و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

في ذكرى رحيله الـ12

"الطريق إلى الفوضى" العنوان الأخير للكاتب الكبير سلامة أحمد سلامة قبل وفاته

موقع الصفحة الأولى

الاسم: سلامة أحمد سلامة

المهنة: صحفي. 

تاريخ الميلاد: 1932.

تاريخ الوفاة: 11 يوليو 2012. 

المؤهل: قسم فلسفة جامعة القاهرة عام 1953.

حلت ذكرى رحيل أحد عمالقة الصحافة المصرية، الكاتب الصحفي الكبير سلامة أحمد سلامة، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم منذ عام 2012، تاركا خلفه إرثا صحفيا ثريا ومدرسة صحفية فريدة.

سلامة أحمد سلامة، كان قيمة وقامة صحفية كبيرة، أثرت الصحافة المصرية والعربية بفكره ورؤيته الثاقبة، وقلمه الجريء، وأسلوبه المميز، فقد كان صحفيا من طراز فريد، جمع بين المهنية والاحترافية، وبين الشجاعة والجرأة في طرح القضايا المختلفة، والتصدي للفساد بكل أشكاله، وقد عرف عن سلامة أحمد سلامة شجاعته الدفاع عن حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير، فكان صوتا قويا ضد أي محاولة لتقييد حرية الصحافة أو مصادرة الرأي.

تميزت كتابات سلامة أحمد سلامة بالعمق والتحليل الدقيق، وكان يمتلك قدرة فذة على تبسيط القضايا المعقدة وتقديمها للقراء بطريقة سهلة ومفهومة، وكان حريصا على الالتزام بالمعايير الأخلاقية للصحافة، فلم يلجأ أبدا إلى الإثارة الرخيصة أو التشهير بالآخرين، بل كان نموذجا للصحفي المحترف الذي يحترم قلمه ويحترم عقول قرائه.

وُلد سلامة أحمد سلامة في 22 فبراير عام 1932، والتحق بكلية الأداب قسم الفلسفة جامعة القاهرة، وتخرج في 1953، بدأ صحفيا في جريدة أخبار اليوم بعد عام من تخرجه، وكانت نقطة تحول خطيرة في شخصيته، وعمل بها بقسم الشؤون الخارجية ثم مراسل لها في ألمانيا، وبدأ بذلك مسيرته الصحفية الحافلة التي امتدت لأكثر من ستة عقود.

 مسيرته الصحفية

بدأ سلامة أحمد سلامة مسيرته الصحفية في جريدة أخبار اليوم، ثم أصبح نائب لرئيس تحرير جريدة الأهرام المصرية (1987 -2009)، وترأس بعد ذلك تحرير مجلة "وجهات نظر" من 1999 إلى 2008، وشغل منصب رئيس مجلس التحرير لصحيفة الشروق اليومية، وقام بالعديد من الرحلات لتغطية أحداث خارجية ومؤتمرات قمة عربية واجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وانتخابات الرئاسة الأميركية، كما أجرى العديد من الحوارات والمقابلات مع عدد من رؤساء الدول وكبار السياسيين، شارك في العديد من اللقاءات الدولية حول حرية الصحافة وحوار الحضارات في عواصم عربية وأوروبية. وهو متخصص في الشؤون الألمانية.

وقدم للمكتبة العربية العديد من الكتب المهمّة، وحصل على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة العام 1954، والماجستير في الصحافة والإعلام من جامعة "مينيسوتا" في الولايات المتحدة الأميركية في العام 1967، وتدرّب في صحيفة "كريستان ساينس مونيتور" الأميركية في بوسطن.

كتب أثرت في شخصيته

كان سلامة أحمد سلامة كاتبا ومؤلفا غزير الإنتاج أيضًا، بالإضافة إلى عمله كصحفي، وقد قال سلامة في إحدى لقاءاته إنه خلال المرحلة الثانوية كان حريصا على المشاركة في مسابقات الشعر والأدب، وتأثر كثيرًا من قرارات الدكتور طه حسين ككاتب وأديب، كما أنه أثر في وجدانه، وكان الدكتور طه حسين والأديب توفيق الحكيم والعقاد  من الكتاب الذين يسهمون في تشكيل وجدان الناس بكتاباتهم في الأهرام والأخبار، لذلك فمن  أهم الكتب التي أثرت في تكوينه: الأيام للدكتور طه حسين فهى تعطى الإنسان مددا وذخيرة من العلم والمشاعر والعواطف والفكر، ومن أهم الروايات القيمة التي تركها الصحفي سلامة أحمد وهي “الصحافة فوق صفيح ساخن.

 

انتقد الجماعات الإسلامية 

فى آخر مقالاته التى نشرت بجريدة الشروق بتاريخ 9 يوليو 2012 الذى كان بعنوان "الطريق إلى الفوضى" انتقد بشدة الواقعة المؤسفة التى نالت من طالب الهندسة بالسويس، مطالباً الجماعات الإسلامية بأن تبرئ نفسها من مثل هذه السلوكيات، وأن تبادر الجماعة السلفية إلى اتخاذ موقف واضح منها، وتقع فى هذه الحالة مسئولية كبرى على حزب الحرية والعدالة وحزب النور السلفى، لوضع حد فاصل فارق بين عقائدها وممارساتها، محذراً من تكرار تجربة مدينة تمبكتو التاريخية التى تعرف باسم مدينة الأولياء.

الجوائز والتكريم

حصل سلامة أحمد سلامة على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته الصحفية، فقد فاز بجائزة النقابة التقديرية لعام 2009، وحصل على جوائز كثيرة إلا أن جائزة مصطفى وعلى أمين  كانت هى الأولى والأهم فى مشواره الصحفى.

وفاته

رحل سلامة أحمد سلامة عن عالمنا في 11 يوليو 2012 عن عمر يناهز 80 عاما، بعد صراع مع المرض، وقد نعاه العديد من الصحفيين والمثقفين العرب، الذين أشادوا بإسهاماته الكبيرة في عالم الصحافة، وبدوره في الدفاع عن حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير.

وكان آخر منصب يشغله قبل وفاته رئيس مجلس التحرير لصحيفة الشروق وأنهي فيها مسيرته وظل محتفظا بعنوان عموده الصحفي الذي كان يكتبه منذ أوائل الثمانينات في جريدتى الأهرام ثم الشروق وهو "من قريب"، وذلك إلى جانب مقالاته، فهو له مجموعة من الكتب تناول فيها تطورات الأوضاع في مصر والمنطقة العربية مثل "المناطق الرمادية"، والشرق الأوسط الجديد، والصحافة على سطح صفيح ساخن.

تم نسخ الرابط