أحد أضلاع مثلث الرعب الإسرائيلي
محمد الضيف .. مهندس طوفان الأقصي يفلت من 8 محاولات اغتيال إسرائيلية
يظل القائد العسكري لحركة حماس محمد الضيف ، أحد ملامح الفشل الإسرائيلي، بوصفه مهندس عملية طوفان الأقصي وواضع خطة الهجوم الذي تصفه إسرائيل بأنه نسخة إسرائيلية من هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة الأمريكية.
وفقا لبيان لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن محمد الضيف كان هدفاً لضربة جوية إسرائيلية أمس، على مدينة خان يونس في قطاع غزة، واستطاع أن يفلت منها كما أفلت من 7 محاولات إسرائيلية لاغتياله طوال السنوات الماضية.
وعلى مدى 10 أشهر، ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة كان الضيف يوجه العمليات العسكرية لمقاتلي حركة حماس من الأنفاق والشوارع الخلفية في غزة، إلى جانب آخرين من كبار القادة الذين يقودون عمليات المقاومة الباسلة.
مهندس طوفان الأقصي
يعرف محمد الضيف بوصفه قائد أركان كتائب المقاومة في قطاع غزة، ولذلك فإنه لا يتحدث للجمهور ولا يظهر علناً، ولذلك عندما أعلنت قناة الأقصى الفضائية التابعة لحركة حماس، أنه سيلقي كلمة يوم السابع من أكتوبر أدرك الفلسطينيون والإسرائيليون علي حد سواء أن الأمر جلل.
وكشف الضيف - في تسجيل صوتي تم بثه عبر القنوات الفضائية وأعيد إذاعته عشرات المرات - عن العملية الفلسطينية التى أطلق عليها "طوفان الأقصى"، في السابع من أكتوبر 2023، مؤكدا أن الهجوم يأتي رداً على الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى.
وقال الضيف بصوت هادئ في تسجيله إن حركة حماس حذرت الاحتلال الإسرائيلي مراراً طالبة منها وقف جرائمها بحق الفلسطينيين، وإطلاق سراح السجناء، الذين يتعرضون يوميا للإيذاء والتعذيب، وكذلك وقف مصادرة الأراضي الفلسطينية.
وأضاف في التسجيل الصوتي قائلا: في ظل الجرائم المتواصلة بحق أهلنا وشعبنا وفي ظل عربدة الاحتلال وتنكره للقوانين والقرارات الدولية وفي ظل الدعم الأمريكي والغربي والصمت الدولي، فقد قررنا أن نضع حدا لكل ذلك.
مثلث الرعب الإسرائيلي
ويعتبر محمد الضيف أحد أهم ثلاثة قادة عسكريين للمقاومة الفلسطينية، يمثلون مثلث الرعب لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وهم يحيى السنوار زعيم حركة حماس في غزة، والضيف، ونائبه مروان عيسى، الذي أعلنت إسرائيل مقتله في مارس الماضي.
على مدى أكثر من 30 عاماً، طور الضيف شبكة الأنفاق وأكسب حركة حماس خبرة كبيرة في صناعة المتفجرات، التى استهدفت عشرات الإسرائيليين في عمليات استشهادية للمقاومة.
وشكل الضيف ونائبه مروان عيسي بالإضافة ليحيي السنوار مجلس حرب خطط لطوفان الأقصي الذي أدى وفقاً للإحصاءات الإسرائيلية إلى مقتل 1200 شخص وأسر أكثر من 250 أسيرا، وهو الهجوم الأعنف الذي تتعرض له دولة الاحتلال الإسرائيلي على مدى 75 عاماً منذ إعلان قيام الدولة.
ووفقاً لمصادر من داخل المقاومة فإن محمد الضيف بدأ التخطيط للعملية بعد مداهمة المسجد الأقصى في مايو 2021، وأثارت غضب العالم العربي والإسلامي، لاسيما وان اقتحام المسجد الأقصى جاءت خلال شهر رمضان، وضرب المصلين والاعتداء عليهم، وسحب الشيوخ والشباب إلى خارج المسجد.
7 محاولات اغتيال
ووفقا لبيانات جيش الاحتلال، لا تتوافر سوى 3 صور فقط لقائد طوفان الأقصي محمد الضيف ، إحداها وهو في العشرينات من عمره، وأخرى وهو ملثم، والثالثة لظله، وهي التي تم استخدامها عندما تم بث التسجيل الصوتي لعملية السابع من اكتوبر.
ولد الضيف باسم محمد المصري عام 1965 في مخيم خان يونس للاجئين، واشتهر باسم محمد الضيف بعد انضمامه إلى حماس خلال الانتفاضة الأولى عام 1987، وتم اعتقال الضيف عام 1989، وقضى نحو 16 شهراً في الأسر
وطوال سنوات المقاومة، نجا محمد الضيف من 7 محاولات إسرائيلية لاغتياله، قبل المحاولة الأخيرة أمس التى رفعت المحاولات إلي ثمانية. وقالت بيانات حركة حماس إن الضيف فقد إحدى عينيه، وأصيب بجروح خطيرة في إحدى ساقيه في واحدة من تلك المحاولات، كما قُتلت زوجته وابنه وابنته، في غارة جوية إسرائيلية في عام 2014، وهو ما منحه مكانة البطل الشعبي، نظراً لنجاته من محاولات الاغتيال وقيادته للجناح العسكري لحركة حماس.
