إدارة وسط الصعيد تكشف الوقائع
فساد قصور الثقافة.. 70 مليون جنيه فرق عهدة المنيا واختفاء مخطوطات تراثية بسوهاج
أنشأت الثقافة الجماهيرية ككيان خاص فى بادئ الأمر تحت مسمى "الجامعة الشعبية" عام 1945، وتغير اسمها فى سنة 1965 الى الثقافة الجماهيرية، وفى عام 1989 صدر القرار رقم 63 لتتحول إلى هيئة عامة ذات طبيعة خاصة وأصبح اسمها الهيئة العامة لـ قصور الثقافة.
وعلى الرغم من أنها احدى هيئات وزارة الثقافة إلا أنها تاريخيا وجدت قبل أن توجد وزارة الثقافة، فقد بدأت كفكرة فى احدى مؤتمرات مدارس الشعب لتعليم الكبار أوائل القرن الماضي، تحديدا سنة 1908، بغرض مكافحة الأمية الأبجدية وتوفير الثقافة السياسية والاجتماعية، لتعليم القراءة والكتابة ودروس الدين والقانون والصحة.
وفى عام 1945 خرجت الجامعة الشعبية إلى النور، بقيادة أحمد أمين، يعاونه عدد من الشباب العاملين فى الادارة الثقافية بوزارة المعارف، فى عرض بعض التجارب الدولية فى ميادين تعليم الكبار وتثقيف الشعب، ولاقت اقبالا كبيرا وانتشرت فى سائر أقاليم مصر.
ثم بعد ذلك صدر قرار من عبد الرازق باشا السنهوري وزير المعارف العمومية، عام 1945 فى ذلك الوقت بإنشاء الجامعة الشعبية بمدينة القاهرة، وتلك كانت البداية، ثم تطورت الفكرة بتاريخها الطويل، وتبرع لها الملك فاروق بمبلغ عشرة ألاف جنيه لدعم الثقافة الشعبية، وللأسف الشديد مرت عقود طويلة على هذا الجهاز العظيم الذى شكل وجدان الأمة فى سنوات الانتصار والانكسار، حتى أصبح هذا الجهاز منهكا مدمرا تماما، بفعل قيادات هشة وغير مسؤولة وغير مؤهلة للعمل الثقافي، وأيضا غير مؤهلة للسلطة والثروة، فعبثت بعقل مصر وأمنها القومي، وتحولت الثقافة الجماهيرية إلى كيانات تسكنها الغربان، وتنهش بين جدرانها معاول الفساد والإفساد.
قتل عمد لقصور الثقافة
ولدينا نماذج كثيرة، نسرد منها في هذه السبب حالة القتل العمد لقصور الثقافة من بعض القيادات الفاسدة فى هذا الجهاز الميت الحى، وهذه الأشياء ليست مسؤولية وزير الثقافة المثقف والمستنير الدكتور أحمد فؤاد هنو، ولا أيضا مسؤولية الكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ ناصف، ولكن مسؤولية سابقيهم، ولكن عليهم التصحيح ودرء المفسدة بالقانون، ويكشف موقع الصفحة الأولى في التقرير التالي، بعض من ملامح الفساد فى قصور الثقافة حتى نصل إلى الحقيقة.
ففي تقرير الإدارة المركزية لإقليم وسط الصعيد الثقافي والأفرع الثقافية التابعة له، التابعة للهيئة العامة لـ قصور الثقافة، كشفت الإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية إدارة مراقبة المخزون السلعي عن العديد من وقائع الفساد في قصور الثقافة بالصعيد وتحديدا في سوهاج والمنيا.
وكشف جرد مخازن رئاسة إقليم وسط الصعيد الثقافي والأفرع الثقافية التابعة له، في 2024/5/12، عن عدم الدقة في استيفاء بيانات التسجيل بالدفاتر وعدم مطابقة دفتر العهدة بدفتر الشطب المناظر له، مع ملاحظة كثرة استخدام "الكوركتور" والكشط والتصليح.
كما كشف التقرير عن التنسيق لاتخاذ اللازم نحو تكهين جميع التشوينات غير المستخدمة واتخاذ باقي إجراءات بيع الكهنة حفاظاً على المال العام.
واقعة فساد في ثقافة المنيا
كما كشف التقرير واقعة فساد في مخزن فرع ثقافة المنيا، والذي تم جرده في 2024/1/9، ليتضح أن محضر الجرد السنوي المعد في 2023/6/30 أكد أن إجمالي موجودات تبلغ قيمتها 4 ملايين و724 و937 ألف جنيه، ولكن إجمالي قيمة موجودات الفرع من واقع محضر الجرد السنوي في 30/6/2022، تبلغ قيمتها 74 مليونا و394 و290 جنيها، ما يثير تساؤل حول هذا الفرق الهائل الذي يقارب 70 مليون جنيها تقريبا.
وكشف التقرير أيضا عن ضعف القائمين على أعمال المخازن وعدم المامهم بشئون المخازن، مع ضرورة الحاقهم بدورات تدريبية أو تعزيزهم بعاملين جدد لهم خبرة بأعمال شئون المخازن الحكومية وذلك حفاظاً على المال العام ولحسن سير وانتظام العمل.
إهمال في ثقافة سوهاج
كما كشف جرد مخزن فرع ثقافة سوهاج في 2024/4/28، عن إهمال أمين المخزن في تسليم أجهزة الصوت والضوء والإذاعة إلى بعض العاملين بالإدارة العامة للشئون الهندسية دون اتخاذ الإجراءات القانونية، وهي ضرورة أن يتم التسليم بموجب "إذن مناقيل".
كما أهمل مدير مخزن فرع ثقافة سوهاج في عدم متابعة عودة المخطوطات التراثية التي تم تسليمها إلى الجنة المشكلة بقرار اللجنة المشكلة بالفرع رقم ( 123 لسنة 2018)، دون اتخاذ الإجراءات القانونية كي يكون التسليم بأذن "مناقيل" وعدم عودتها إلى فرع ثقافة سوهاج وذلك حسبما ورد بمحضر تسليم المخطوطات.
وتمثلت وقائع الفساد والإهمال هذه في حضور بعض العاملين بالإدارة العامة للشئون الهندسية بالهيئة إلى فرع ثقافة سوهاج، وأخذوا بعض الأجهزة الخاصة بالصوت والإضاءة والإذاعة، وهي عبارة عن كشافات إضاءة مختلفة الأحجام وماكينة دخان تستخدم في المسرح، وبعض الأصناف الأخرى.
وقدم ضاحي عشري، أمين المخزن بسوهاج، إفادة تفيد أن هذه الأصناف استلمها منه محمد أنور وأخرين من العاملين بالإدارة العامة للشئون الهندسية دون "إذن مناقيل" أو إيصال استلام، وهي مازالت عهدة فرع ثقافة سوهاج، كما تم استخدامها في مسرح السامر وهذا حسبما أفادن ضاحي عشري حسين.
وكشف التقرير أيضا عن وجود سيارة ميكروباص خاصة بفرع ثقافة سوهاج وهي معطلة وتحتاج إلى صيانة.
اختفاء مخطوطات تراثية
وبالنسبة لعدم وجود المخطوطات التراثية الموجودة بقصر ثقافة طهطا، فقد تم تسليمها للجنة المشكلة بالفرع رقم ( 123 لسنة 2018) الصادر من صلاح عبود، رئيس الإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية السابق، وذلك لترميمها وأعادتها مرة أخرى إلى فرع ثقافة سوهاج، وهو ما لم يتم حتى تاريخه.
وكانت تلك المخطوطات في عهدة أمال كمال، وهي من العاملين بقصر ثقافة طهطا وحاليا بالمعاش، كما تم خصمها من السجلات دون أي سند قانوني أو "إذن مناقيل".
وتم إحالة هذا التقرير إلى الإدارة العامة للتفتيش المالي والإداري، وذلك لتخاذ اللازم حيال الوقائع المذكورة فيه.