المعلم سردينة
عبد الرحمن أبو زهرة .. عملاق المسرح العربي برصيد 300 عمل فني
فرض الفنان عبد الرحمن أبو زهرة نفسه كفنان متمكن من أدواته الفنية التى تمثلت في إتقانه للغة العربية، وبراعته في تلوين صوته فضلا عن حضوره وخفة ظله.
تميز مشوار الفنان عبد الرحمن أبو زهرة الذي بدأ في خمسينيات القرن العشرين، حيث عمل جنبا إلي جنب مع أساتذة المسرح العربي، ونجح في أن يحجز لنفسه مكانا مميزا كممثل محترف.
ففي طفولته التي قضاها بمحافظة دمياط، حيث ولد في 8 مارس 1943، كان طالبًا مجتهدًا، في مراحل الدراسة المختلفة، وعلى الرغم من أنه كان خجولاً، فإنه في هذه المرحلة كان يهوى التقليد، فكان يقلد المدرسين وسط زملائه، حتى التحق بمسرح المدرسة.
حصل على الميدالية الذهبية كأفضل ممثل على مستوى مدارس الجمهورية، وهو ما دفعه لدراسة المسرح وحصل بالفعل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1958.
مسرحية عودة الشباب
التحق عبد الرحمن أبو زهرة بعد تخرجه بالمسرح القومي، وحقق نجاحا باهرا منذ مشاركته في مسرحية "عودة الشباب" للكاتب توفيق الحكيم، ليشارك بعدها في العديد من المسرحيات.
كان الممثل الشاب معروفًا بالانضباط والحفظ السريع، وهو ما أتاح له فرصة الحصول على أول بطولة مطلقة حين اعتذر الفنان عمر الحريري عن بطولة مسرحية "بداية ونهاية" ليقدمها عبد الرحمن أبو زهرة بدلا منه، وتكرر الأمر ليحصل على البطولة الثانية في مسرحية "المحروسة" بعد وفاة بطل المسرحية صلاح سرحان فتم إسناد البطولة له.
أتقن عبد الرحمن أبو زهرة اللغة العربية، كما كانت لديه القدرة على التلوين الصوتي، وهو ما جعله نجما من نجوم الإذاعة المصرية لاسيما المسرحيات العالمية التى قدمها البرنامج الثقافي علي مدي عقود متصلة.
شارك أبو زهرة بفيلم "علاء الدين" في عام 1992، وبعدها بعامين شارك أيضا في الجزء الثاني، والشخصية الأشهر له في عالم الرسوم المتحركة هي الأسد سكار الذي قتل موفاسا ليستولي على حكم الغابة، في فيلم "الأسد الملك" إنتاج ديزني 1994، وعلى الرغم من الشر الذي بداخل سكار فإنه نجح في تقديمه بخفة ظل.
براعة الأداء الصوتي
وفي أحد لقاءاته، صرح أبو زهرة بأنه عقب تقديمه للشخصية قامت شركة ديزني بمكافأته بألفي دولار وقتها، وبعثت إليه خطابا قالت فيه إنه أفضل من أدى شخصية "سكار" في جميع النسخ المترجمة للفيلم.
ومثلما أبدع عبد الرحمن أبو زهرة في عالم المسرح والإذاعة فقد خطف القلوب بأدواره التلفزيونية والسينمائية، لاسيما في شخصية الحجاج بن يوسف الثقفي في المسلسل التاريخي "عمر بن عبد العزيز"، فرغم اتفاق المؤرخين على أن الحجاج كان سفّاكا للدماء، إلا انه انتزع تعاطف المشاهدين معه.
كما قدم أدوارا مهمة في أعماله الدرامية كان أشهرها المعلم سردينة في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" ".
وفي السينما، شارك أبو زهرة في عشرات الأفلام التى ترك فيها بصمة فنية واضحة رغم أنه لم يشارك بوصفه بطل، إلا أن حضورة الطاغي كان مؤثرا في كافة الأعمال السينمائية التى عمل بها .