بالسجلات وبالجرد السنوي، مع تركيب منظومة الأطفاء والحريق بالمبنى وعدم إدراجها بالسجلات والجرد السنوي.

جرد صوري

ووجهت إدارة مراقبة المخزون السلعي اتهاما صريحا للمسؤولين عن فرع ثقافة قنا، بأن الجرد الذي تم في 30 يونيو 2023، كان صوريا، حيث كشف تقرير الإدارة عن إضافة جميع الأجهزة والتجهيزات التي تم تركيبها وتوريدها من الشركة المسئولة عن عملية الغحلال والتجديد التي تمت بالمسرح الكبير بفرع ثقافة قنا، بموجب شهادة إدارية دون اثبات أسعار هذه الأصناف، علما بأن هذه الأصناف قد تم توريدها وتركيبها بناء على أوامر التوريد الصادرة إلى الشركة المنفذة.

وكان يتوجب الإضافة بالسجلات بموجب اذن إضافة ومحضر فحص وفاتورة شراء لهذه الأصناف بالأسعار، وليس شهادة إدارية وهو ما يعد مخالفاً للائحة المخازن الحكومية وماجاء بها في هذا الخصوص.

كما كشف جرد المخازن عن عدم إضافة أجهزة التكييف التي تم توريدها إلى مبنى الفرع بجميع الغرف والتي تم توريدها وتركيبها منذ عام ۲۰۱۹ وعددها 105جهاز أسبليت حسبما أفاد بذلك مدير المخازن، وما يعد مخالفا  للائحة المخازن الحكومية.

كما كشف الجرد عن وجود بعض أجهزة الحاسب الألى تم تكهينها بمعرفة لجنة من الإدارة العامة للدعم التقني ولم يتم بيع الكهنة، وهو ما يشكل خطورة حال استمرار هذه الوضع.

كما تبين وجود أصناف معدة للتكهين بمخازن الفرع واردة من المواقع الثقافية التابعة، مع تكليف مسئول المخازن الرئيسية باتخاذ الإجراءات اللازمة لبيع هذة الأجهزة والأصناف المختلفة التي تم تكهينها.

فرع ثقافة البحر الأحمر

مع جرد مخزن فرع ثقافة البحر الأحمر في 5 ديسمبر 2023، تبين أنها غير مطابقة لمحضر الجرد السنوي في 30 يونيو 2023، وذلك من واقع الدفاتر المقدمة، كما لم تتمكن الإدارة من مراجعة دفاتر الموظف المسؤول عن كاتب الشطب، بسبب تغيبه عن العمل بالرغم من إبلاغه مسبقا بموعد حضور اللجنة.

ليكشف الجرد عن وجود أصناف مستهلكة وكهنة كثيرة غير مسجلة بالدفاتر وغير موجودة بمحضر الجرد السنوي، كما تبين ورود محضر الجرد بدون كشف أصحاب العُهد الشخصية، وأنه لا يتم القيد أولا بأول في الدفاتر المخزنية، كما يتم تسجيل الأذون بطريقة عشوائية وغير منضبطة.

كما كشف تقرير لجنة الجرد عن عدم وجود دفتر 118 مكرر لبيان أصل العهدة وما توزع منها، وعن وجود سيارتين كهنة لا تعملان، سيارة غير مدرجة بالسجلات المخزنية ومحاضر الجرد، إضافة إلى عدم وجود دفتر 5 مخازن، وهو الدفتر المخصص ليومية المخزن، مع وجود ملفات للعهدة الشخصية ولكنها غير مكتملة ولا يتم القيد في النموذج المعد لذلك، وهو نموذج 10 مخازن، وتحتاج إلى إعادة تسجيل وتنظيم.

ومع إجراء جرد جزئي على الطبيعة لبعض الأصناف، تبين وجود أصناف زيادة غير مدرجة بالسجلات وغير موجودة بالجرد السنوي في 30 يونيو 2023، بالرغم من أنه تم توريدها وإضافتها بالمخازن خلال شهر يناير 2023.

وكشف جرد مخزن فرع ثقافة البحر الأحمر أيضا وجود 23 جهاز تكييف، وجهاز تكييف مركزي، مستعملين، بعد فكهم من غرف الموقع، ولكنهم غير مدرجين بسجلات العهدة أو محاضر الجرد السنوية.

 

عجز العهدة الشخصية

كما تبين وجود عجز في أصناف كثيرة في العهدة الشخصية، مع عدم تسجيلها في الدفاتر وعدم وجودها على الطبيعة، وغير معلوم أماكنها.

وحذر تقرير الإدارة من أن النواحي الفنية لشئون مخزن فرع ثقافة البحر الأحمر وحفظ الأصناف لا تسير بالطريقة الصحيحة، ولا تتم بطريقة جيدة وغير مؤمنة بسبب وجود أصناف كهنة كثيرة جدا بالمخزن وخارج المخزن، وهو ما يعرضها لمخاطر الحرائق والتلف والسرقة.

وأوصت إدارة مراقبة المخزون السلعي، بتشكيل لجنة برئاسة مدير إدارة المخازن وعضوية كلا من عضو إدارة مراقبة المخزون السلعي، وعضو من الإدارة العامة للشئون الهندسية، وأمين مخزن إقليم جنوب الصعيد الثقافي، أمين مخزن فرع ثقافة البحر الأحمر، وذلك للعمل على تصويب الأوضاع وإضافة الأصناف التي تم توريدها والموجودة من فترات سابقة ولم تسجل بالسجلات المخزنية، وتحديد أصناف الكهنة والأصناف المستعملة للإستفادة منها وإعادة تدويرها مرة أخرى، حفاظاً على المال العام وذلك في أقرب وقت.

وحذرت الإدارة من أن جميع الأصناف متروكة في فناء الموقع دون رقابة ويوجد تداخل مع معدات الشركة القائمة بتنفيذ عملية الإحلال والتجديد.

تم نسخ الرابط