و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

من البرشامة حتى البلوتوث

مع بداية ماراثون الثانوية العامة .. رواج وسائل الغش الحديثة بأسواق الإلكترونيات

موقع الصفحة الأولى

مع بداية موسم الامتحانات، راجت وسائل الغش الحديثة بأسواق الإلكترونيات، فيما ارتفعت أسعار سماعات البلوتوث التى أصبحت أبرز وسائل الغش الحديثة داخل لجان الامتحانات.
قبل سنوات لم يكن الغش داخل لجان الامتحانات يتخطي ظاهرة "البرشام" تلك الورقة الصغيرة التى تحتوي علي بعض النقاط الهامة في المقرر الدراسي والتي يستعين بها الطالب "الغشاش" في الإجابة علي الاسئلة.
ومن المعروف أن الغش فضلا عن تسريب الامتحانات العامة في أي دولة هي قضية أمن قومي، وهو ما سعت إسرائيل لاستهدافه خلال فترة الستينات، فعمل جهاز المخابرات الإسرائيلي علي اختراق امتحانات الثانوية العامة المصرية أكثر من مرة.
تمكن الموساد من الوصول إلى أسئلة امتحانات الثانوية العامة عام 1961 وكذلك عام 1967، وفى كل مرة نجحت الاجهزة الامنية في تحديد المسئولين ومحاكمتهم.
وقتها استطاع بعض الموظفين بوزارة التعليم من تسريب الامتحانات ووصلت إلى إذاعة إسرائيل، حيث فوجئ المصريون سنة 1961 بإذاعة أورشليم وهي تذيع أسئلة امتحانات الثانوية العامة.
تدخلت الجهات الأمنية وتوصلوا إلى الجناة وهم بعض من الموظفين بوزارة التعليم وكانت اعترافاتهم أنهم سربوا الامتحان بغرض إعطائه لأولادهم وأقاربهم وليس بهدف الجاسوسية إلا أنه انتشر دون علمهم ووصل إلى الإذاعة الإسرائيلية وتمت محاكمتهم بالسجن 10 سنوات بالأشغال الشاقة، وتم تأجيل الامتحانات بقرار من الرئيس عبدالناصر .
تكررت الجريمة بنفس السيناريو سنة 1967 من قبل موظفين بالمطابع، وأعلنت إذاعة أوشليم للمرة الثانية أنها تمتلك امتحانات الثانوية العامة، وبدأت نشر مقتطفات منه وتم معرفة الجناه ومعاقبتهم أيضا.

شامومينج والتواصل الاجتماعي

تطورت الحياة بكل ما فيها، وانعكس التطور الحاصل علي أساليب الغش في الامتحانات، ودخلت عالم التقنيات الحديثة.
بدات جروبات على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتليجرام في تسريب ونشر أسائلة الثانوية العامة تحديدا، وامتدت لبعض الصفوف الأخري وهو ما هدد العملية التعليمية في مصر برمتها.
كان "شاومينج" هو أبرز هذه المجموعات التى هزت مصر علي مدي عدة سنوات.
ولكن أصبح الغش في الامتحانات بوسائل فردية فاعتمد علي سماعات البلوتوث وكاميرا وكارت فيزا وساعة آبل وكروت فيزا مزودة بشريحة محمول متصلة بسماعة بلوتوث ولاصقة طبية.
واعتمد بعض الطلاب علي الحيل الحديثة لـ الغش في كل الامتحانات بداية من امتحانات النقل في المدارس إلي امتحانات الثانوية العامة وحتي الامتحانات في الجامعات، ووصلت إلى مستويات من الذكاء واعتمدت علي أجهزة ووسائل تقنية مختلفة.  
وقبل دخول موسم الامتحانات يبدأ الطلبة في البحث عن أدوات تقنية تساعده على الغش، وأصبحت الأسواق الالكترونية تشهد ازدهارا كبيرا في بيع الأدوات المستخدمة في عملية الغش والتى تشمل عدد من الأجهزة الذكية.

أقلام وساعات ذكية


من أسهل الأدوات الحديثة في طرق الغش، التى راجت بأسواق الإلكترونيات أقلام الماسح الضوئي والتى يستخدمها الطالب للكتابة على المقاعد الدراسية أو الملابس بحبر سري لا يمكن رؤيته، سوى عن طريق تسليط ضوء المصباح الصغير في نهاية القلم على الكتابة لرؤيتها.
وكذلك هناك ساعات ونظارات جوجل التي يمكنها الاتصال بالإنترنت، تقوم النظارة، بقراءة المعلومات الموجودة على الساعة والتي يمكنها تخزين معلومات يصل حجمها إلى 8 جيجابايت.

و تحتوي النظارة على كاميرا فيديو خفية، كما يحتوي ذراع النظارة على سماعة لاسلكية صغيرة جدا، عندما يقوم الطالب بقراءة السؤال تنقله الكاميرا والذي يصل إلى شخص آخر خارج الامتحان عبر الهاتف المحمول، والذي يقوم بدوره بإخبار الطالب إجابة السؤال عبر سماعة الأذن المتصلة بالنظارة.
وكذلك العدسات اللاصقة متصلة بشريحة ذكية، يستخدم الطالب العدسة لتصوير أسئلة الامتحان وإرسالها إلى شخص آخر، يقوم بتلقينه الإجابة عن طريق سماعة صغيرة جدا مخفية داخل أذن الطالب.
وهناك بحسب خبراء التكنولوجيا، ثلاثة أنواع من السماعات المستخدمة فى عملية الغش إحداها تدخل الأذن من الداخل وتكون مفتوحة عبر البلوتوث مع أشخاص يتواجدون بالقرب من المدرسة، وثانيها سماعة البلوتوث العادية التى أصبحت بالفعل غير مستخدمة بشكل كبير مع تشديد إجراءات التفتيش فى بعض اللجان، وسماعة ثالثة تشبه الفيزا ويوضع بها مايك ولا تُرى بالعين المجردة.

تم نسخ الرابط