والذين معه
قصة خلاف أبو بكر الصديق مع فاطمة الزهراء وعلي بن أبي طالب
قصة أبو بكر الصديق.. من نعم الله عز وجل علينا أن بعث فينا رسولا يخرجنا من الظلمات إلى النور، ويهدينا إلى الصراط المستقيم، وكان معه وحوله رجالا تعلموا منه وتربوا على يديه، وشربوا من علمه وأخلاقه وفضائله، فكانوا أسبق الناس للإيمان بالنبي، والجهاد معه دفاعا عن الدين والدعوة إليه، ومنهم من هاجر معه، ومنهم من آوى ونصر، ومنهم من أسلم ولحق بالرسول وبالسابقين الأولين قبل الفتح وبعده، وهم من قال فيهم ربنا في كتابه الكريم: «مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ.. » سورة الحجرات من الآية 29
وخلال شهر رمضان 2024، يعرض موقع الصفحة الأولى، مجموعة من قصص صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حلقات على مدار الشهر الكريم، لنهتدي بهم ونسير على دربهم المضيء.
أبو بكر الصديق
ولد سيدنا أبو بكر الصديق عام 573 م، أي قبل الهجرة بخمسين عاما، وكان يصغر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بسنتين.
واسمه عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر واسمه قريش، وكنيته أبو بكر ولقبه الصديق والعتيق والصاحب والأواه، وأنجب من الذكور ثلاثة وهم عبد الله، وعبد الرحمن، ومحمد، ومن الإناث ثلاث أيضا وهن أسماء، وعائشة، وأم كلثوم.
قصة إسلام أبي بكر الصديق
سيدنا أبو بكر الصديق هو أول من آمن بالرسول محمد وبدعوته، وذلك بعدما عرض النبي الإسلام عليه حتى أسلم على الفور، بدون أي تردد ولو للحظة واحدة.
ويروي عبد الله بن مسعود، عن النبي قوله: "ما دَعوتُ أحدًا إلى الإسلامِ إلَّا كانتْ له كَبوةٌ، غيرَ أبي بَكرٍ؛ فإنَّه لم يَتلعثَمْ"، وبدأ بعدها الصديق في الدعوة إلى الإسلام ومساندة الرسول بنفسه وماله.
هجرة أبي بكر.. ثاني اثنين
وتتجلى الصلة الوثيقة التي جمعت أبو بكر بالنبي الكريم، في رحلة الهجرة، حينما استأذن الصديق، رسول الله في الهجرة، ولن الرسول أمره بالتمهل وعدم التعجل، ووقتها استبشر أبو بكر وتمنى أن يكون صاحب النبي في الهجرة، فقرر شراء راحلتين ليستعد لرحلة الهجرة المباركة.
وكان النبي اعتاد أن يذهب إلى بيت أبي بكر كل يوم صباحا ومساء، بكرة وعشيا، ولكنه في ذلك اليوم زاره في وقت غير معتاد، فأدرك أبو بكر وقتها أن هناك حادث جلل قد وقع أو سيقع، وبالفعل، أخبره الرسول بقرار الهجرة، وأنه سيكون صاحبه في تلك الرحلة.
وبعد الخروج للهجرة، سار الرسول عليه الصلاة والسلام، وصاحبه أبو بكر حتى وصلا إلى جبل ثور، وظلا فيه ثلاث ليال، ووصل الكفار إلى الغار، وصعد بعضهم إلى هناك للبحث عنهما، ونظر الصديق إلى أقدام المشركين على باب الغار، فقال للرسول هامسا: "لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا، وجاء رد النبي قائلا: "يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما".
وبعد الهجرة، شارك أبو بكر الصديق مع الرسول في كل الغزوات، وكان وزيره، وفي مرض الرسول الذي توفى بعده، أمره أن يصلي بالناس، وهو ما حاجج به عمر بن الخطاب الأنصار، بعد وفاة الرسول، عندما رشح أبو بكر ليكون خليفة المسلمين.
خلافة أبي بكر وخلافه مع السيدة فاطمة
واستمرت خلافة أبي بكر الصديق عامين وثلاثة أشهر، ووقع فيها خلفا بينه وبين السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم وزوجها الإمام علي بن أبي طالب، عندما طلبت فاطمة ميراثها من أبيها رسول الله، ولكن الخليفة أبو بكر أخبرها أن الأنبياء لا يورثون، وأنه سمع ذلك من الرسول، وأنه قال: "إنا لا نورث ما تركناه صدقة"، وغضبت السيدة فاطمة، بسبب ذلك، ووقف بجانبها زوجها الإمام علي، حتى أنه امتنع عن بيعة الصديق، طيلة حياة السيدة فاطمة، والتي توفيت بعد أبيها رسول الله بستة أشهر.
وبعد وفاة السيدة فاطمة رضي الله عنها، طلب علي بن أبي طالب حضور أبي بكر الصديق إلى بيته، فحضر، ووقتها أخبره علي سبب تأخره عن بيعته، وشرح أبو بكر سبب موقفه من منع ميراث الرسول، وبعدها بايع الإمام الصديق.