بعد ارتفاع البنزين والسولار
قلق وترقب في الشارع من ارتفاع الأسعار.. والشعب التجارية تقدر نسب الزيادة

حالة من الترقب والقلق تسود الشارع المصري من استمرار نزيف ارتفاع الأسعار للسلع الأساسية والغذائية للمواطن، خاصة بعد ارتفاع أسعار البنزين والسولار الأخير الذي تم الإعلان عنه أمس الجمعة، والتي عبر العديد من المواطنين عن استيائهم من توقيت رفع أسعار البنزين خاصة في ظل خروجهم من مصاريف رمضان وعيد الفطر وأقساط المدارس.
وأعرب العديد من المواطنين، من خلال تغريداتهم السوشيالية التي امتزجت بين الخوف والسخرية، عن قلقهم البالغ من أن تأثير ارتفاع البنزين والسولار سيكون له أثره السلبي على أسعار المواصلات والمترو والكهرباء والدواجن واللحوم والخضروات وكافة المواد الغذائية التي تخضع لعمليات النقل من المصانع والمخازن وتجار الجمله ، وأن أي زيادة يتحملها المواطن البسيط في ظل عدم رفع قيمة الحد الأدنى للأجور بشكل موازي.
وحول تأثير ارتفاع البنزين والسولار على ارتفاع الاسعار يرى العديد من المسؤلين عن الشعب التجارية أن رف أسعار البنزين سيكون له تأثير مباشر على رفع اسعار السلع ، مطالبين الحكومة باحكام السيطرة على رقابة الأسواق في ظل استغلال التجار لرفع البنزين لرفع اسعار السلع بشكل مبالغ فيه .
من جانبه ، أكد مصطفى وهبة رئيس شعبة القصابين بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن سوق اللحوم شهد خلال الأسبوع الماضي ارتفاعاً طفيفاً في الأسعار يتراوح ما بين 5 إلى 10 جنيهات للكيلو، مشيراً إلى أن هذا التحرك لا يُعد مفاجئًا وجاء نتيجة تباطؤ حركة البيع بعد عطلة العيد، ما دفع بعض التجار لتعويض مصروفات التشغيل.
وفيما يتعلق بتأثير قرار رفع أسعار البنزين والسولار الأخير، أكد رئيس شعبة القصابين أن الانعكاس على سوق اللحوم سيكون محدودًا جدًا، لافتًا إلى أنه حتى في حال وجود زيادة ناتجة عن تكلفة النقل، فستتراوح ما بين 5 - 10 جنيهات فقط على سعر الكيلو، وهو ما اعتبره "تأثيرًا لا يُذكر".
أما شعبة الدواجن، فتتوقع زيادة كبيرة في أسعار الدواجن والطيور بسبب ارتفاع البنزين والسولار ، حيث قال عبد العزيز السيد رئيس الشعبة، أن المزارع التي تعمل بالديزل ستتأثر بشدة، خصوصًا في المناطق الصحراوية التي تستهلك حوالي 2 طن وقود يوميًا للتشغيل والإنارة.
وأكد السيد أن السولار عنصر أساسي في صناعة الأعلاف، التي تمثل نحو 70% من تكلفة الإنتاج، ما يعني ارتفاع أسعار الأعلاف وبالتالي الدواجن.
وحول رغيف العيش، يقول رئيس شعبة المخابز بالغرف التجارية "عبدالله غراب" أن الخبز المدعم من الحكومة ستتحمل الحكومة أي زيادة تنتج عن رفع أسعار السولار ، أم الخبز السياحي فمتوقع ارتفاعه بنسبة تتراوح بين 30 و40% نتيجة زيادة السولار.
الخضروات والفاكهة
ومن جانبه قال حاتم النجيب، نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية، إن ارتفاع سعر السولار سيؤدي بالتأكيد لارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة، لأن المجال الزراعي يعتمد على السولار بنسبة 98%.
وتابع النجيب، أن ارتفاع أسعار السولار سيؤدي إلى ارتفاع أسعار المحاصيل الزراعية بنسب متفاوتة، مضيفا أن شاحنات نقل الخضار والفاكهة تعتمد على السولار وبالتالي سترتفع تعريفة نقل البضائع.
وتابع النجيب، أن زيادة في تكلفة النقل قد تصل إلى 100 جنيه، مقسمة على حمولة الشاحنة التي تصل إلى 2 طن وهو ما سيجعل الزيادة طفيفة.
واستكدر قائلا أن نحو أكثر من 90% من الآلات والمعدات الزراعية التي تستخدم في عمليات زراعة وحصاد الخضر والفاكهة تعتمد على السولار في عملها، وهو ما سيؤدي لارتفاع أسعار المحاصيل الزراعية.
وقال حازم المنوفي، عضو شعبة المواد الغذائية، إن قرار زيادة أسعار السولار له تأثير مباشر على تكلفة النقل والخدمات اللوجستية، والتي تُعد من المكونات الأساسية في سلسلة الإمداد للسلع الغذائية، خاصة الأساسية منها.
وأوضح المنوفي، أنه بالرغم من أن الزيادة الحالية في سعر السولار تُعد من الأكبر خلال السنوات الأخيرة، فإن نسبة تأثيره الفعلية على أسعار السلع تختلف حسب طبيعة السلعة، ووزن تكلفة النقل في إجمالي التكلفة.
وأشار المنوفي، أنه عادة ما تتراوح نسبة مكون السولار أو تكلفة النقل عمومًا في تسعير السلع بين 5% إلى 15%، وقد تزيد في بعض السلع التي تعتمد على النقل لمسافات طويلة أو التي تحتاج إلى تبريد مستمر.
النقل بريء من الزيادة
ومن جانبه قال أحمد الزيني، رئيس شعبة النقل البري بغرفة القاهرة التجارية، ورئيس الجمعية التعاونية لنقل البضائع، إن تأثير رفع أسعار البنزين على أسعار الخضروات واللحوم لا تذكر، حال وجود جهة رقابية تحكم العلاقة التعاملية بين التاجر والمواطن.
وأشار الزيني في تصريحات عبر برنامج الحكاية مع عمرو أديب، : إن تكلفة نقل الخضراوات عبر سيارة كبيرة من سوق العبور إلى أماكن داخل القاهرة الكبرى على سبيل المثال تتراوح بين 2000 و2500 جنيه، بحمولة 4 أطنان، مستكملًا: إذا ما قمنا بقسمة الحمولة المقدرة بـ 4 أطنان بما يعادل الـ 4000 كيلو وتمت قسمتها على 2500 جنيه، ستكون الزيادة 5 قروش فقط على سعر الكيلو.
وأوضح الزيني، أن وسائل النقل بريئة تمامًا من أي زيادة قد تطرأ على السوق بشكل عام؛ معقبًا: لكن الأسواق تحتاج لرقابة مكثفة من الجهات المسئولة، حتى يتم عرض الأسعار بشكل يتناسب مع قيمة المنتج أو السلعة.